أجرى وزير الخارجية السويسري إغناسيو كاسيس مباحثات وصفها بـ"المثمرة" في طهران مع مسؤولين إيرانيين يتقدمهم الرئيس حسن روحاني ونظيره محمد جواد ظريف، ركزت على السلام والتنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان.

وتأتي الزيارة في ظل توتر متصاعد بين الولايات المتحدة التي ترعى سويسرا مصالحها في إيران، والجمهورية الإسلامية، مع سعي واشنطن لإعادة فرض عقوبات دولية على طهران بعد انسحاب الأميركيين من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

لكن طهران نفت بشكل رسمي وجود أي علاقة بين الزيارة ومحاولة إطلاق حوار محتمل بين طهران وواشنطن، مدرجة إياها في سياقها الرسمي المعلن، وهو الذكرى المئوية لعلاقات برن وطهران.

وكتب كاسيس عبر "تويتر" بعد لقائه الصباحي مع ظريف "السلام، التنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان. محادثة مثمرة مع نظيري محمد جواد ظريف".

وفي وقت لاحق، أكد الأخير عبر "تويتر" أيضا إجراء "محادثات ممتازة بشأن القضايا الثنائية، الإقليمية، والعالمية. مع تقديرنا للجهود السويسرية للتخفيف من التخريب الأميركي، العودة إلى التجارة الطبيعية هي أولوية عالمية".

وعقد الوزيران خلوة صباح الاثنين تلاها اجتماع بمشاركة الوفدين.

وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن البحث تطرق إلى الأوضاع في سوريا واليمن، والاتفاق النووي و"السياسة العدوانية" التي تتبعها الولايات المتحدة حيال إيران.

وبعد ظهر الاثنين، استقبل الرئيس حسن روحاني الوزير السويسري. 

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن بيان للرئاسة، أن روحاني جدد موقف بلاده القائل إن إيران ستقابل "بانفتاح" عودة الولايات المتحدة عن "أخطائها" وتصحيح "خطواتها غير القانونية"، لاسيما عبر العودة عن خطوة الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا عام 2015.

وتتولى سويسرا رعاية المصالح الأميركية في إيران منذ العام 1980، في أعقاب قطع العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين الإيرانية والأميركية إثر انتصار الثورة الإسلامية (1979).

كما تتولى سويسرا رعاية مصالح إيران في كندا، ومصالح الجمهورية الإسلامية في السعودية وبالعكس، منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين مطلع العام 2016.

- لا تغيير حيال واشنطن -

وكرر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الاثنين التأكيد أن لا علاقة للزيارة بما ذكرته تقارير صحافية عن دور سويسري في محاولة إطلاق حوار إيراني-أميركي.

وأتت التقارير في أعقاب إعلان الخارجية الأميركية أن الوزير مايك بومبيو أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره السويسري قبل توجهه إلى إيران.

وقال خطيب زاده في مؤتمر صحفي إن زيارة كاسيس "هي في إطار الزيارات الطبيعية بين وزيري خارجية البلدين"، معتبرا أن "ما يجري بين سويسرا والولايات المتحدة يتعلق بهما، لكن هذه الزيارة ليست مرتبطة بإيران والولايات المتحدة. سياستنا حيال الولايات المتحدة لم تتغير".

ورأى أن إدارة دونالد ترامب "أظهرت أنها لا تدخر فرصة لتطبيق ما تسميها سياسة الضغوط القصوى على إيران".

وكان ترامب قد أعلن قبل عامين انسحاب بلاده الأحادي من الاتفاق الذي أبرم في 2015 بين إيران والدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا.

وأعادت واشنطن حينها فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، وتسعى الى إعادة فرض العقوبات الدولية التي كان قد تم رفعها بموجب الاتفاق، في خطوة لقيت معارضة واسعة لاسيما من الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق.

إلى ذلك، قال كاسيس عبر تويتر "أنا سعيد لقدرتنا على أن نؤسس معا (مع إيران) القناة الإنسانية السويسرية لنقل الغذاء والمستلزمات الطبية إلى شعب إيران".

ووضعت هذه القناة موضع التطبيق بموجب اتفاق تجاري يعرف باسم "اس أتش تي ايه"، أبرم مع الولايات المتحدة في بداية عام 2020. 

ويخصص الاتفاق للشركات السويسرية العاملة في مجالات الصيدلة والطب والغذاء ويسمح لها بإرسال مساعدات إلى إيران الخاضعة لعقوبات أميركية قاسية. 

وفي تصريحاته الاثنين، رأى خطيب زاده أن "هذه القناة قادرة على أن تكون ذات أهمية في حال بقيت بعيدة من الضغوط السياسية" الأميركية.

وإضافة إلى دورها في رعاية المصالح، ساهمت سويسرا في إتمام عمليات تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران.

وكان كاسيس قد بدأ زيارة الأيام الثلاثة السبت بمحطة سياحية في مدينة أصفهان جنوب طهران، ليشرع في اليوم التالي بالشق السياسي بلقاء مع رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف في العاصمة الإيرانية.

أ ف ب