وصل وفد تشيكي إلى تايوان الأحد، في ثاني زيارة دبلوماسية مهمة تشهدها الجزيرة في أقل من شهر، رغم جهود بكين لعزلها عن بقية العالم. 

 ويرأس هذا الوفد المؤلف من 90 شخصًا رئيس مجلس النواب ميلوش فيشتريشيل، الذي من المقرر أن يلقي كلمة أمام البرلمان التايواني ويلتقي رئيسة البلاد تساي إنغ-ون.

وتأتي هذه الزيارة التي تستغرق 5 أيام، بعد أسبوعين من الزيارة التاريخية التي قام بها وزير الصحة الأميركي أليكس عازار، وهو أبرز مسؤول حكومي أميركي  يزور الجزيرة منذ أن اختارت واشنطن عام 1979 الاعتراف ببكين بدلاً من تايوان. 

وتعتبر الصين تايوان إحدى مقاطعاتها، وتدين أي اتصال رسمي بين الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة ومسؤولين أجانب.

 ووصفت بكين زيارة فيشتريشيل بأنها "تصرف مشين".

 قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الخميس "إن إصراره على الذهاب إلى تايوان للقيام بما يسمى ‘زيارة ‘ يضر بشكل متعمد بالأسس السياسية للعلاقات بين الصين وجمهورية التشيك".

منذ وصول تساي التي تنتمي إلى حزب متشدد حيال الصين، إلى السلطة، كثفت الصين مناوراتها وضغوطها لعزل الجزيرة أكثر. 

وأعيد انتخاب تساي في كانون الثاني/يناير، وتتطلع المزيد من الدول إلى تعميق علاقاتها مع تايوان، لا سيما البلدان التي تشعر بالقلق إزاء التوسع الصيني، ومنها جمهورية التشيك.

في تشرين الأول/أكتوبر 2019 ، ألغى رئيس بلدية براغ زدينيك هريب، عضو حزب القراصنة (المناهض للنظام)، اتفاقية توأمة مع بكين للاحتجاج على سياسة "الصين الواحدة". وقعت براغ وتايبيه اتفاقية شراكة في كانون الثاني/يناير. 

 ويشارك هريب قي الوفد التشيكي الذي وصل الأحد. 

ويرى فابريزيو بوزاتو، المتخصص في شؤون تايوان في جامعة روما، أن هذه الزيارة أظهرت أن "الجدار السياسي والدبلوماسي الذي تحاول بكين إقامته حول الجزيرة لا يتعذر اجتيازه".

وقال لوكالة فرانس برس، إن المبادرة التايوانية تظهر أيضا أن التوجه في أوروبا يتطور نحو "مقاومة بكين".

 وأوضح جوناثان سوليفان، مدير معهد سياسة الصين في جامعة نوتينغهام، أن تساي تعمل على تعزيز العلاقات مع الدول التي تربطها بجزيرتها علاقات غير رسمية. 

 وأوضح أن زيارة الوفد التشيكي تشكل "دفعة معنوية كبيرة في سياق الضغوط، وجهود التهميش" التي تقودها بكين.

 وصرح فيشتريشيل الذي ينتمي إلى المعارضة اليمينية، في حزيران/يونيو، أن زيارته تأتي امتدادا لإرث الرئيس التشيكي الراحل فاتسلاف هافيل، المدافع عن حقوق الإنسان، وأحد قادة الثورة المخملية التي أطاحت في 1989، بالنظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا السابقة.

أ ف ب