وقعت الحكومة الخميس، عدة اتفاقيات ومذكرتي تفاهم بين وزارتي الزراعة والبيئة وجمعيات بيئية محلية ونقابة المهندسين الزراعيين والمؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) .

وتم توقيع 14 اتفاقية بين وزارتي الزراعة والبيئة وجمعيات بيئية في مختلف مناطق المملكة، وتأتي ضمن مشروع التحريج الوطني الذي أطلق في تموز/يوليو الماضي، ويهدف إلى "زيادة الرقعة الخضراء على مستوى المملكة بالتعاون مع مؤسسات حكومية وشبه حكومية ومنظمات المجتمع المدني وذلك من خلال زراعة 10 ملايين شجرة خلال 10 سنوات".

وقال رئيس الوزراء عمر الرزاز بعد توقيع الاتفاقيات في رئاسة الوزراء، إن "الحراج الزراعي لا يتعلق بغرس الأشجار فقط، بل في غرس قيم الانتماء والأخلاق بين شبابنا والعمل بروح الفريق، بما يعزز من تحمل المسؤولية المشتركة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي".

وأضاف الرزاز أن "تعلم هذه المفاهيم يأتي من خلال مشاركة الشباب للمساهمة في هذا الجهد الوطني"، مشيرا إلى أن "الحكومة لها جزء مهم في وضع السياسات، لكن التنفيذ على أرض الواقع لهذه المشاريع الزراعية يتطلب شراكة حقيقة من مختلف الجهات".

وأكد أهمية مشروع التحريج الوطني الذي سينفذ بهمة الجميع، مضيفا: "في المستقبل سينظر أبناؤنا إلى هذه الغابات بعد زراعتها، ويؤكدون أننا عدنا للاهتمام ببيئتنا الحاضنة و قيمنا والتزمنا بها جميعا".

وأشار إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني يؤكد خلال اللقاءات على أهمية قطاعي الزراعة والبيئة، وضرورة إشراك الشباب في المشاريع المتعلقة بهما.

وأثنى الرزاز على جهود الجمعيات البيئية في قطاعي الزراعة والبيئة، مشيرا إلى سعي الحكومة لتذليل أي صعوبات ومعيقات تواجه عملهم.

بدوره، قال وزير البيئة وزير الزراعة المكلف، صالح الخرابشة، بعد توقيعه للاتفاقيات مع الجمعيات، إن مشروع التحريج الوطني يساعد في تحقيق التزامات الأردن بالاتفاقيات الدولية التي لها علاقة بالتغيير المناخي والتنوع الحيوي ومكافحة التصحر، مشيرا إلى أن الأردن يعد من أوائل الدول السباقة للعمل على هذه الاتفاقيات وتقديم مساهمته للمجتمع الدولي في هذا المجال.

واشار إلى أن المشروع يعمل على تعزيز الانتماء وإيجاد فرص عمل للشباب، لافتا إلى أن وزارة الزراعة تعمل على تعديل التعليمات الخاصة باستفادة المجاورين من الغابات، لتشجيع بعض الأنشطة التي لها علاقة بزراعات النباتات الطبية والعطرية ذات السوق الكبير وغيرها.

وأكد الخرابشة أهمية وجود شركاء استراتيجيين من الجمعيات المحلية للمساهمة في تنفيذ المشروع، والبناء على تعزيز العلاقة والتعاون معهم خلال الأيام المقبلة.

وتحدث عدد من رؤساء الجمعيات البيئية عن أهمية استدامة العلاقة التشاركية بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، وضرورة إشراك الشباب في المشاريع الزراعية والبيئية والمبادرات التي تنمي روح الانتماء لديهم من خلال الحث على العمل التطوعي.

وعلى صعيد متصل، شهد الرزاز توقيع مذكرتي تفاهم بين وزارة الزراعة والمؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس ونقابة المهندسين الزراعيين لإطلاق مشروع تشجيع الزراعة العضوية في محافظتي جرش وعجلون لعام 2020.

ويهدف المشروع إلى استهداف 250 مزارعا تقليديا لتحويلهم إلى مشغل زراعة عضوية خلال فترة المشروع التي تمتد لأربع سنوات، من خلال وضع آلية وأسس لاختيار المزارعين من قبل الوزارة.

ووقع مذكرتي التفاهم وزير البيئة وزير الزراعة المكلف صالح الخرابشة، ومدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس عبير بركات الزهير، ونقيب المهندسين الزراعيين عبد الهادي الفلاحات.

وقال الفلاحات عقب التوقيع، إن النقابة ستسعى من خلال هذه المذكرة إلى بناء قدرات المهندسين المعنيين بالمتابعة والإرشاد لشريحة واسعة من المزارعين، مع بناء خطة تدريبية لتأهيل الكوادر وبناء القدرات للمهندسين والمزارعين الأردنيين.

واشار إلى أهمية تعزيز حضور المنتجات الزراعية العضوية في الأردن، رغم المعيقات التي تواجه هذه الزراعة سواء المتعلقة بارتفاع الكلف أو ثقافة المجتمع أو التحديات الأخرى التي تحتاج لجهد جماعي وعمل مشترك من الوزارة ومؤسسة المواصفات المقاييس ونقابة المهندسين الزراعيين.

بدورها، قالت الزهير إن دور المؤسسة في هذا المشروع يكمن في تعزيز توعية المزارعين حول هذا النوع من الزراعات ومنحهم الشهادات المتعلقة بالزراعة العضوية.

كما رعى رئيس الوزراء توقيع اتفاقية تنفيذ مشروع "تعزيز سبل العيش المستدامة والأمن الغذائي للمجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين من خلال تعزيز التنمية الزراعية المستدامة" بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغدية والزراعة الدولية للأمم المتحدة (الفاو) بقيمة حوالي 12.5 مليون دولار .

وأكد الرزاز عقب التوقيع، أهمية الشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة والاستفادة من خبراتهم في تفعيل وتنشيط الزراعة بين صغار المزارعين، ولاسيما أن كبار المزارعين والشركات الزراعية الكبيرة لديهم كل التقنيات اللازمة.

وأشار إلى أن "مزارعنا الصغير ليس لديه المعدات المطلوبة"، وقال: "نحن نتطلع إلى التجارب الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الزراعة حول المستقبل، وما هي المتطلبات الأساسية إن كان في الإرشاد ومدخلات الإنتاج والتسويق وحجم الطلب على المنتجات"، لافتا إلى أهمية مساعدة صغار المزارعين للدخول إلى السوق بقوة من خلال الاستفادة من الخبرات المتراكمة في منظمة الأغذية والزراعة الدولية حول التشجير المثمر.

من جهته، قال الخرابشة إن هذه الاتفاقية ستساعد الوزارة على تعزيز ودعم صغار المزارعين من خلال تعزيز البنية التحتية التي تمكنهم من الإنتاج، إضافة إلى تقديم خدمات الإرشاد الزراعي وتعزيز العلاقة بينهم.

وأشار إلى أن الوزارة تعمل مع المنظمة العالمية على مشروع رقمنة القطاع الزراعي الذي سيساعد في تقديم الإرشاد والنصح للمزارعين وتقييم المخاطر.

بدوره، قال الممثل المقيم لمنظمة الأغدية والزراعة الدولية للأمم المتحدة ( الفاو) نبيل عساف، إن الاتفاقية تهدف إلى دعم سبل العيش لصغار المزارعين لتحقيق أمنهم الغذائي وتعزيز نشاطهم الزراعي، إضافة إلى تأهيل مراكز للتدريب والإرشاد الزراعي في المملكة.

بترا