قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأحد، إن الدستور الجديد المقرر طرحه في استفتاء في أول تشرين الثاني/نوفمبر سيلبي مطالب حركة احتجاجية أطاحت بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة العام الماضي.

وتعهد تبون أيضا بتعديل القوانين الأخرى ومواصلة مكافحة الفساد لتمكين الدولة من استعادة الثقة بعد أن كشفت تحقيقات في 2019 تورط العديد من كبار المسؤولين في قضايا فساد.

وتشمل المسودة بشكل أساسي منح البرلمان ورئيس الوزراء والسلطة القضائية سلطات أكبر بالإضافة إلى تعزيز الحريات السياسية.

ويعد الاستفتاء أول اختبار لتبون منذ انتخابه في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي عقب احتجاجات ضخمة في الشوارع رفضت خطة بوتفليفة الساعية لفترة رئاسية جديدة بعد أن قضى 20 عاما في السلطة وللمطالبة برحيل كل النخبة الحاكمة.

ونقل بيان رئاسي عن تبون قوله في اجتماع لمجلس الوزراء لبحث وإقرار المسودة النهائية للدستور إن المسودة تلبي مطالب حركة الاحتجاج.

وستطرح المسودة على البرلمان الأسبوع المقبل من أجل إقرارها قبل الاستفتاء.

مجلس الوزراء يصادق

مجلس الوزراء الجزائري صادق الأحد على مشروع تعديل الدستور كما اقترحه الرئيس عبد المجيد تبون تمهيدا لعرضه على البرلمان ثم الاستفتاء الشعبي عليه في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، بحسب ما أعلن بيان للرئاسة.

وجاء في البيان "عقد مجلس الوزراء الأحد اجتماعا برئاسة السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية (...) خُصص لدراسة مشروع التعديل الدستوري الذي بادر به رئيس الجمهورية، والمصادقة عليه قبل إحالته على البرلمان (...) للتصويت عليه ثم عرضه على استفتاء الشعب".

وأضاف البيان أن مجلس الوزراء "ناقش وصادق على مشروع التعديل الدستوري" الذي "يضع الأسس القانونية الدائمة للجزائر الديمقراطية الجديدة".

واعتبر تبون أن مشروع الدستور" ينسجم مع متطلبات بناء الدولة العصرية، ويلبي مطالب الحراك الشعبي المبارك الأصيل".

وتابع "لذلك، حرصت على أن يكون الدستور في صيغته الجديدة توافقيا في مرحلة إعداده على أوسع نطاق من خلال تمكين مختلف الأطياف الشعبية وصناع الرأي العام من مناقشته طيلة أكثر من أربعة أشهر بالرغم من القيود التي فرضتها الأزمة الصحية".

ورفض ناشطو الحراك الشعبي وبعض أحزاب المعارضة المشاركة في هذه المشاورات، وطالبوا بمؤسسات انتقالية تكلف إعداد دستور جديد، معتبرين البرلمان الحالي، الموروث من عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، غير مؤهل لمناقشة الدستور.

واعتبرت قوى البديل الديمقراطي وهو تحالف للمعارضة، أن الاستفتاء على الدستور "لا يمكن أن يكون حلاّ دائما للأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها البلاد" كما جاء في بيان الأحد.

وتم توزيع مسوّدة مشروع الدستور، التي أعدتها لجنة خبراء عينها تبون، على الأحزاب والنقابات والجمعيات ووسائل الإعلام المحلية من أجل تقديم اقتراحاتها.

وبحسب بيان مجلس الوزراء فإن الاقتراحات وعددها 5018، تمحورت حول "احترام الإرادة الشعبية وتعزيز الانسجام الوطني ومبدأ الفصل بين السلطات والتوازن بينها والتداول السلمي على السلطة وأخلقة الحياة السياسية والشفافية في إدارة المال العام وتجنيب البلاد أي انحراف استبدادي وحماية حقوق وحريات المواطن".

وينتظر أن يتم تقديم مشروع الدستور إلى البرلمان لمناقشته والمصادقة عليه في الأيام المقبلة، قبل الاستدعاء الرسمي للهيئة الناخبة للمشاركة في الاستفتاء المقرر في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.

وذكر تبون أن التعديل الدستوري "إذا ما وافق عليه الشعب، يستلزم تكييف عدد من القوانين مع المرحلة الجديدة" مثل قانون الأحزاب والانتخابات.

رويترز