أفضت المحادثات التي جرت في المغرب بين وفدي حكومة الوفاق الليبية ومقرّها طرابلس، والسلطة الموازية شرق ليبيا إلى اتفاق على ضرورة إيجاد "تسوية سياسية شاملة"، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء الثلاثاء.

وجرت المحادثات في بوزنيقة بمبادرة من المغرب التي استضافت في الصخيرات في العام 2015 محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة توصّل خلالها طرفا النزاع إلى اتّفاق سياسي تشكّلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني.

وجاءت المحادثات بعد إعلان الطرفين بشكل مفاجئ في آب/أغسطس الماضي وقفاً لإطلاق النار.

ونقلت الوكالة عن بيان مشترك في ختام الاجتماعات أنّ "النقاشات تمخّضت عن تفاهمات مهمة تتضمن وضع معايير واضحة تهدف إلى القضاء على الفساد، وإهدار المال العام، وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي".

وجاء في البيان الذي تلاه ممثل المجلس الأعلى للدولة الليبي محمد خليفة نجم أن الحوار السياسي الليبي يسير بشكل "إيجابي وبناء" وقد حقّق "تفاهمات مهمّة".

وتابع: "الجميع يأمل في تحقيق نتائج طيبة وملموسة من شأنها أن تمهّد الطريق لإتمام عملية التسوية السياسية الشاملة في كامل ربوع الوطن".

الاثنين، قال رئيس وفد مجلس الدولة عبد السلام الصفراوي، إنّ جلسات الحوار بمدينة بوزنيقة الواقعة جنوب العاصمة المغربية الرباط تتمحور حول التعيينات في مناصب عليا في مؤسسات ليبية أساسية.

وبحسب وسائل إعلام ليبية يسود خلاف حول تعيين حاكم المصرف المركزي الليبي ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط وقائد القوات المسلّحة.

وجمع "الحوار الليبي" وفدين يضمّ كلّ منهما 5 نوّاب من المجلس الأعلى للدولة في ليبيا وبرلمان طبرق المؤيد لرجل شرق ليبيا المشير خليفة حفتر، بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

وقع إيجابي للمبادرة المغربية

الاثنين قال متحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "نحن على ثقة بأن مبادرة المغرب الأخيرة سيكون لها وقع إيجابي على تسهيل الأمم المتحدة للحوار السياسي الليبي".

وتفاقمت الأزمة العام الماضي بعدما شنّ المشير خليفة حفتر، في شرق ليبيا والداعم لبرلمان طبرق، هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق.

ومؤخّراً سيطرت قوات حكومة الوفاق على كل الغرب الليبي إثر معارك استمرت أكثر من عام وانتهت مطلع حزيران/يونيو بانسحاب قوات حفتر من محيط طرابلس وسائر المناطق التي كان يسيطر عليها في غرب وشمال غرب ليبيا.

وتوقفت المعارك في محيط مدينة سرت الاستراتيجية التي تعدّ بوابة حقول النفط وموانئ التصدير في الشرق الليبي.

وفي 22 آب/أغسطس ،أعلنت السلطتان المتحاربتان في ليبيا في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء ليبيا، وقد رحّبت الأمم المتحدة بـ"التوافق المهم" بين الطرفين.

أ ف ب