تزهو محمية غابات عجلون بغطائها الأخضر، الذي تختبئ في ثناياه قرابة 573 نوعا من النباتات، تنتمي إلى 67 عائلة، و309 أجناس ذات استخدامات بشرية متنوعة.

وتحظى المحمية، التي تأسست عام 1989 بهدف حماية نبات البلوط دائم الخضرة، أو ما يعرف باسم السنديان، وهو أحد أنماط النباتات التي تتنوع استخداماتها، فمنها ما يستخدم لاستخراج بعض العلاجات ومنها كمصدر للحطب، ومنها ما هو مصدر للأنواع البرية التي تعيش داخل المحمية.

وما يجعل المحمية فريدة في نباتاتها أن هذه الأنواع تشمل 52 نباتا طبياً، و 185 نوعاً رعوياً و 42 نوعاً قابلاً للأكل، و20 نبات زينة، و11 نوعا تعتبر مصدراً للأخشاب، و 12 نباتاً ساماً.

وتبذل كوادر المحمية جهودا متواصلة لحماية التنوع النباتي الفريد في المحمية حيث سجلت مؤخرا أنواعاً جديدة من النباتات، مما يدل على أن الحماية المقامة في المنطقة كانت على مستوى عالٍ ساعد في وجود هذه الأنواع، بحسب ما قال مدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبة.

و في اتجاه حماية التنوع الفريد بين الطوالبة أن المحمية تمنع الرعي خلال فترة الإزهار لحماية أنواع النباتات، وتسمح به في بقية الفصول وضمن أوقات محددة، بهدف نقل بذور النبات والمساعدة على إكثاره".

وأضاف الطوالبة في تصريح صحفي أن المحمية تحظى بالعديد من الأزهار البرية والمسجلة على اتفاقية السايتس متل أزهار التوريد.

وأشار الطوالبة إلى أنه وفي العام 2000 تم إعلان محمية غابات عجلون من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والمجلس العالمي لحماية الطيور كمنطقة مهمة للطيور في الأردن.

وبين أن محمية غابات عجلون التي تبلغ مساحتها 12 كيلو مترا، وتتميز بغناها الحيوي حيث تضم بالإضافة للأنواع الفريدة من النباتات قرابة 23 نوعا من الزواحف، و 57 نوعا من الطيور بين مهاجر ومقيم، و14 من الثديات، 8 أنواع من المفترسات، و 5 أنواع من القوارض، بالإضافة للخنزير البري.

وبحسب ما قال الباحث البيئي في المحمية المهندس سامح خطاطبة، فإن المحمية استطاعت أن تلعب دورا كبيرا في التركيز على حماية التنوع الحيوي الموجود ضمن حدود منطقتها الذي هو من التدابير المهمة و الفاعلة لصون وحماية وتنمية التنوع الحيوي وفق أسس علمية منظمة من خلال استراتيجيات اتباع وتنفيذ برامج وأنشطة وآليات تؤدي إلى حماية التنوع الحيوي الموجود في المحمية، لافتا النظر إلى أن التنوع الحيوي جزء لا يتجزأ من إرث المحافظة على امتداد مساحاتها لبقاء الحياة على الأرض، وخصوصا لما تتمتع به من ميزات نسبية وطبيعية وبيئية.

وبين خطاطبة أن محمية غابات عجلون تغطي مساحة 12 كم²، وتقع ضمن مرتفعات عجلون ضمن إقليم البحر البحر الأبيض المتوسط، ويتراوح ارتفاعها بين 600-1100 متر فوق سطح البحر، وتحتوي على سلسلة من الأودية المتعرجة.

وبالإضافة للبلوط دائم الخضرة، يعيش في المحمية الزعرور والقيقب والسويد الفلسطيني، والعبهر والخزرق والبطم الفلسطيني.

و على مر السنين كانت هذه الأشجار غاية في الأهمية لسكان المنطقة كمصدر للحطب، وفي بعض الأحيان كقيمة غذائية وطبية أو ببساطة كمصدر للطعام.

و قال خطاطبة، إن المحمية تحتضن العديد من الحيوانات مثل الخنزير البري، والدلق الصخري، وهو نوع من المفترسات المرتبط وجوده بالغابات، بالإضافة إلى ابن آوى، والثعلب الأحمر، والسنجاب الفارسي، والنيص، وكذلك تم تسجيل الضبع المخطط، والذئب في المحمية.

المملكة