كلّف الرئيس ميشال عون سفير لبنان لدى برلين مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة، بعدما نال تأييد 90 نائباً خلال الاستشارات النيابية التي أجراها الثلاثاء.

وأعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهوريّة أنّ عون استدعى أديب لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، تزامناً مع وصول الرئيس المكلّف إلى القصر الرئاسي وفق مشاهد حية بثتها وسائل إعلام محلية. وبدا واضحا أن توافقا حصل خلال الساعات الماضية بين أبرز القوى السياسية لتسمية أديب.

وكان أديب مستشارا سابقا لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، والأستاذ السابق في الجامعة اللبنانية.

وتعهد  بتشكيل حكومة سريعاً من أصحاب الكفاءة وبالإصلاح. 

مصطفى أديب ، يتحدث لوسائل الإعلام بعد تعيينه رئيسًا جديدًا للوزراء في القصر الرئاسي في بعبدا ، لبنان ، 31 أغسطس ، 2020. (رويترز / محمد أزاكير)

 

أجرى الرئيس اللبناني ميشال عون الاثنين، استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة خلفاً لحسان دياب الذي استقال بعد انفجار مرفأ بيروت، في خطوة تسبق بساعات قليلة فقط وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان.

ويعود ماكرون إلى بيروت مساء الاثنين، كما وعد خلال زيارته الأخيرة بعد انفجار الرابع من آب/أغسطس المروّع، في محاولة ضغط جديدة لتشكيل "حكومة بمهمة محددة" تخرج البلاد من أزمتها العميقة.

وبدأت الكتل النيابية بالتوافد إلى القصر الرئاسي في بعبدا عند الساعة التاسعة صباحاً (06:00 ت غ) للقاء رئيس الجمهورية.

وسرعت القوى السياسية خلال الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة مكلف استباقاً لزيارة ماكرون.واستقالت حكومة حسان دياب في العاشر من آب/أغسطس بعد 4 أيام على انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع 188 قتيلاً، وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين، وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة.

ولا يعني توجّه لبنان إلى تكليف رئيس جديد للحكومة أن ولادة الحكومة باتت قاب قوسين. وغالبا ما تستغرق هذه المهمة عدة أسابيع، أو حتى أشهر؛ بسبب الانقسامات السياسية والشروط والشروط المضادة.

وبرغم مرور أكثر من 3 أسابيع على الانفجار، لم يتبدل المشهد السياسي، ولم يدفع أياً من القوى السياسية إلى تقديم تنازلات، أو إلى التنحي، وهو ما يطالب به عدد كبير من اللبنانيين الغاضبين الذين يحملون الطبقة السياسية مجتمعة مسؤولية الانفجار؛ بسبب فسادها واستهتارها.

ولعلّ المتغير الوحيد هو تحديد عون موعداً للاستشارات الملزمة، في خطوة قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إنها جاءت "حياء" قبل وصول ماكرون.

وتستمر زيارة ماكرون يومين، وتتخللها لقاءات سياسية، وهي الثانية له بعد زيارة أولى في 6 من آب/أغسطس طالب خلالها المسؤولين اللبنانيين بإقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة.

ووعد ماكرون بالعودة مطلع أيلول/سبتمبر لـ"تقييم" التقدّم الذي تمّ إحرازه. ولم يكن اختياره هذا الموعد من باب الصدفة، إذ يتزامن مع إحياء الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير خلال فترة الانتداب الفرنسي.

ودق ماكرون ناقوس الخطر الجمعة محذراً من "حرب أهلية" في لبنان "إذا تخلينا عنه".

وقال من باريس: "إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة، وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية" وسيؤدي ذلك إلى "تقويض الهوية اللبنانية".

أ ف ب