استأنف وفدا حكومة الوفاق الليبية ومقرّها طرابلس والسلطة الموازية في شرق البلاد، الخميس، محادثاتهما في المغرب، بعد توقف دام يوما، على ما أفاد مصدر دبلوماسي وصحافي من وكالة فرانس برس.

وجمعت المحادثات وفدين يضمّ كلّ منهما 5 نوّاب من المجلس الأعلى للدولة في ليبيا وبرلمان طبرق المؤيد لرجل شرق البلاد القوي المشير خليفة حفتر، من الأحد إلى الثلاثاء.

وخرج الطرفان مساء الثلاثاء ببيان مشترك أشارا فيه إلى أن الحوار السياسي الليبي يسير بشكل "إيجابي وبناء" وحقّق "تفاهمات مهمّة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

استأنف الطرفان "الحوار الليبي"، الخميس، في مدينة بوزنيقة الساحلية في جنوب العاصمة المغربية الرباط خلف أبواب مغلقة، حسب مراسل فرانس برس.

والاثنين، قال رئيس وفد مجلس الدولة عبد السلام الصفراوي إن جلسات الحوار تتمحور حول التعيينات في مناصب عليا في مؤسسات ليبية أساسية.

ووفق وسائل إعلام ليبية، يسود خلاف حول تعيين حاكم المصرف المركزي الليبي ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط وقائد القوات المسلّحة.

ترحيب أممي

ورحبت الأمم المتحدة بالمحادثات، كما أنّها رحبت بالاجتماع التشاوري الذي انعقد في سويسرا باليومين الماضيين.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان، "بناء على هذه المشاورات بما فيها تلك الجارية بالمغرب، وعقب أسابيع مكثفة مع الأطراف الرئيسية الليبية والدولية، ستطلق البعثة الترتيبات الللازمة لاستئناف الحوار السياسي الليبي الشامل".

ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ودعم عملية الحوار السياسي.

واستضافت مونترو بسويسرا على مدار يومين اجتماعاً تشاورياً بين الأطراف الليبية بدعوة من مركز الحوار الانساني وبرعاية الأمم المتحدة.

وتوافق المشاركون في الاجتماع التشاوري على إقامة الانتخابات خلال 18 شهرا من الآن، والبدء في إعادة تشكيل المجلس الرئاسي الليبي وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

تشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011.

وتفاقمت الأزمة العام الماضي بعدما شنّ المشير خليفة حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق.

ويحظى حفتر بدعم مصر والإمارات وروسيا، في حين تحظى حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج باعتراف الأمم المتحدة وبدعم تركيا.

ومؤخّراً سيطرت قوات حكومة الوفاق مدعومة من تركيا على الغرب الليبي إثر معارك استمرت لأكثر من عام وانتهت مطلع حزيران/يونيو بانسحاب قوات حفتر من محيط طرابلس وسائر المناطق التي كان يسيطر عليها في غرب البلاد وشمال غربها.

وتوقفت المعارك في محيط مدينة سرت الاستراتيجية التي تعدّ بوابة حقول النفط وموانئ التصدير في الشرق الليبي.

وفي 22 آب/أغسطس أعلنت السلطتان المتحاربتان في ليبيا في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحّبت الأمم المتحدة بـ"التوافق المهم" بين الطرفين.

واستضافت المغرب في الصخيرات في العام 2015 محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة توصّل خلالها طرفا النزاع إلى اتّفاق سياسي تشكّلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني.

أ ف ب