تشكو جوافة قلقيلية الفلسطينية أقصى شمال الضفة الغربية المحتلة، ندرة ووقف تصديرها، فيما ينتظر المزارعون انفراجه عالمية تسمح بتصدير منتجات حقولهم للدول والأقطار المجاورة، وبما يسهم ذلك في التقليل من خسائرهم المتوقعة في ظل حالة الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا.

وتشهد قلقيلية هذه الأيام، ذروة إنتاجها من محصول الجوافة الذي يشكل موردا اقتصاديا مهما للمزارعين ولاقتصاد المحافظة التي يلتهم الاستيطان الإسرائيلي وجدار الفصل العنصري والطرق الالتفافية أكثر من نصف مساحتها البالغة 166 كيلو مترا مربعا.

11 ألف طن إنتاج الموسم الحالي

ويقدر حجم إنتاج محصول الجوافة بحسب رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة قلقيلية طارق شاور، في ظل الظروف الطبيعية، إلى 15 ألف طن، لافتا إلى أن منتج الجوافة يتأثر عادة بتغير ظروف المناخ، وأن الموسم الحالي أقل من الموسم الماضي نتيجة تأثره بالموجات الحرارية ما قبل الموسم.

وقدر شاور إنتاج الموسم الحالي تقريبا بـ 11 ألف طن، وسيعود على محافظة قلقيلية بدخل يقدر بـ 55 مليون شيقل تقريبا.

ويتراوح حجم الصادرات من محصول الجوافة، وتحديدا إلى الأردن، بحسب رئيس الغرفة التجارية طارق شاور، من 700 - 1000 طن.

2000 شجرة لدى مزارع

المزارع محمد عبد الله شريم "أبو علي"، في العقد الخامس من عمره، يجلس بمزرعته ذات الأربعين دونما، قلقا يفكر بحال الموسم وماذا يمكن أن يحدث إن تكدست ثمار الجوافة في الأسواق.

يزرع "أبو علي"، 2000 شجرة من الجوافة، ينتج منها ما يقارب "15 ألف صندوق سنويا"، بواقع "15 كيلو للصندوق الواحد"، يصدر معظمها إلى الأردن سنويا.

ويقول: "أنتظر بفارغ الصبر كل عام موسم الجوافة، لإنتاجه الوفير وريعه المالي، فسعر الكيلو يتراوح بين 10-20 شيقلا طوال العام، ويعتبر مصدر دخلي الأساسي، وأشغل به نحو 20 عاملا خلال موسم القطاف".

"وقف التصدير من شأنه أن يسبب فائضا بالمنتج في السوق المحلي، وبالتالي انخفاض سعره ومردوده المادي عما هو متوقع." وفق أبو علي

ويوافق "أبو علي" بالرأي، المزارع محمد خضر (55 عاما)، والذي يملك 35 دونما في قرية حبلة جنوب قلقيلية، ويضيف: "القطاع الزراعي الفلسطيني يواجه تحديا كبيرا في التسويق بعد فرض حظر التجوال وتقييد الحركة بين المدن، بفعل وباء كورونا، حيث تقلصت منافذ تسويق المنتجات الزراعية محليا وحتى دوليا، وانخفض الطلب على المنتجات بفعل بقاء المواطنين بمنازلهم".

وقال خضر: "إن هذا الأمر يهدد منتج الجوافة، فهي فاكهة لا تحتمل التأخير ولا بقائها على الشجر، وإذا لم تقطف أول بأول عند نضجها ستتلف، وأيضا هي ثمرة غير قابلة للتخزين لفترات طويلة بعد قطفها، وتراكمها في السوق سيتسبب بانخفاض حاد في سعرها، ولذلك نحن بحاجة سريعا إلى بيعها قبل فوات الأوان، وإذا استمرت المعابر مغلقة سيسبب ذلك كسادها، وبالتالي إلحاق خسائر فادحة بنا ".

ويرى المزارع نضال يونس في الثلاثينيات من عمره، من مزارعي قرية جينصافوط شرق قلقيلية، أنه وبالرغم من فرض الحجر الصحي بفعل جائحة كورونا، إلا أن الجوافة حافظت على سعرها كما كل عام مع بداية موسمها، ولكن الخوف يكمن في الأيام القادمة بزيادة الإنتاج، وزيادة العرض، وإغلاق المعابر، وتكدس الفائض منها.

ويناشد المزارعون الحكومة الفلسطينية بضرورة السعي لحفظ الموسم من التلف وحماية اقتصاد المزارع الفلسطيني.

الحكومة الفلسطينية بدورها كانت قد حثت المزارعين على زيادة الإنتاج لتعزيز الأمن الغذائي خلال جائحة كورونا، وتقول إنها أطلقت الكثير من المشاريع الزراعية خلال هذه الجائحة لتشجيع المزارعين على الاعتناء بأرضهم وزراعتها.

ووفق رئيس قسم التسويق بمديرية زراعة قلقيلية سامح بدوان، فإن مساحة 3500 دونم تكسوها ما يقارب 175000 شجرة من الجوافة، منها 52500 شجرة تقع خلف جدار الفصل العنصري، وهي بذلك تواجه خطرين: خطر الاحتلال الإسرائيلي وتضييقه على المزارعين بدخولهم أراضيهم والاعتناء بها، وتفرض عليهم قيود تضيق حركتهم من خلال البوابات الحديدية، وخطر وباء كورونا وإغلاق المعابر والحدود.

فتح المعابر

ويؤكد أن مديرية الزراعة تقف دائما إلى جانب المزارع وتساعده على تسويق منتجاته، وستعمل على تنظيم أيام تسويقية لتسويق الجوافة إلى كافة المحافظات، وفيما يخص التصدير فتبحث مديرية الزراعة مع الغرفة التجارية، سبل التصدير وقرارات الحكومة الأردنية بفتح المعابر.

وقال: "هذا الموسم وبالتعاون مع الغرف التجارية ووزارة الزراعة والمنظمات الزراعية سيتم تنظيم أيام تسويقية للمنتجات الزراعية بما فيها الجوافة، في محافظات الوطن كافة، ويجري الاستعداد والتخطيط لفتح المعابر للتصدير مباشرة في حال فتح المعابر وعدم مضيعة الوقت، كما يجري دراسة إمكانية الاستفادة من ثمار الجوافة وتحويلها إلى عصير والتقليل من الخسائر التي ممكن أن تلحق بالمزارعين ما لم يتم التمكن من التصدير".

وفا