مددت تركيا، الخميس، مهمة مثيرة للجدل للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وأعلنت عن تدريبات بحرية جديدة، في وقت يخشى أن يخرج نزاعها مع اليونان والاتحاد الأوروبي على موارد الطاقة والحدود البحرية، عن السيطرة.

وأعلنت البحرية التركية، تمديد مهمة سفينة المسح الزلزالي عروج ريس، والسفن الحربية المرافقة 5 أيام إضافية تنتهي، الثلاثاء.

كما أعلنت عن خطط لإجراء "تدريبات للمدفعية" على أطراف مياهها الإقليمية في الزاوية الشمالية الشرقية للمتوسط يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين.

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن التدريبات على إطلاق النار لا تتعلق بنزاع تركيا مع اليونان على مسألة الوصول إلى احتياطيات اكتشفت مؤخرا، يمكن أن تقدم لأوروبا موارد كبيرة جديدة للطاقة وتخفض اعتمادها على روسيا.

لكنه تعهد بنبرة تحدّ بمواصلة أنشطة تركيا المختلفة في شرق المتوسط "طالما كان ذلك ضروريا".

وفي إشارة إلى استمرار التوتر، صدق البرلمان اليوناني مساء الخميس، على اتفاق ثنائي بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية بين اليونان ومصر في شرق البحر المتوسط، يثير غضب أنقرة.

وتعتبر هذه الاتفاقية رداً على الاتفاقية التركية الليبية الموقعة في نهاية عام 2019 والتي تسمح لتركيا بالوصول إلى منطقة واسعة تؤكد اليونان أحقيتها بها في شرق البحر المتوسط.

وتقوم الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي، بتدريبات عسكرية متوازية، فيما يمكن لأي نزاع أن يعرض للخطر وصول أوروبا إلى مخزونات كبيرة من الطاقة ويفاقم الأزمة في ليبيا وأجزاء من الشرق الأوسط.

ودعت ألمانيا الخميس، قبيل اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في برلين حول الأزمة إلى أن توقف الدولتان مناوراتهما البحرية، إذا كانتا حقا ترغبان في حل سلمي للنزاع.

وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الذي حاول القيام بوساطة بين الطرفين، للصحافيين "الشروط المسبقة لهذه المحادثات هي أن تتوقف هذه المناورات في شرق المتوسط".

ترامب يتدخل

تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، إلى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في أول تدخل مباشر له في الأزمة المتصاعدة.

وأعلن البيت الأبيض أن ترامب "عبر عن القلق إزاء تفاقم التوتر بين الحليفين في حلف شمال الاطلسي اليونان وتركيا".

وقال ميتسوتاكيس، فيما بعد، إن أثينا "على استعداد لخفض التصعيد بشكل كبير -- لكن شرط أن توقف تركيا فورا أعمالها الاستفزازية".

ورفض اردوغان، القبول بشروط مسبقة قبل التحدث إلى اليونان.

وقالت الرئاسة التركية، إن اردوغان "ذكّر (ترامب) بأن بلادنا ليست من يتسبب بعدم الاستقرار في شرق المتوسط".

وأضافت أن اردوغان "شدد على أن تركيا اتخذت خطوات ملموسة تثبت أنها تقف مع خفض التوتر والحوار".

وتقود فرنسا، القوة العسكرية الكبيرة في الاتحاد الأوروبي، الدعم الأوروبي لليونان.

وشاركت سفن حربية فرنسية وطائرات مقاتلة في التدريبات العسكرية اليونانية التي انضمت إليها إيطاليا وقبرص قبالة كريت، الأربعاء، فيما أجرت تركيا تدريبات أصغر حجما مع سفينة حربية أميركية في منطقة مجاورة.

وأثار التدخل الفرنسي بشكل خاص، استياء تركيا.

وفي مقابلة تلفزيونية خاطب أكار فرنسا، قائلا: "انتهى وقت الترهيب. لا مجال لكم لإجبارنا على القيام ببعض الخطوات من خلال الترهيب".

وعن الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة قال إن "التفكير في منع أو تغيير أنشطة تركيا أو القوات المسلحة التركية حلم بعيد المنال".

وحض أكار أيضا اليونان على الكف عن الاختباء وراء فرنسا أو الاتحاد الأوروبي، وقال "كتركيا واليونان، علينا أن نحل مشكلاتنا من خلال المحادثات ... نقول علينا أن نتحدث، نقول حوار ونريد حلا".

وعلق مصدر دبلوماسي يوناني، بالقول إن توسيع عروج ريس عملياتها سمح بإظهار "الطرف الراغب في خفض حدة التوتر والطرف الرافض لذلك والذي يزعم أنه يرغب في الحوار ومن يريده حقا".

وفي دليل على أن الأمور لن تتحسن، أكد وزير الدفاع التركي، الخميس، أن عمليات أنقرة لاستكشاف الغاز "ستستمر الوقت اللازم لذلك".

ويبدو أن الاتحاد الأوروبي من ناحيته منقسم حول كيفية الرد.

وفشل مسعى اليونان لاتخاذ تدابير ملموسة ضد تركيا خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 14 آب/اغسطس.

وحصل موقف تركيا على بعض الدعم من دول أوروبية جنوبية يمكن أن تتأثر بشكل مباشر في حال رد اردوغان ضد التكتل.

ويتوقع أن تكرر اليونان مسعاها في اجتماع للاتحاد الأوروبي في برلين يومي الخميس والجمعة.

أ ف ب