توقّع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، الثلاثاء، اتفاقيتي تطبيع علاقات مع إسرائيل، في احتفال يستضيفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بواشنطن.

وتوصلت الإمارات وإسرائيل للاتفاق في 13 آب/أغسطس الماضي، والبحرين وإسرائيل في 12 أيلول / سبتمبر الحالي، وقد أعلن عن الاتفاقين ترامب شخصيا.

وتعد إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أمرا مهما لاستراتيجية ترامب الإقليمية القائمة على احتواء إيران عدو إسرائيل، إضافة إلى أن ترامب يعوّل على تقديم نفسه من خلال هذه الاتفاقات على أنه "صانع سلام" قبل 7 أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وبتوقيع هذه الاتفاقات، تصبح الإمارات والبحرين ثالث ورابع دولتين عربيتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بعد مصر في عام 1979، والأردن في عام 1994.

وأكد بيان ثلاثي صدر عن البحرين وإسرائيل والولايات المتحدة أن وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيوقعان "إعلان السلام"، خلال مراسم توقيع الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض في 15 أيلول/سبتمبر الحالي، حيث يوقّع عن الإمارات وزير الخارجية عبدالله بن زايد.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، إنّ بن زايد "سيتوجّه على رأس وفد يضم كبار المسؤولين" إلى واشنطن الثلاثاء بدعوة من ترامب "للمشاركة في مراسم التوقيع على معاهدة السلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل".

يوم أسود"

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن الثلاثاء سيكون "يوما أسود" للعرب، منتقدا "الانقسامات" فيه، ودعا الفلسطينيين الذين اعتبروا الاتفاقات "طعنة في الظهر" طالما أن النزاع مع إسرائيل لم يحل، إلى تظاهرات الثلاثاء.

وأضاف أن مجلس الوزراء يدرس التوصية للرئيس محمود عباس، بتصويب علاقة فلسطين في جامعة الدول العربية "لوقوفها صامتة أمام الخرق الفاضح لقراراتها، التي لم ينفذ منها شيء أصلا، وأصبحت رمزا للعجز العربي".

لكن إدارة ترامب، قالت دائما إنها "تريد هز المنطقة بشكل أعمق عبر تحقيق تقارب بين إسرائيل والعالم العربي في شكل من اتحاد مقدس ضد إيران". 

ومنذ الإعلان في 13 آب/أغسطس عن اتفاق إسرائيل والإمارات الذي تلاه الجمعة اتفاق مماثل مع البحرين، لا يكف معسكر ترامب عن الإشادة بعمله الذي يستحق برأيه "جائزة نوبل للسلام".

لكن خلافات ظهرت بالفعل بشأن شروط مرتبطة بالاتفاق مع الإمارات. ففي نظر دول الخليج، وافقت إسرائيل على "إنهاء استمرار ضم الأراضي الفلسطينية".

 لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال له إنه "لم يتخل" عن ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة، بل أن الأمر "مؤجل" فقط.

من جهة أخرى، قال نتنياهو إنه يعارض، بيع الإمارات مقاتلات أميركية من طراز "اف-35" تريد أبوظبي شراءها، للحفاظ على التفوق العسكري لبلاده في المنطقة.

"أثر الاتفاق بتحقيق إسرائيل للسلام"

قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الجمعة، إن التغيير المطلوب والخطوة الأساسية المطلوبة والقادرة على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة هما تغيير وخطوة يجب أن يأتيا من إسرائيل بحيث توقف إسرائيل إجراءاتها التي تقوض حل الدولتين وتنهي الاحتلال اللاشرعي للأراضي الفلسطينية وتلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وقال الصفدي في بيان، بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات البحرينية-الإسرائيلية، أن أساس الصراع هو القضية الفلسطينية، وأن شرط السلام العادل والشامل هو زوال الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية ومعادلة الأرض مقابل السلام.

وشدد الصفدي على أن "أثر اتفاق تطبيع العلاقات البحرينية-الإسرائيلية وكل اتفاقات السلام مع إسرائيل يعتمد على ما ستقوم به إسرائيل"، فإن بقي الاحتلال واستمرت إسرائيل في إجراءاتها التي تنسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية وضم الأراضي وبناء المستوطنات وتوسعتها والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف سيتفاقم الصراع وسيتعمق ولن تنعم المنطقة بالسلام العادل الذي تقبله الشعوب والذي يمثل ضرورة إقليمية ودولية.

وأكد أن لا سلام عادلاً شاملاً ولا أمن ولا استقرار شاملين إلا إذا تم تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على كامل ترابه الوطني وفق حل الدولتين.

وأكد الصفدي أن الأردن سيظل يعمل بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء من أجل تحقيق السلام العادل الذي يشكل خياراً استراتيجياً أردنياً وفلسطينياً وعربياً، والذي لن يكون شاملاً ودائماً إلا اذا قبلته الشعوب وتبنته، وذاك شرطه تلبية جميع حقوق الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

"لا اتفاق عربي في رفض التطبيع"

وزراء الخارجية العرب، لم يتوصلوا في اجتماعهم الافتراضي للدورة العادية الـ 154 لمجلس جامعة الدول العربية الأربعاء، إلى مشروع قرار بشأن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، الذي دعا الفلسطينيون إلى رفضه، قبل أن تعلن البحرين توصلها إلى اتفاق تطبيع آخر مع إسرائيل.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خلال مؤتمر صحفي، عقد بمقر الجامعة في القاهرة عقب اختتام الاجتماع، حسام زكي "إن الاجتماع شهد حوارا جادا وشاملا أخذ بعض الوقت، ولكن لم يؤدِ إلى توافق حول مشروع القرار الذي كان مطروحا من الجانب الفلسطيني".

وطالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، بـ "موقف رافض لهذا الخطوة، وإلّا سيعتبر اجتماعنا هذا مباركة للخطوة أو تواطؤا معها، أو غطاء لها، وهذا ما لن تقبله دولة فلسطين".

وأكد زكي على أن "بقية القرارات الخاصة بفلسطين لم يحدث بها أي تغيير في المفاهيم الأساسية الثابتة (..) مثل رفض ما يسمى خطة السلام الأميركية ورفض الاعتراف بنقل السفارة الأميركية للقدس وحقوق اللاجئين الفلسطينيين".

وتأمل واشنطن في أن يقيم مزيد من الدول العربية علاقات مع إسرائيل من أجل إرساء استقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.

"رحلات طيران مباشرة"

حطّت في أبوظبي في 31 آب/ أغسطس، أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات انطلقت من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد إسرائيلي أميركي يترأسه صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، بعد نحو أسبوعين من الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات.

نتنياهو، أكد أن أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات لن تكون الأخيرة، في إشارة إلى أن الرحلات بين البلدين عبر الأجواء السعودية ستتواصل.

وأعلنت هيئة الطيران المدني السعودية في تغريدة "الموافقة على الطلب الإماراتي بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى الدول كافة"، إلا أن الرياض أكدت على أن فتح الأجواء أمام الطائرات الإسرائيلية لن يغير مواقف المملكة "الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني" والقائمة على مبادرة السلام العربية التي تنص على أن لا تطبيع قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وبحسب بيان مشترك للوفد الأميركي-الإسرائيلي والمسؤولين الإماراتيين، تمت مناقشة " آفاق التعاون الثنائي" في مجالات "الاستثمار، والتمويل، والصحة، وبرنامج الفضاء المدني، والطيران المدني، والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، والسياحة والثقافة".

شركة طيران العال الإسرائيلية، أعلنت إطلاق أول رحلة شحن جوي إلى دبي، بعد أيام من رحلتها التجارية إلى الإمارات، حيث ذكرت في بيان أنّ رحلة الشحن الجوي مدرجة لأن تغادر مطار بن غوريون قرب تل أبيب في 16 أيلول/سبتمبر المقبل.

وأوضحت العال أنّ "رحلة الشحن الأسبوعية لشركة العال إلى دبي ستمكن الشركات الإسرائيلية من التواصل في الاستيراد والتصدير من وإلى دبي، وكذلك آسيا عبر النقل من دبي"، فيما أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية الخاصة "إسرا إير" أنّها ستسيّر رحلات مباشرة بين تلّ أبيب وأبوظبي، فور الحصول على الموافقات النهائية".

وأعلنت مملكة البحرين أيضا، الخميس، أنّها ستسمح بعبور الرحلات بين الإمارات وإسرائيل لأجوائها، بعد اتفاق تطبيع العلاقات مع أبوظبي وقرار السعودية فتح أجوائها للرحلات ذاتها.

وقال مصدر مسؤول في شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات البحرينية إنه "صدرت موافقة" على طلب إماراتي حول "الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول" ما يعني أن إسرائيل إحدى هذه الدول.

المملكة