أعلن رئيس الحكومة اللبناني المكلف مصطفى أديب، الأربعاء، بعد إنهائه إجراء مشاورات مع النواب رغبته في تشكيل حكومة "اختصاصيين" سريعاً، غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتزاع تعهد من القوى السياسية بإتمام المهمة خلال أسبوعين.

وقال أديب في كلمة للصحافيين: "سننطلق من مبدأ أن الحكومة يجب أن تكون حكومة اختصاصيين تعالج بسرعة وحرفية الملفات المطروحة وتستعيد ثقة اللبنانيين المقيمين والمغتربين والمجتمعين العربي والدولي".

ومنذ صباح الأربعاء، استمع أديب في مقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، جراء تضرر البرلمان في انفجار المرفأ، إلى آراء الكتل النيابية حول تشكيل الحكومة في إطار استشارات نيابية غير ملزمة.

واستبقت القوى السياسية الرئيسية زيارة ماكرون بداية الأسبوع، بالتوافق على تكليف مصطفى أديب (48 عاماً)، سفير لبنان لدى ألمانيا، تشكيل حكومة جديدة خلفاً لحسان دياب الذي استقالت حكومته، بعد أيام قليلة على انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين.

وغادر ماكرون، الذي زار لبنان للمرة الثانية في أقل من شهر، صباح الأربعاء بيروت، بعد التوافق مع القوى السياسية على خارطة طريق تتضمن تشكيل حكومة بمهمة محددة مؤلفة من "شخصيات كفوءة" تلقى دعماً سياسياً وتنكب على إجراء إصلاحات عاجلة مقابل حصولها على دعم دولي.

وعادة ما يستغرق تشكيل الحكومة أسابيع أو حتى أشهر، إلا أن الضغط الفرنسي بدا واضحاً خصوصاً مع تعهد ماكرون بالعودة إلى بيروت في نهاية العام.

وتعليقاً على زيارة ماكرون، قال الرئيس اللبناني ميشال عون الأربعاء، في تغريدة: "لمسنا من الرئيس ماكرون استعداداً لتذليل العقبات التي يمكن أن تواجه العمل من أجل تطبيق الإصلاحات ومتابعة مسيرة مكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في مصرف لبنان وغيرها من الإجراءات لوضع لبنان على سكة الحلول الفعلية اقتصادياً".

ودعا إلى تشكيل "حكومة قادرة وشفافة في أسرع وقت ممكن".

وأبدت غالبية الكتل النيابية الممثلة لأبرز القوى السياسية، بعد لقاء أديب، إيجابية تجاه تشكيل الحكومة المقبلة من دون وضع عوائق أمامها.

ودعا رئيس كتلة حزب الله محمّد رعد بعد لقاء أديب، إلى تشكيل "حكومة فاعلة ومنتجة ومتماسكة"، في وقت طالبت النائبة بهية الحريري باسم كتلة تيار المستقبل بالإسراع في تأليف "حكومة اختصاصيين".

وقال جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون، والذي طالما أخرت شروطه تشكيل حكومات سابقة، "المطلوب تأليف حكومة فعلا قادرة أن تنجز الإصلاحات ولا مطالب لنا ولا شروط"، داعياً إلى "المداورة" بين الوزارات، ما يعني ألا تمسك الأطراف السياسية بالحقائب الوزارية نفسها كما في السابق.

أ ف ب