قال السفير الصيني في الأردن بان ويفانغ، الأربعاء، إنّ الصين ثالث أكبر شريك تجاري للأردن، وثاني أكبر مصدر للواردات.

وأضاف ويفانغ خلال كلمته في العيد الوطني لتأسيس الصين، وذلك عبر تقنية زوم، أن الأردن والصين وقفا إلى جانب بعضهما البعض في التصدي لفيروس كورونا المستجد.

وتابع: أن الأردن والصين قدم كل منهما المساعدة للآخر، وهذا يدل على علاقة الصداقة العميقة بين الشعبين والعلاقات الودية طويلة الأمد بينهما.

وأشار ويفانغ، إلى أن الأردن والصين يتمتعان بإمكانيات هائلة للتعاون في مجالات البنية التحتية، والقدرة الإنتاجية، والاتصالات، والطاقة الجديدة، واقتصاداتهما متكاملة للغاية.

 

نص كلمة السفير الصيني

إنه ولمن دواعي سروري مع بداية فصل الخريف الذهبي أن أحتفل معكم بالذكرى الـ71 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

بداية اسمحوا لي نيابة عن سفارة جمهورية الصين الشعبية في الأردن أن أقدم التهاني بمناسبة هذا العيد إلى جميع أبناء الجالية الصينية هنا في الأردن، واسمحوا لي أيضا أن أعرب عن خالص شكري وامتناني للأصدقاء الأردنيين من كافة الجهات على اهتمامهم المتواصل في تنمية العلاقات الودية بين الصين والأردن.

إن عام 2020 هو عام استثنائي، فقد شكل وباء الالتهاب الرئوي التاجي الجديد تهديدا غير مسبوق لحياة وصحة الناس في كافة البلدان. في مواجهة أخطر حالة طوارئ صحية عامة عالمية منذ قرن، وفي ظل القيادة المتينة للرئيس شي جينبينغ، أصر الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية على مبدأ الشعب أولاً والحياة أولا، واعتمدوا على الفور تدابير الوقاية والسيطرة الأكثر شمولاً وصرامة.

استغرقت الإجراءات أقصر وقت لتحقيق النصر في الدفاع عن ووهان، وحتى الآن، تعد الصين واحدة من أفضل الدول في السيطرة على الوباء.

في هذا العام الاستثنائي الذي كان الوباء لها اختبارا كبيرا، اتخذت الحكومة الصينية قرارات رئيسية في الوقت المناسب لتنسيق الوقاية من الوباء ومكافحته، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

حيث توحد البلد بأكمله لمواجهة الصعوبات، واستفاق الاقتصاد مجددا بعد فترة سكون قصيرة. حيث نما الاقتصاد الصيني بنسبة 3.2% في الربع الثاني لهذه السنة، ومنذ شهر كانون الثاني وحتى آب كان قد تحول معدل نمو تجارة الواردات والصادرات من السلب إلى الإيجاب.

وتوسع الاستهلاك المحلي مجددا. ووفقًا لتقديرات منظمات موثوقة، من المتوقع أن تصبح الصين الاقتصاد العالمي الرئيسي الوحيد الذي حافظ على معدل نمو إيجابي هذا العام. تثبت التجربة الصينية بأنه طالما قمنا باتخاذ الإجراءات الفعالة والمسؤولة، فلا بد أن ننتصر على هذا الوباء، ونعود إلى حياتنا الطبيعية.

وفي معركة الكفاح ضد الفيروس، وقفت الصين والأردن إلى جانب بعضهما البعض في هذه الشدة، وقدم كل منهما المساعدة للآخر، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على علاقة الصداقة الأخوية والعميقة بين الشعبين والعلاقات الودية طويلة الأمد بينهما.

وفي ظل قيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، أبدى الأردن هذا البلد الصديق حكومة وشعبا تعاطفه ودعمه للصين في مكافحة هذا الوباء، حيث أرسل جلالة الملك عبدالله الثاني برقية إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ.

كما قدم الشعب الأردني العديد من المساعدات المادية والمعنوية للشعب الصيني، كما تلقى الأردن مساعدات طبية من دوائر حكومية وحكومات محلية وشركات صينية ذات صلة بالأردن لمكافحة الوباء.

 وتبرعت الشركة الصينية المستثمرة في شركة البوتاس العربية، والشركة الصينية المستثمرة في مشروع العطّارات للصخر الزيتي بمبالغ نقدية كبيرة إلى حساب وزارة الصحة، وحساب "همة وطن".

وتبرع رجل الأعمال الصيني جاك ما، مؤسس مجموعة علي بابا بمساعدات عاجلة للأردن شملت شرائح اختبار، أجهزة تنفس، أجهزة قياس درجة الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، ووالأقنعة الطبية والملابس الواقية. وقد حاز على شكر جلالة الملك والملكة، وتم منحه وسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الأولى.

أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للأردن، وثاني أكبر مصدر للواردات.

لقد كان لهذا الوباء المفاجئ تأثير أكيد على التعاون الصيني الأردني، لكن هذا سيكون مؤقتًا فقط.

حيث يتمتع الأردن والصين بإمكانات هائلة للتعاون في مجالات البنية التحتية، والقدرة الإنتاجية، والاتصالات، والطاقة الجديدة، واقتصادهما متكامل للغاية.

في عام 2019، بلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية بين الصين والأردن 4.112 مليار دولار أميركي، بزيادة سنوية قدرها 29.17٪. فيجب أن تتمتع الدولتان بالثقة الكاملة، والعمل معا بشكل وثيق، مع إفساح المجال كاملا لمزايا الصداقة التقليدية والتكامل الاقتصادي بين البلدين لمواجهة التحديات، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة.

عقدت في السادس من تموز/يوليو، الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي برئاسة صينية أردنية مشتركة، واقترح مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني السيد وانغ يي في الاجتماع "تعزيز الوحدة والتعاون والعمل معًا لهزيمة الوباء، ودعم بعضنا البعض بقوة للدفاع عن الإنصاف والعدالة، والالتزام بالتعددية لتحسين الحوكمة العالمية، والبناء المشترك للحزام والطريق والعمل معًا لتحقيق الانتعاش، وتعزيز الحوار السياسي وتعزيز أمن الشرق الأوسط" وغيرها من التوصيات المكونة من 5 نقاط، وهي لقيت ردودا إيجابية من الدول العربية بما فيها الأردن.

ومن خلال هذا الاجتماع، تم اعتماد الوثائق التالية (البيان المشترك لتضامن الصين والدول العربية في مكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد) و(إعلان عمّان) و(البرنامج التنفيذي للمنتدى لعامي 2020 - 2022).

مما فتح آفاقا جديدة للصين والأردن لتسريع البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" في إطار التعاون الشامل بين الصين والدول العربية وتحقيق التنمية المستدامة المشتركة. إنني على ثقة بأنه ومن خلال الجهود المشتركة للجانبين، سنتغلب على كافة الصعوبات بما يعود بالنفع على شعبي البلدين بشكل أفضل.

سيداتي وسادتي ،أصدقائي الأعزاء:

إن هذا الوباء يشكل تحديا مشتركا يواجه جميع دول العالم، محذرا العالم بطريقة خاصة بأن البشرية يجمعها مستقبل ذو مصير مشترك في السراء والضراء، ولا يمكن لأي دولة أن تقف بمفردها في مواجهة الأزمات الكبرى، إن الوحدة والتعاون هما الطريق الصحيح. إن أي ممارسة أنانية، أو تحميل مسؤولية الأخطاء للآخرين، أو الخلط بين الصواب والخطأ، و الأبيض والأسود لن تضر البلد وشعبها فحسب، بل ستضر شعوب العالم أجمع. ستواصل الصين دفع التعاون الدولي في الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، وتعزيز بناء مستقبل صحي ذي مصير مشترك للبشرية جمعاء.

سيداتي سادتي، الأصدقاء الأعزاء:

الأيام تمر مر السحاب، والشباب كما القيادة، أنا شخصيا تسلمت مهام منصبي في كانون الأول من عام 2015، وأعمل هنا منذ ما يقارب الـ5 سنوات.

لقد ترك دفء الشعب الأردني ووده انطباعا عميقا لدي. تطورت علاقات البلدين بشكل سريع في كافة المجالات. سأغادر أنا وزوجتي إلى الوطن الأم قريبا.

سنستذكر سنواتنا التي قضيناها هنا، ونشتاق إلى جميع الأصدقاء.

خلال عملي في الأردن، كنت محظوظًا بمشاهدة التطور الصحي والسلس للعلاقات بين الصين والأردن، وقد حقق البلدان نتائج إيجابية في التعاون على جميع المستويات وفي مجالات متعددة. كما يسعدني أن أرى مشاريع المساعدات الصينية، ومشاريع التعاون الصينية الأردنية الكبرى، والمركز الثقافي الصيني تترسخ في الأردن.

في المستقبل، سأستمر في متابعة تطور العلاقات الصينية الأردنية والاهتمام بها، وسأبذل جهودا حثيثة لتعميق التعاون الودي بين الصين والأردن. أخيرًا، أتمنى الازدهار الكبير للوطن الأم، وأن تستمر الصداقة بين الصين والأردن إلى الأبد.

المملكة