من المعروف أن الحلاقة والتزيين تتم عادة في صالونات ثابتة في التجمعات الفلسطينية، لكن فنيين فلسطينيين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة قلبوا ذلك الاعتقاد؛ بإنتاج أول صالون حلاقة متنقل في الأراضي الفلسطينية.

على مدار 10 أيام، تمكن فنيون في جنين، من إنتاج أول صالون حلاقة متنقل، يقول القائمون عليه، إنه سيفتح فرصا جديدة للعمل أمام العاملين في المجال، ويخفف من البطالة في هذا القطاع.  

الفلسطيني وسيم أبو سرية (28 عاما) مالك الصالون المتنقل، قال إنه بدأ منذ أربع سنوات ببيع الطعام والحلويات عبر عربات متنقلة في مدينة حيفا داخل الخط الأخضر، وأراد اليوم أن يوسع استثماراته بافتتاح صالون للحلاقة والتجميل عبر عربة متنقلة أيضا.

أثناء إشرافه على ترتيب المعدات داخل الصالون الذي شارف الفنيون على تجهيزه، أشار أبو سرية إلى أنه أراد تطبيق فكرة الصالون المتنقل الذي شاهده أثناء سفره للولايات المتحدة الأميركية بهدف السياحة، عبر صناعته بأيادٍ فلسطينية.

ويوضح أبو سرية إلى أن الصالون الذي كلفه قرابة 50 ألف شيكل، تصل مساحته 11 مترا مربعا، ويضم كرسيين للحلاقة للرجال وللنساء، ومزود بكافة الخدمات الحديثة والكهرباء والمياه وخزان للصرف الصحي.

الشاب أبو سرية الذي أنهى دراسة "إعلام سياسي وطاقة بديلة" من إحدى الجامعات الدنماركية، يؤكد ضرورة الأفكار الإبداعية لتغلب الشباب على الواقع الاقتصادي وظروف الحياة الصعبة، مشددا على تمسكه بمقولة "الرجال تصنع حظوظها".

ويشير المدير التنفيذي للشركة المصنعة للعربة المتنقلة غسان الجلبوني (47 عاما)، إلى أهمية إنتاج صالون الحلاقة المتنقل كأول مرة في فلسطين التاريخية في تمكين خريجي دورات الحلاقة من التغلب على خلو المحلات وإجاراتها السنوية المرتفعة.

ويضيف أن كلفة العربة المتنقلة تعتمد على مساحتها، مشيرا إلى أنها مزودة بكافة خدمات الكهرباء، ويمكن إضافة خلايا طاقة شمسية لتشغيلها، والمياه والصرف الصحي.

ويتميز الصالون المتنقل بأن المواد التي تشكل منها هيكله من الحديد البارد، ويتم إنتاجها داخل مصنع المراح، كما يتشارك في تجهيزه إضافة لفنيي المصنع، حرفي نجارة وسمكري وكهربائي، وفق ما يوضح الجلبوني.

وخلال جولة في خط إنتاج العربات المتنقلة والثابتة في المصنع، يفخر الجلبوني الذي أشار إلى عدة عربات لبيع الورود والطعام والحلويات وبيوت متنقلة وثابتة، بتميز الشركة بإنتاج أفكار جديدة وخلاقة ساعدت قطاع كبير من الشباب على التغلب على البطالة.

وتضم الشركة وفق الجلبوني أكثر من 100 عامل، يعملون كخلية نحل في عدة خطوط إنتاج، أبرزها إنتاج الكرفانات والبيوت المتنقلة والثابتة الذي بدأ قبل 13 عاما، ويجري تسويق قرابة 90% من إنتاجها في السوق المحلي والداخل الفلسطيني كما تصّدر منتجاتها للخارج.

ووفق عضو الهيئة الإدارية لنقابة أصحاب الصالونات في جنين باهر سلفيتي، فإن إنتاج صالون حلاقة متنقل، تشكل فرصة خلاقة لمئات الخريجين سنويا للتغلب على الوضع الاقتصادي الصعب.

ويضيف أن خريجين كثر لا يستطيعون فتح صالونات مستقلة لهم، ويضطرون للعمل عند مستثمرين مقابل أجر، أو يضطرون لترك المهنة للعمل في مجالات أخرى، إثر الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع خلو المحلات التجارية والإجارات.

وفي مدينة جنين يتخرج سنويا قرابة 1000 حلاق "كوافير وكوافيرة" عبر دورات تنفذها وزارة العمل بالتعاون مع نقابة أصحاب الصالونات، وفق سلفيتي.

ويؤكد سلفيتي، أن فكرة الصالون المتنقل أو "الحلاقة ديلفري" تأتي للزبون لباب البيت، وهذه فكرة خلاقة جدا، وأن النقابة ستعمل على دعمها، لأهميتها باستقلالية عمل خريجي دورات الحلاقة في المدينة.

ويوضح سلفيتي الذي يعمل كوافيرا منذ 25 عاما، أن الخريج إذا أراد فتح صالون حلاقة في المدينة يحتاج إلى تكاليف باهظة تتمثل بدفع خلو قرابة 60 ألف دينار، وإيجار سنوي يتراوح بين 2000-2500 دينار، وديكور ومعدات للصالون تتراوح بين 10-15 ألف دينار.

وفا