قال وزير العمل نضال البطاينة، الأربعاء، إن بدء خدمة العلم سيكون باستدعاء 5 آلاف شاب من مواليد 1995 للعام الحالي، و15 ألفا للعام المقبل، موضحا أن الحكومة والقوات المسلحة الأردنية تسعيان إلى زيادة الطاقة الاستيعابية بتدرج.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل البرنامج، أن الدفعات المقبلة من خدمة وطن اختيارية، وللإناث فقط، وبالتعاون مع الأمن العام، وسيتم تعديل تعليمات التعيين في ديوان الخدمة المدنية؛ ليتم إضافة نقاط إضافية للإناث اللواتي يلتحقن ببرنامج خدمة وطن من الآن فصاعدا.

وتابع البطاينة أن "خدمة العلم ستكون إلزامية للذكور الأردنيين استنادا لأحكام المادة 3 من قانون خدمة العلم لسنة 1986 وتعديلاته، وستكون مدتها 12 شهرا، والفئة المستهدفة هي من عمر 25 إلى 29 عاما، وسنبدأ بمواليد 1995 ضمن معايير محددة".

"الإشراف طيلة الـ 12 شهرا على الانضباط والالتزام سيكون من قبل القوات المسلحة مباشرة" بحسب الوزير.

"تدريب عسكري لـ 3 أشهر"

وقال مساعد رئيس هيئة الأركان للإدارة والقوى البشرية العميد الركن عبدالله شديفات، إن "إعادة تفعيل خدمة العلم يأتي لبناء جيل واعٍ ومتزن وصلب وذي شخصية وطنية يتحمل المسؤولية؛ حتى يكون عنصرا فاعلا وبنّاء في المجتمع".

وأضاف أن "دور القوات المسلحة الأردنية يقتصر على التدريب العسكري في برنامج زمني محدد، من الساعة 05:00 فجرا، وحتى 09:00 مساءً ولمدة 3 أشهر".

وأكد شديفات "استمرار القوات المسلحة في واجبها الرئيس في الدفاع عن أمن وحماية حدود الأردن، والاهتمام والنهوض بالقطاعات كافة والعمل مع الوزارات والمؤسسات الخدمية كافة".

وأوضح أن "إعادة تفعيل خدمة العلم تهدف القوات المسلحة منه إلى إعداد وصقل الشباب، ووضعهم بصورة التحديات التي تواجه الوطن، والتي تمكنهم من النهوض به، والوقوف معه".

وأوضح أنه "سيتم مزج المكلفين من مختلف المحافظات في مواقع التدريب، وهذا بحد ذاته سيحقق مكاسب عدة، وسيدفع لكل مكلف مبلغ 100 دينار شهريا طيلة فترة خدمة العلم، وسيتم تعديل تعليمات التعيين في الخدمة المدنية، بحيث يتم إضافة نقاط إضافية للمكلفين المنتهين من الخدمة".

وأشار البطاينة إلى أنه "سيتم استدعاء مواليد 1995 الذين لا يعملون، وغير مقيمين خارج المملكة، واللائقين صحيا، وليسوا طلابا على مقاعد الدراسة، وليسوا الابن الوحيد الذكر، وليسوا أربابا لأسر عند الاستدعاء".

"معايير اختيار المنتسبين"

 أما عن الفئة المستهدفة والمعايير، فصرح وزير العمل أن القوات المسلحة ستقوم باستدعاء كل أردني ذكر من عمر 25 سنة، ولغاية 29 سنة والفئة التي سيتم استدعاؤها في الدفعة الأولى هم من مواليد 1995ممن تنطبق عليهم المعايير التالية:

1-    أن يكون الشخص بدون عمل، فلا تكون له  اشتراكات فعلية بالضمان الاجتماعي خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ استدعاؤه لخدمة العلم، أو أن لا يكون قادرا على إثبات عمله بانتظام خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ الاستدعاء، بغض النظر عن الاشتراك بالضمان الاجتماعي، ولا يكون شريكا في شركة مسجلة أو مالكا لمؤسسة فردية مسجلة لدى الجهات المختصة فعالة خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ الاستدعاء. 

2-    أن لا يكون مقيما خارج المملكة. 

3-    أن يكون لائقا صحيا وغير مصنف طبياً بدرجة خامسة بناءً على لجنة طبية.  

4-    أن لا يكون الابن الوحيد (الذكر) لوالديه أو لأحدهما أحياءً أو أمواتا.

5-    أن لا يكون طالباً منتظماً على مقاعد الدراسة في المدارس الثانوية أو المعاهد والكليات أو الجامعات، وبأي مستوى تعليمي. 

6-    أن لا يكون رباً لأسرة قبل استدعائه إلى خدمة العلم. 

"تعزيز الهوية الوطنية"

وأشار الوزير إلى أن قرار إعادة خدمة العلم لم يكن وليد اللحظة، ولم يتخذ على عجل، وإنما اتخذ على ضوء دراسات معمقة توجت بتوجيهات ملكية سامية، موضحا أن "إعادة خدمة العلم أصبحت مطلبا لفئات عديدة من المجتمع لتعزيز ثقافة الالتزام والانضباط لدى الشباب".

وأشار البطاينة إلى أن "خدمة العلم هي أبرز محطات صقل الشخصية والهوية الوطنية للشباب وهذه هي توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني"، موضحا أن "الخدمة بداية جديدة لتطوير وتأهيل الشباب الأردني؛ لينخرطوا في معترك الحياة متسلحين بالعزيمة والإصرار، ومهارات وتدريبات تمكنهم من رسم مستقبل مشرق لهم ولوطنهم".

وبين البطاينة أن الهدف من إعادة خدمة العلم هو تعزيز الهوية الوطنية، وتكريس ثقافة الانضباط والالتزام ، وإكساب المهارات التي من شأنها تأهيل الشباب للدخول إلى سوق العمل بكفاءة واقتدار.

وأعرب عن فخره بالشراكة مع المؤسسة العسكرية التي تعد رمزا للولاء والانتماء والكفاءة العالية والمهنية المتميزة؛ لتحقيق أهداف هذا الجهد الوطني، لافتا النظر إلى أن "هذا الجهد يخص الفئة الكبرى وهي الشباب العمود الفقري للقوى العاملة ، ويأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة؛ بسبب الظروف الاقتصادية والصحية التي ألمت بالعالم بأسره".

وأوضح البطاينة أن المقصود بشخص "لا يعمل" تعني أن لا تكون له اشتراكات فعلية بالضمان الاجتماعي خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ الاستدعاء، أو أن لا يكون قادرا على إثبات عمله بانتظام خلال السنة الأخيرة التي تسبق الاستدعاء بغض النظر عن الاشتراك بالضمان الاجتماعي، ولا يكون شريكا في شركة مسجلة أو مالكا لمؤسسة فردية مسجلة لدى الجهات المختصة فعالة خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ الاستدعاء".

وتابع أنه "سيكون للمكلف مساران بعد انتهاء التدريب العسكري الذي مدته 3 أشهر، المسار الأول 9 أشهر يتضمن تدريبا لمهارات تحضيرية لسوق العمل، وتدريبا في مواقع العمل، والمسار الثاني التدريب المهني، أو التقني بالإضافة إلى تدريب في مواقع العمل ولمدة 9 أشهر".

ووقّعت وزارة العمل والقوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي، الأربعاء، مذكرة تفاهم؛ لإعادة تفعيل خدمة العلم، برعاية رئيس الوزراء عمر الرزاز، وحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء يوسف الحنيطي.

شديفات قال، إن إعادة تفعيل خدمة العلم تأتي في ظروف دقيقة تمر بها المملكة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية؛ إذ تهدف القوات المسلحة من هذا التفعيل إلى إعداد وصقل الشباب، ووضعهم بصورة التحديات التي تواجه الوطن، والتي تمكنهم من النهوض به، والوقوف معه ليكونوا عنصراً فاعلاً في التنمية الوطنية الشاملة، تحقيقاً لرؤى وتطلعات جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني الذي يحرص دوماً على الاهتمام بالشباب، حاثاً إياهم على أن يكونوا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتحقيق طموحات الوطن.

وبين شديفات أن القوات المسلحة تسعى من خلال هذا البرنامج إلى تعزيز قيم الولاء والانتماء لدى شبابنا، وتنمية الحس الوطني لديهم من خلال البرنامج التدريبي المعد لهذه الغاية، الذي يستمر لمدة عام، منها 3 أشهر تدريب عسكري داخل مواقع التدريب المخصصة، و9 أشهر ستكون بالتعاون مع وزارة العمل في مواقع التدريب المدنية التي ستختارها الوزارة، ويبقى فيها المكلف حتى انتهاء مدة التكليف، من أجل التدريب على بعض المهن الحرفية المحددة التي تسهم في الحد من البطالة لهذه الفئة العمرية المستهدفة.

وأشار إلى أنه يطبق على المكلفين قانون خدمة العلم وتعديلاته، ونظام أعمال التجنيد، ونظام كادر المكلفين في خدمة العلم، وجميع القوانين والأنظمة والتعليمات العسكرية، بما فيها قانون العقوبات العسكري، وتأمينه صحياً خلال هذه الفترة، وسيتم منح شهادة تعيين عسكرية بدلاً عن وثائقه وإثباتاته كافة، كما سيطبق قانون أحكام الضمان الاجتماعي على المكلفين عند حدوث إصابة بسبب الخدمة، أو في أثناء تأديتهم لها بمقتضى أحكام هذا القانون.

وعن أسباب اعتبار الفئة العمرية من 25 إلى 29 سنة أولوية لخدمة العلم، أوضح البطاينة أن الأسباب هي لأن معدل التغير في النشاط الاقتصادي في هذه الفئة أكبر منه في الفئات العمرية الأخرى (أي أن يصبحوا غير نشطيين اقتصاديا هو احتمال أكبر) بالإضافة إلى أن الارتفاع في معدلات البطالة  لدى هذه الفئة هي العليا.

المملكة