قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، إنّ إسبانيا ستقدم للأردن 50 مليون يورو لدعم مشاريع تنموية في المملكة.

وأضاف الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، أرانشا غونزاليس في وزارة الخارجية، أنّ وزير التخطيط والتعاون الدولي وسام الربضي والوزيرة غونزاليس وقعا مذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون لـ 4 سنوات مقبلة.

وتابع: أن مذكرة التفاهم تشمل 25 مليون يورو كمنحة، و25 مليون يورو قروض ميسرة.

وأجرى الصفدي، وغونزاليس محادثات موسعة أكدت حرص البلدين تطوير العلاقات الثنائية واستعرضت أيضا التطورات الإقليمية.

وترأس الوزيران خلال زيارة الوزيرة الإسبانية الأولى للأردن والمنطقة جولة من المشاورات السياسية الثالثة التي انطلقت في مدريد 2018 والتي ركزت على تطوير الشراكة الاستراتيجية وبحثت الجهود المبذولة لحل الأزمات الإقليمية وتعزيز التعاون الأوروبي المتوسطي.

واستعرضا الخطوات المبذولة لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والتنموية، ومتابعة تنفيذ الاتفاقات الثنائية المبرمة سابقاً، واستكمال التشاور إزاء توقيع اتفاقات إضافية تسهم في ترسيخ العلاقات المتينة بين البلدين.

ولفت الصفدي إلى متانة العلاقات بين جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملك فيليب السادس والعلاقات بين شعبي وحكومتي البلدين التي تعود علاقاتهما الدبلوماسية إلى أربعينات القرن الماضي.

وأضاف الصفدي، "بحثنا قضايا ثنائية وتعزيز التعاون في المجالات والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والسياحية إلى غير ذلك.

وتطرق الصفدي إلى الاجتماع المقبل للاتحاد من أجل المتوسط الذي تستضيفه إسبانيا وترأسه الأردن بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، قائلاً "نتطلع لعقد الاجتماع المقبل للاتحاد لوضع أجندة وخريطة طريق للمزيد من التعاون".

وتابع أن "غونزاليس لديها أفكار حول تفعيل حوار الشمال والجنوب للمتوسط، وهذا كله يصب في الرغبة المشتركة والإرادة المشتركة لتعزيز التعاون سواء بين البلدين ثنائياً أو بين الاتحاد الأوروبي والأردن، والاتحاد الأوروبي والمنطقة أيضاً".

وبين الصفدي أنه خلال جولة المشاورات السياسية استعرضا التطورات التي تشهدها المنطقة، مضيفاً " لقاؤنا اليوم أيضاً كان مهماً لاستعراض التطورات التي تشهدها المنطقة، وخصوصاً تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية، القضية الأساس في منطقتنا."

وقال الصفدي، "أطلعت غونزاليس على مخرجات لقاء عمّان الرباعي قبل أيام قليلة لوزراء خارجية "فرنسا، ألمانيا، ومصر، وبحضور الاتحاد الأوروبي."

وأضاف، "القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية الأولى. السلام العادل الشامل الذي تقبله الشعوب المرتكز لقرارات الشرعية الدولية والذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة على أساس حل الدولتين هو الحل الذي يؤمن به الأردن، وهو الحل الذي ما انفكت المملكة تبذل كل جهد ممكن من أجل تحقيقه. إننا نريد السلام الشامل والعادل."

وقال في رد على سؤال، "كل اتفاقات السلام التي وقعت بين الدول العربية وإسرائيل سيعتمد أثرها على تفاعل وتجاوب وتعامل اسرائيل معها. إن تعاملت اسرائيل مع هذه الاتفاقات كحافز من أجل تلبية متطلبات تحقيق السلام العادل وحل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة نكون قد تقدمنا باتجاه السلام. إن لم تفعل ذلك، وإن بقي الاحتلال واستمرت الانتهاكات واستمر ضم الأراضي نكون نغرق أكثر في هذا الصراع الذي سيحرم المنطقة برمتها من السلام العادل والدائم والشامل ".

وأشار الصفدي إلى أنه حال الانسداد السياسي ليست مقبولة، وأنه لا بد من تحرك حقيقي فاعل باتجاه إعادة إطلاق المفاوضات على أساس القانون الدولي تأخذنا باتجاه حل الدولتين"

ولفت إلى أنه " عندما نتحدث عن إسبانبا، فإسبانيا ليست بغريبة عن جهود السلام، فمن مدريد انطلقت العملية السياسية السلمية التي كانت الإطار لكل الجهود التي استهدفت تحقيق السلام الشامل والدائم،" لافتا إلى أنه في مدريد تم تكريس معادلة الأرض مقابل السلام، التي لا بد أن ترتكز لها الجهود السلمية.

وزاد: "نثمن الموقف الإسباني المتمسك بحل الدولتين والمتمسك بالقانون الدولي ونتطلع للمزيد من التشاور والعمل معاً من أجل إيجاد أفق سياسي ينهي حال الجمود في الجهود السلمية، لأن تحقيق السلام الشامل والدائم هو هدف استراتيجي لنا جميعاً ومصلحة استراتيجية لنا جميعاً، وهدف سنستمر في العمل من أجله والتعاون مع شركائنا، لأن ذاك هو طريق المستقبل الآمن الذي نريده جميعاً"

وأعرب الصفدي عن شكر الأردن لإسبانيا إزاء الدعم الذي تقدمه لوكالة أونروا، مشيرا إلى أن إسبانيا كانت من بين الدول التي صوتت لتمديد ولاية أونروا لثلاث سنوات جديدة.

وقال: "قبل أيام عقدنا من عمّان اجتماعاً مع السويد وهي شريك أساسي في جهودنا حشد الدعم اللازم للوكالة وسنعقد في منتصف هذا الشهر اجتماع لما نسميه مجموعة ستوكهولم التي تعمل على حشد الدعم للوكالة.

وأضاف الصفدي الذي أكد العمل مع الوكالة من أجل تبني موازنات مالية طويلة المدى أنه "لا بد أن يستمر المجتمع الدولي في تقديم الدعم الذي تحتاجه الوكالة لأنها تقوم بدور حيوي ورئيسي في مساعدة أكثر من خمسة ملايين لاجئ في كل مناطق عملها".

وأضاف "نحن نعمل مع جميع الأشقاء والشركاء من أجل ضمان استمرار تدفق الدعم المادي الذي سيسد العجز في موازنة الوكالة وسيمكنها من الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية"

وقال الصفدي ان المحادثات تناولت ايض التطورات الإقليمية بما فيها الأوضاع في العراق وجهود حل الازمة السورية والليبية وتحدي اللجوء.

وقال الصفدي: " العراق حقق نصراً كبيراً على الإرهاب، والحكومة العراقية التي يقودها مصطفى الكاظمي الآن تقوم بجهود كبيرة من أجل إعادة البناء وتحقيق الأمن والاستقرار. ونحن في الأردن نؤكد على ضرورة تقديم كل الدعم الذي يحتاجه العراق الشقيق لإنجاح برنامج الحكومة تحقيق الاستقرار، محاربة الإرهاب، حماية سيادة العراق."

وأكد الصفدي "السياسة المتوازنة التي يتبعها رئيس الوزراء العراقي هي السياسة التي ستأخذ العراق باتجاه تجاوز كل التحديات."

وشدد على ضرورة تحصين العراق من أن يكون ساحة للخلافات الإقليمية والدولية".

وأكد الصفدي على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويعيد لها أمنها واستقرارها.

وأكد الصفدي أهمية الشراكة مع اسبانيا ومركزية الدور الذي تقوم به في جهود حل الازمات الإقليمية وتعزيز التعاون الأوربي المتوسطي. وقال إن اسبانيا كانت وتظل شريكا رئيسا.

بدورها، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية " كما قلت بداية زيارتي الى منطقة الشرق الأوسط، بدأت من الأردن وهي إشارة على مدى القرب ما بين الأردن وإسبانيا ومدى أهمية الأردن بالنسبة إلى إسبانيا ولكن تؤكد ايضاً مدى التزامنا السلام والاستقرار في هذه المنطقة. ومن هنا أتت زيارتي إلى هنا أن أرسل إشارة لدعمنا للأردن"

وأضافت " علاقاتنا صحية علاقاتنا قوية وعميقة ونريد أن نجعلها أقوى وأعمق نريد أن نبني عليها ".

وزادت "الأردن يضطلع بدور محوري في تدعيم الاستقرار في المنطقة ويتبع منهجيات بناءة لمواجهة تحدياتها". وزادت "الأردن محور للسلام والاستقرار في المنطقة، وإيجاد حلول عبر الحوار والمفاوضات المباشرة لتحديات المنطقة، وهذا ما نقدره ويجعل لدينا رغبة مستمرة في تعزيز الشراكة والعمل مع الأردن".

وبالنسبة لقضايا المنطقة، قالت "نريد أن ندعم استئناف المباحثات بين الفلسطينيين وإسرائيل وفقاً للمعايير المتفق عليها في الأمم المتحدة دولتان تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام. نريد أن ندعم استقرار العراق، بذلت إسبانيا جهودها وساهمت في استقرار هذه الدولة، ونحن نريد هذا الاستقرار أن ينجح. وسنعمل مع الأردن والدول الأخرى في هذه المنطقة ومع الاتحاد الأوروبي. نحن ملتزمون بضمان السلام والاستقرار الذي تم تحقيقه ونبني عليه. ناقشنا أيضاً الوضع السوري واللبناني، وسأقوم بزيارة لبنان قريباً وإسبانيا تشارك في قوات حفظ السلام في لبنان وهي دولة تهمنا."

هذا وتعد زيارة الوزيرة غونزاليس الأولى للمملكة مذ توليها مهامها وزيرة للخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في مملكة إسبانيا في كانون الثاني/يناير 2020.

المملكة