غداة مناظرته الأولى مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أثارت ضجة واسعة، استأنف جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض حملته الانتخابية الأربعاء، واصفاً تصرفات غريمه الجمهوري بأنّها "عار وطني".  

وفي ما يبدو محاولة منه لنزع صورة "جو النعسان" التي يسعى الرئيس الجمهوري لإلصاقها به، انطلق المرشح السبعيني عبر القطار إلى ولايتي أوهايو وبنسلفانيا العماليتين.

ورغم الجلبة التي عمت المناظرة، بدا المعسكر الديمقراطي واثقا من الأداء الذي قدّمه مرشّحه (77 عاما) الذي صمد أمام هجمات ترامب أمام عشرات ملايين الأميركيين، وقوفاً ومن دون أي استراحة كما تنص قواعد البرنامج، ليثبت أنه ليس "نعساً" كما يسمّيه ساخراً ترامب (74 عاماً).

وقال الديمقراطي من محطة قطار كليفلاند إنه "خلال أربعة أعوام من الرئاسة، لم يلتزم بوعده، لقد نسي ‘الأميركيين المنسيين‘ الذين وعد بالدفاع عنهم". 

وأضاف "تحلّوا بالثقة، لقد عدنا". 

ولاحقاً، قال نائب الرئيس السابق باراك أوباما في إحدى محطات حملته بأوهايو قبل انطلاقه إلى بنسلفانيا "ربما لا ينبغي عليّ أن أقول هذا لكن أجد أنّ الطريقة التي قاد بها الرئيس الولايات المتحدة عار وطني". 

ويجري المرشح الرئاسي وزوجته جيل بايدن توقفات عدة في الولايتين المهمتين اللتين فاز بهما ترامب عام 2016. 

لكنّ الملياردير انتزع الانتصار بصعوبة في بنسلفانيا التي اعتادت لأعوام التصويت للديمقراطيين. ويمكن في حال عاد الوضع إلى حاله السابقة أن يمهد طريق البيت الأبيض أمام بايدن المتصدر في الاستطلاعات الوطنية والولايات المهمة. 

من واشنطن التي عاد إليها ليلاً، قدّم الرئيس حصيلة سلبية للمناظرة على تويتر، قبل أن يشارك في تجمع بمينيسوتا مساء الأربعاء. واعتبر ترامب أن خصمه يمثل تهديدا على قطاع الطاقة وحق حمل السلاح و"القانون والنظام". وأضاف "سيحطم بلدنا!".

وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية عبر محطة "أم أس ان بي سي"، "لقد شهدتهم على صدق جو بادين ورأيتم الفرق معه".

وعند كل مناظرة تجري وسائل إعلام أميركية استطلاعات سريعة للرأي لمعرفة من فاز بها. وأظهر استطلاع لمحطة "سي بي اس" أن جو بايدن تقدم بشكل طفيف على ترامب، إلا أن 69 % من المشاهدين أعربوا خصوصاً عن "امتعاضهم" من أجواء المناظرة.

لكن ينبغي الإشارة إلى أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فازت العام 2016 بالمناظرات الثلاث أمام دونالد ترامب الأمر الذي يخفف من أهمية هذه المواجهات.

لكنّ الفرق عن العام 2016 هو أن المرشح الديمقراطي وخلافا لكلينتون تمكن من الاستناد إلى السنوات الأربع لولاية ترامب. ولم يتوان جو بادين عن التذكير بحصيلة كوفيد-19 البالغة 200 ألف وفاة. وقال "نشكل 4% من سكان العالم ولدينا 20% من الوفيات".

ووصف بايدن ترامب بأنه "أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة" و"مهرج" و"جرو بوتين". وأكد "الجميع يعرف أنه كذّاب" قبل أن يصيح في وجهه "هلا تخرس يا رجل".

وبسبب ردود الفعل السلبية، سريعاً ما أعلن المنظمون وضع قواعد جديدة وذلك "للحفاظ على النظام" خلال المناظرتين المقبلتين في 15 و22 تشرين الأول/أكتوبر. 

" تفوّق البيض" 

في المقابل هاجم ترامب المرشح الديمقراطي الذي يتقدم عليه في استطلاعات الرأي، قائلاً له "أنت لا تمتّ للذكاء بصلة".

وعمد الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الى وصف منافسه بأنّه "دمية في يد اليسار الراديكالي" سواء بشأن قضايا الصحة أو الأمن أو المناخ.

وتعرض ترامب المتخلّف عن بايدن في استطلاعات الرأي، لانتقادات شديدة من المعسكر الديمقراطي بسبب جوابه المبهم عندما سأله الصحفي إن كان مستعداً للتنديد بالمنادين بتفوق البيض مثل "براود بويز".

وفي النهاية دعا الرئيس الأميركي جماعة "براود بويز" إلى "التراجع والبقاء جاهزين" (ستاند باك أند ستاند باي). ويبدو أن هذه المجموعة سارعت إلى اعتماد هذا الشعار الذي بثته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وهذه الجماعة اليمينية المتطرفة التي شُكلت عام 2016 ضالعة في أعمال عنف عدة استهدفت متظاهرين مناهضين للعنصرية في حركة "بلاك لايفز ماتر".

 نسبة مشاهدة المناظرة 

اجتذبت المناظرة الرئاسية الأميركية الأولى بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والمنافس الديمقراطي جو بايدن جمهورا أصغر بكثير من الرقم القياسي الذي سجل قبل أربع سنوات، وفقا لبيانات نيلسن الصادرة الأربعاء.

وشاهد ما يقدر بنحو 73.1 مليون شخص المناظرة التي اتسمت بالفوضى ليلة الثلاثاء عبر 16 شبكة أي أقل من الرقم القياسي البالغ 84 مليونا الذين شاهدوا مناظرة ترامب والسيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون منافسته في انتخابات عام 2016.

ويمثل هذا انخفاضا 13% عن الرقم المسجل عام 2016.

وتتضمن أرقام نيلسن الأشخاص الذين يشاهدون من المنزل وفي أماكن مثل الحانات والمطاعم. كما تضمنت بعض المشاهدات الرقمية من خلال أجهزة التلفزيون المتصلة بالإنترنت.

وعلى مدى 90 دقيقة اتسمت بالإهانات الشخصية والمقاطعات المتكررة من ترامب تشاحن المرشحان بشدة حول سجل الرئيس فيما يتعلق بوباء فيروس كورونا والرعاية الصحية والاقتصاد.

ومن المقرر إجراء مناظرة بين المرشحين على منصب نائب الرئيس مايك بنس وكمالا هاريس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

أ ف ب