أعرب وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، عن قلقه من انسداد آفاق المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولا بد من تحقيق تقدم نحو السلام الشامل والعادل الذي يشكل خيارا استراتيجيا لنا جميعًا، وضرورة لأمن المنطقة وللأمن الدولي بشكل عام أيضًا."

وقال الصفدي، إنّه "بالنسبة للأردن، القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع، وحلها هو مفتاح الحل والشرط لتحقيق السلام العادل والشامل. لا يمكن للسلام الشامل والعادل أن يقفز فوق القضية الفلسطينية."

وأشار الصفدي ووزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إلى استمرار العمل المشترك على إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين.

وأكد الوزراء في مؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع الذي استضافه الأردن وحضرته مبعوثة الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سوزانا تيرستال أن حل الدولتين على أساس القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة هو السبيل لتحقيق السلام العادل والشامل.

وبين الصفدي أن "الاجتماع جاء في لحظة فارقة في المنطقة، ويعكس حرصنا على أن نعمل بكل ما نستطيع من أجل إيجاد آفاق حقيقية لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وعلى أساس القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة، بما فيها مبادرة السلام العربية"

وأضاف: "بحثنا خلال الاجتماع اليوم، وهو الاجتماع الثالث في إطار التنسيق المصري الفرنسي الألماني الأردني المشترك، حيث كان اجتماعنا الأول في مؤتمر ميونخ بداية هذا العام، وعقدنا بعد ذلك اجتماعا عبر آلية الاتصال المرئي، كيفية أن نعمل معًا ومع أشقائنا ومع شركائنا من أجل إيجاد أفق حقيقي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة على أساس القانون الدولي من أجل التوصل للسلام الشامل والعادل الذي نريده جميعًا، والذي يشكل حقًا لكل شعوب المنطقة"

وتابع: "لا سلام شاملا ودائما وعادلا إلا بحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وهذا هو الحل وهو سيحقق السلام الحقيقي"

وأشار الصفدي إلى أن "اللحظة حرجة، اللحظة صعبة، ولا يمكن إلا أن نستمر في جهودنا"

وقال، إنّ "المفاوضات يجب أن تنطلق على أساس المرجعيات المعتمدة "والقانون الدولي هو مرجعية، الاتفاقيات السابقة هي مرجعية، معادلة الأرض مقابل السلام هي مرجعية أيضا"

وبين، أن" اجتماع اليوم هو رسالة بأننا كلنا معنيون بأن نتقدم باتجاه هذا السلام وأننا مستمرون في هذه الجهود"

وفي رد على سؤال، بين الصفدي "بالنسبة للأردن كما يؤكد دائمًا السلام الشامل والعادل طريقه حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين ضمن المعايير التي يعرفها الجميع وعلى أساس القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة."

وأضاف: "السلام الشامل هو خيار استراتيجي، ونريد السلام الشامل، والفلسطينيون يريدون السلام الشامل، والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والعالم كله يعمل من أجل تحقيق السلام الشامل، ويدرك أن لا سلام شاملا إلا إذا توصلنا إلى حل الدولتين الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة على ترابه الوطني على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل"

وقال الصفدي في رده على سؤال عن اتفاقيتي السلام التي وقعت بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، إنّ "كل اتفاقيات السلام الموقعة بين الدول العربية وإسرائيل سيعتمد أثرها على كيفية تعامل إسرائيل معها، فإن عملت إسرائيل باتجاه تحقيق السلام الشامل وحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على الأسس التي تضمن ديمومة السلام وقبول الشعوب له ضمن المرجعيات المعتمدة نكون قد تقدمنا باتجاه تحقيق السلام الذي نريده جميعًا. إذا لم يكن ذلك، فسيبقى الصراع مفتوحا".

وأشار إلى أن، "الإمارات والبحرين والدول العربية والاتحاد الأوروبي، والكل يؤكدون على أن حل الدولتين هو الطريق لتحقيق هذا السلام، المرجعيات كلنا مجمعون عليها وبالتالي، الكرة الآن في الجانب الإسرائيلي، فإما أن يختار المضي باتجاه تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، وهنا نكون حققنا السلام للمنطقة برمتها، وإما أن تبقى الأمور على ما هي، وبالتالي يبقى الصراع يهدد الأمن والسلام في المنطقة برمتها"

وأضاف الصفدي: "نريد سلامًا شاملا، ذلك خيارنا، ذاك مطلبنا، والأردن مستمر بالعمل مع جميع الأشقاء وجميع الشركاء من أجل تحقيق هذا السلام. وثمة جهود كبيرة تبذل من أجل إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لنستأنف الجهود السلمية المستهدفة تحقيق السلام الذي نريده جميعًا."

وأشار الصفدي في رده على سؤال إلى أن "التواصل مستمر مع دولة فلسطين، يوميا بتنسيق مع مصر وكل الدول العربية، وبتنسيق كامل مع الاتحاد الأوروبي، وحضور وزيري خارجية فرنسا (وألمانيا الذي شارك في الاجتماع عبر آليات التواصل المرئي) مؤشر على عمق هذا التنسيق وديمومته وحجمه".

وأكد الصفدي، التواصل أيضا مع الولايات المتحدة الأميركية التي لها دور أساسي في كل الجهود السلمية.

وأكد: "الاتصالات مستمرة مع جميع الأطراف وبالتنسيق والتشاور مع أشقائنا في فلسطين من أجل الوصول إلى أفق حقيقي للعودة إلى طاولة المفاوضات، من أجل تهيئة الظروف التي تكفل أن تتقدم هذه المفاوضات إلى أمام."

وأشار الصفدي إلى اتفاق الجميع في الاجتماع على أن وقف ضم إسرائيل أراضيَ فلسطينية هو أساسي.

وقال: "ثمة إعلان إسرائيلي الآن بتجميد الضم. هذا الإعلان يجب أن يكون بوقف الضم بشكل نهائي، والتزام مرجعيات العملية السلمية حتى نستطيع أن نتقدم إلى الأمام."

وقال الصفدي في رد على سؤال "لدينا بالطبع تواصل مستمر مع الإمارات والبحرين اللذين تربطنا بهما علاقات استراتيجية ممتازة وبالطبع نحن مستمرون في الحديث معهما ومع الفلسطينيين ومع جميع الأصدقاء والشركاء لنرى كيف يمكن لنا أن ننهي الجمود في العملية السلمية، وأن نعيد الأطراف إلى طاولة المفاوضات ونحقق هذا السلام الدائم والعادل وهو هدف استراتيجي لنا جميعًا"

وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال: "نحن نعلق أهمية كبيرة في مصر على هذا الاجتماع وهذه المجموعة التي نشأت في ميونيخ بين دول أوروبية لها أهميتها ولها تأثيرها على مجريات العلاقات الدولية، وفيما بين مصر والأردن باعتبارهما دولتين إقليميتين لهما اتصالهما المباشر مع القضية الفلسطينية، واهتمامهما بتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يلبي طموحات الشعب الفلسطيني ويأتي بحقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والعمل على تحقيق السلام والأمن والاستقرار لكافة شعوب العالم وكافة شعوب المنطقة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية واعتمادا على المرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين".

"نرى أهمية هذا الاجتماع لإيجاد الوسائل المناسبة لدفع جهود السلام لتقريب وجهات النظر لفتح قنوات من الاتصال فيما بين طرفي الصراع والعمل على الوصول إلى صيغ تؤدي إلى حل هذا الصراع الممتد"، وفق شكري.

وقال شكري: "التطورات خلال المرحلة السابقة في إطار الاتفاقيات التي أبرمت بين إسرائيل والإمارات والبحرين تعد تطورا هاما يقود إلى مزيد من التفاعل ومزيد من الدعم للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة قائم على قواعد الشرعية الدولية والمقررات المعتمدة والعناصر التي تم اعتمادها سواء في الأمم المتحدة أو في الجامعة العربية، ومن ضمن ذلك مبادرة السلام العربية".

وزاد شكري: "سوف نستمر في العمل لتعزيز فرص نجاح التوصل إلى سلام شامل عادل، ونعمل من خلال التنسيق فيما بيننا ومن خلال ايجاد أطر جديدة تجذب الأطراف إلى مزيد من التفاعل حتى لا نترك الأمور كما تفضل معالي الوزير أيمن في هذا الانسداد السياسي وما قد يترتب عليه من عواقب نحاول أن نتجنبها جميعًا"

وفي معرض رده على أسئلة الصحافة، أكّد شكري، أن "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وهي القضية التي نعمل من أجل الوصول إلى حلها من أجل إقامة الدولة الفلسطينية والاستفادة من العلاقات القائمة من أجل المزيد من التواصل".

وأضاف أن، "مصر والأردن أبرمتا اتفاقيات سلام وأدى ذلك لتكثيف جهودهما لتحقيق السلام والتواصل مع الأطراف لتشجيعهم على الإقدام للتوصل إلى حل وبالتأكيد أن كل ما أكداه البحرين والإمارات بسعيهم في هذا الاتجاه مما يعزز فرص السلام في المنطقة والتقدم باتجاه حل الدولتين."

وقال شكري: " نحن في مصر، في إطار التنسيق الوثيق بين الأردن ومصر لنا اتصال دائم بالسلطة الوطنية في إطار تعزيز جهودها للتوصل إلى تحقيق طموحات وآمال الشعب الفلسطيني وتحقيق الدولة الفلسطينية".

وأضاف: "الإطار السياسي مسدود وهناك تعثر في إطار جهود التسوية وانقطاع للتواصل فيما بين السلطة والجانب الإسرائيلي والشركاء الآخرين المعنيين في القضية الفلسطينية وعلى رأسهم الولايات المتحدة وهذا ما نعمل من أجل تجاوزه. ولابد من أن يكون هناك تواصل وأن يكون هناك طرح متصل بالتوجه القائم لدى السلطة الوطنية الفلسطينية في إطار التسوية الشاملة للتوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية استنادا إلى المرجعيات المعتمدة على المستوى الدولي وعلى المستوى العربي ومن حق السلطة أن تطرح هذا الطرح وأن يكون محل تناول من كافة الأطراف الفاعلة لأنه وليس هناك أي إقصاء لأي أطروحات وأي توجهات من شأنها أن تعزز فرص السلام وتقوي من احتمالات التوصل إلى انفراجة تأتي بالتوصل إلى حل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار الشامل في المنطقة."

وأضاف شكري، أن هناك تواصلا مع الإمارات والبحرين وتنسيق مع كافة الدول العربية بما يتصل بمركزية القضية الفلسطينية وأهمية الموقف العربي في إطار دعم القضية الفلسطينية لتعزيز فرص السلام ومواصلة المشاورات والمفاوضات، مؤكدًا الاستمرار في التنسيق في إطار العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط مصر بكلا الدولتين.

وزير الخارجية الفرنسي أكد على علاقات الثقة القائمة بين الأردن وفرنسا والتي تعكس قوة ومتانة العلاقات بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون.

ونوه إلى أن، "القضية الفلسطينية مركزية في المنطقة وخاصة للأردن."

وقال لودريان، "مقتنع بصفتي صديقا للإسرائيليين والفلسطينيين بأن أي من الشعبين لن يتمكن من تحقيق تطلعاته على حساب الشعب الآخر، ومن هنا أهمية لقائنا هنا في عمّان بهذا الاجتماع الذي كان انطلق في ميونخ."

وقال لودريان، إن "الإعلان عن تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين إنما هي انطلاقة لديناميكية جديدة يمكن أن تقدم مساهمة هامة في الاستقرار الإقليمي، لكن هذا الاستقرار يمر أيضا عن طريق حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني باحترام تطلعات وحقوق الطرفين، وإقامة دولتين قابلتين للحياة تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام في حدود معترف بها على أساس خطوط 1967 وتكون القدس عاصمة للدولتين.

وأضاف، أن تحقيق ذلك يتطلب أمرين: "من جهة أن يكون تعليق السلطات الإسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية قرارا نهائيا ومن جهة أخرى أن يستأنف الإسرائيليون والفلسطينيون الحوار وفورا في المرحلة الحالية"

وبين لودريان، أنّه "يجب إعادة خلق مناخ ثقة بين الطرفين وإعادة إطلاق العملية السلمية التي هي في مصلحة الطرفين. الإطار موجود وهو إطار الاتفاقات السابقة والتعاون يجب أن يستأنف على كل المستويات ولهذا يتعين على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يقدموا الالتزامات الضرورية وينفذوها"، مؤكدًا الاستعداد لمساعدة ودعم الطرفين في هذه العملية.

وأكد لودريان، على أن مداولات اجتماع اليوم تأتي للتأكيد على التزام وعزم الشركاء العمل من أجل الاستقرار الإقليمي، والتوصل لحل الدولتين الذي لا بديل عنه، وكذا من أجل استئناف الحوار بين الطرفين.

وزاد: "كلنا على استعداد لمواكبة استئناف تدريجي للحوار، يجب أن يصدر من الطرفين التزامات عملية ونتأكد معا من احترام وتنفيذ هذه الالتزامات. هذا أمر لا بد منه اليوم كي يسود منطق الحوار على منطق الإجراءات الأحادية ولإعادة المستوى المطلوب من الثقة لإعادة إطلاق عجلة المفاوضات وعملنا معا سوف يستمر على هذا الأساس في الوحدة والتصميم"

وفي معرض رده على الأسئلة، قال وزير الخارجية الفرنسي، إنّ "الحل الوحيد العملي والضروري (حل الدولتين)، ومجموعتنا يمكن لها أن تلعب دور المحرك في استئناف المحادثات وهذا ما سنسعى له في الأيام المقبلة"

وقال وزير الخارجية الألماني عبر آلية الإتصال المرئي: "عندما التقينا أول مرة في ميونخ كان هدفنا ومسعانا الأول هو دفع عملية السلام إلى الأمام".

وأضاف ماس، أن "ألمانيا رحبت باتفاقية السلام الإسرائيلية مع الإمارات والإعلان عن السلام بين إسرائيل والبحرين مؤخرا، وهذه الاتفاقيات تبيّن أهمية إحلال السلام في المنطقة وأهمية تحقيقه".

وتابع: "ألمانيا تدعو الدول العربية الأخرى لإبرام اتفاقيات مشابهة مع إسرائيل".

وأشار ماس إلى أن "ألمانيا تحاول إضافة ديناميكية جديدة لإحياء عملية السلام في المنطقة، وتحدثت ألمانيا مع الشركاء في الإمارات والمجموعة العربية وأيضا في الأمم المتحدة بخصوص أهمية دعم واسناد المساعي الأردنية والمصرية الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة، وذلك بحكم علاقاتها مع إسرائيل"

وفي معرض رده على أسئلة الصحافة، قال: "تدعم ألمانيا حل الدولتين، متمنين أن نحرز تقدما نحو الأمام"

وشكر وزراء خارجية مصر وفرنسا وألمانيا الأردن على استضافة الاجتماع الوزاري الرباعي، وأكدوا استمرار العمل في إطار الآلية الرباعية التي يشارك في اجتماعاتها الاتحاد الأوروبي أيضا من أجل تحقيق التقدم المطلوب نحو السلام الشامل.

المملكة