تجمع ممثلون للحكومة الأفغانية وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، السبت، لإجراء محادثات سلام، تهدف لإنهاء صراع أودى بحياة عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين على مدى 20 عاما.

وقبل أن يجلس الطرفان المتناحران إلى طاولة المفاوضات وجها لوجه في الأيام المقبلة حثت عدة دول وجماعات على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإبرام اتفاق يدعم حقوق المرأة.

وعبرت حكومة الرئيس دونالد ترامب عن عزمها استخدام المساعدات كوسيلة للضغط من أجل إبرام اتفاق.

ويحرص ترامب الذي يسعى لإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة على أن يكون الرئيس الذي أنهى أطول صراع تخوضه الولايات المتحدة.

وجاء افتتاح المحادثات بعد يوم واحد من ذكرى مرور 19 عاما على هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر على الولايات المتحدة والتي أدت إلى تدخلها العسكري في أفغانستان.

وحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الطرفين المتناحرين على انتهاز الفرصة لإبرام اتفاق سلام شامل، لكنه أقر بوجود العديد من التحديات التي تعترض سبيل التوصل لاتفاق.

وأضاف خلال مراسم الافتتاح في العاصمة القطرية "اختيار نظامكم السياسي أمر يعود لكم".

وتابع "نؤمن تماما أن حماية حقوق جميع الأفغان أفضل وسيلة لكم للخروج من دائرة العنف".

وقال رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان عبد الله عبد الله إنه حتى إذا لم يتمكن الجانبان من الاتفاق على جميع النقاط فعليهم تقديم تنازلات.

وأضاف "الوفد التابع لي في الدوحة يمثل نظاما سياسيا يدعمه ملايين الرجال والنساء من خلفيات ثقافية واجتماعية وعرقية متنوعة في وطننا".

وقال زعيم طالبان الملا بردار أخوند، إن أفغانستان يتعين أن تكون قائمة على "نظام إسلامي تجد فيه جميع القبائل والعرقيات نفسها دون تمييز وتحيا في حب وتآخي".

وحذر بومبيو من أن حجم ونطاق المساعدات الأميركية المستقبلية لأفغانستان، التي تعتمد بشدة على التمويل الدولي، سيتحددان وفقا "لخياراتهم وسلوكهم".

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إن منع الإرهاب هو الشرط الأساسي لكن حماية حقوق النساء والأقليات ستؤثر أيضا على أي قرارات مستقبلية بشأن التمويل الذي يخصصه الكونغرس.

وأضاف "لا يوجد شيك على بياض".

ويقول مسؤولون ودبلوماسيون ومحللون إنه رغم جمع الطرفين على طاولة المفاوضات الذ يعد إنجازا في حد ذاته، لا يعني أن الطريق للسلام سيكون سهلا خاصة في ظل تصاعد العنف في أنحاء البلد.

شروط وقف إطلاق النار

قال مسؤولون إن الجانبين اجتمعا بعد مراسم الافتتاح لمناقشة مسار المحادثات.

وقال عبد الله عبد الله إن خفض العنف على نحو كبير وكيفية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار سيكونان من أولى القضايا التي يناقشها الجانبان عندما يجتمعان الأحد.

ومن التحديات الكبيرة التي تواجه المحادثات كيفية إشراك طالبان، التي ترفض الاعتراف بشرعية الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب، في أي ترتيب لحكم البلاد وكذلك كيفية حماية حقوق المرأة والأقليات وهما من الفئات التي عانت تحت حكم طالبان.

وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي "يتعين أن يكون الأفغان في قلب عملية السلام تلك...هذا يعني عدم إغفال أحد حتى النساء".

وأشار بومبيو إلى وجود أربع نساء في فريق التفاوض التابع للحكومة الأفغانية وقال إن هذا مثال على المكاسب التي تحققت في أفغانستان من مشاركة المرأة في الحياة العامة.

وحث على حماية التطور الاجتماعي في البلد.

وفي العاصمة الأفغانية كابول قالت معلمة تدعى باريواش فاركيش أثناء مشاهدة التلفزيون "عندما كنت أشاهد مراسم (افتتاح المحادثات) اليوم لم ألمح أي امرأة ضمن (وفد) طالبان وهذا أقلقني".

الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش أرسل قوات إلى أفغانستان بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر/أيلول لملاحقة العقل المدبر لها أسامة بن لادن الذي وفرت له حركة طالبان الحاكمة آنذاك الملاذ الآمن.

رويترز