تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الهند مئة ألف السبت، بحسب الأرقام الرسمية، في حين يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلقي العلاج إثر إصابته بكوفيد-19، وتشهد العاصمة الإسبانية إغلاقا جزئيا لاحتواء الوتيرة المتسارعة للإصابات.

وكان الرئيس الأميركي قد أدخل مساء الجمعة المستشفى بعد إصابته بكوفيد-19، وهو حاليا غير موصول بجهاز المساعدة على التنفس ولا يعاني من حمى منذ 24 ساعة، وفق ما أعلن السبت طبيب البيت الأبيض شون كونلي الذي أكد أن وضع ترامب الصحي "جيد جدا".

لكن مصدرا مطّلعا كشف أن الوضع الصحي للرئيس الأميركي كان "مقلقا جدا" في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

في الهند، ثاني أكبر دول العالم لناحية عدد السكان مع 1,3 مليار نسمة، يسجل الوباء تفشيا كبيرا.

وأظهرت أرقام وزارة الصحة وفاة 100,842 شخصا حتى الآن جراء الفيروس في البلاد، وهي ثالث أعلى حصيلة للوفيات المرتبطة بكوفيد-19 في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل.

وعلى صعيد الإصابات، سجّلت الهند 6,47 ملايين حالة وباتت على وشك تخطي حصيلة الولايات المتحدة (7,3 ملايين إصابة).

لكن نظرا إلى أن عدد سكان الهند أكبر بأربع مرّات من عدد سكان الولايات المتحدة التي سجّلت عدد وفيات أعلى بمرّتين (208,731 وفاة)، فإن هذه الأرقام تثير الشكوك حيال الأعداد الرسمية الصادرة عن الهند.

وقال الخبير في علم الأوبئة تي. جيكوب جون لوكالة فرانس برس "لا نعرف إلى أي درجة يمكن الاعتماد على معدلات الوفيات الصادرة عن الهند". ومع إجرائها نحو مليون فحص كل يوم، تعد نسبة الفحوص مقارنة بعدد السكان أدنى بخمس مرات من الولايات المتحدة، وفق موقع وورلدوميتر للاحصاءات العالمية.

في أوروبا، يتفشى الفيروس منذ شهر بوتيرة مقلقة. وقبل بضعة أيام رجّحت السلطات الفرنسية فرض تدابير أكثر صرامة في العاصمة باريس اعتبارا من يوم الإثنين.

والسبت أعلنت وزارة الصحة الفرنسية تسجيل 16 ألفا و972 إصابة جديدة بكوفيد-19 في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وهو رقم قياسي منذ إطلاق حملة الفحوص الواسعة النطاق.

وارتفعت حصيلة الوفيات إلى 32 ألفا و198، بزيادة قدرها 49 حالة مقارنة بحصيلة الجمعة.

- إغلاق مدريد -

السبت، فرضت السلطات الاسبانية الإغلاق الجزئي في العاصمة مدريد، في إجراء يهدف إلى الحد من انتشار الوباء ولكن يصعب تطبيقه.

ومنذ الجمعة الساعة 22,00 (20,00 ت غ)، لم يعد بإمكان سكان العاصمة وتسع بلديات مجاورة متضررة بالفيروس مغادرة مناطقهم إلا للضرورة مثل الذهاب إلى العمل أو الدراسة أو مراجعة الطبيب.

ومع ذلك، يمكنهم التنقل بحرية داخل مدينتهم وليسوا مجبرين على البقاء في المنزل كما كان عليه الحال عندما فرض إغلاق صارم للغاية في آذار/مارس. لكن السلطات دعت إلى تجنب أي تنقل غير ضروري.

وكان إجراء مماثل يطبق على مليون شخص منذ عدة أيام في أجزاء من المنطقة حيث معدل العدوى هو الأعلى.

وثمة تساؤلات حول الفعالية الحقيقية لهذه الإجراءات، التي يرى العديد من علماء الأوبئة أنها غير كافية، خصوصا في ظل عدم قدرة السلطات على التحكم في مداخل كل مدينة ومخارجها في منطقة تشهد حركة مليوني شخص كل يوم.

وفي أحد أكثر الشوارع ازدحاما في مدريد، قال مارتينيو سانشيز إن "شيئا لم يتغيّر، إنه كأي يوم عادي".

وتابع سانشيز البالغ 70 عاما خلال نزهة مع كلبه في سيوداد لينيال في شرق العاصمة مدريد، إنه "كان من الأجدى بهم (السلطات) أن يفرضوا هذا التدبير في آب/أغسطس، لربما ما كنا حيث نحن اليوم".

وعلى بعد آلاف الكيلومترات، وتحديدا في طهران، أعادت السلطات فرض قيود لاحتواء تفشي الوباء، تشمل خصوصا إغلاق المساجد والجامعات ودور السينما لمدة أسبوع.

- ترامب في المستشفى -

أودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 1,029,593 شخصًا في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية الجمعة، وتم تسجيل أكثر من 34,6 مليون إصابة.

ومن بين هؤلاء، الرئيس الأميركي الذي تلقى جرعة من مزيج الأجسام المضادة من مختبر ريجينيرون، وهو علاج في طور التجارب السريرية.

وتقرر إدخال ترامب المستشفى "لبضعة أيام" بناء على توصية طبيبه والخبراء الطبّيين "في إجراء احترازيّ" بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني التي أوضحت أن "الرئيس ترامب سيعمل من المكاتب الرئاسية في مستشفى وولتر ريد خلال الأيام القليلة المقبلة".

وأضافت ماكناني لاحقا أنه تقرر بعد استشارة أخصائيين إعطاء ترامب عقار ريمديسيفير.

وهذا الأسبوع أصيب الرئيس الأوكراني السابق بترو بوروشنكو (55 عاما) بالوباء، وهو أدخل بدوره المستشفى لمعاناته من التهاب رئوي مزدوج.

- سلسلة بشرية ضد الكمامات -

فيما تشدد القيود في جميع انحاء أوروبا تقريبًا لمواجهة عودة انتشار الفيروس، يتلقى السكان فرض هذه التدابير بردود فعل متباينة بين القبول والرفض.

في ألمانيا، واصل "مناهضو كورونا" الاحتجاج.

والسبت شكّل آلاف الأشخاص سلسلة بشرية على ضفة بحيرة كونستانس الواقعة عند الحدود بين ألمانيا وسويسرا والنمسا، وذلك احتجاجا على القيود المفروضة لاحتواء الجائحة، وسط انتشار كثيف للشرطة تحسبا لأي إخلال بالأمن.

من جهتها، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، مواطنيها إلى إظهار "الشجاعة" نفسها التي أبدوها إبان سقوط نظام ألمانيا الشرقية، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لتوحيد ألمانيا.

وفي كوستاريكا، يجري باحثون منذ أسابيع اختبارات على 27 مريضًا تتناول علاجا ضد فيروس كورونا المستجد مطورا من بلازما دم الحصان.

وقام العلماء في معهد كلودوميرو بيكادو التابع لجامعة كوستاريكا بحقن ستة أحصنة ببروتينات خاصة بفيروس كورونا حصلوا عليها من مختبرات في الصين وبريطانيا، وجمعوا بعدها الأجسام المضادة المطورة من الحيوانات والموجودة في بلازما الدم لديها.

وأجريت تجارب مخبرية في بادئ الأمر داخل مختبر أميركي تابع لجامعة جورج مايسون بولاية فيرجينيا (شرق)، أظهرت بحسب الباحث الأميركي تشارلز بايلي المكلف الدراسة "زوال خطر الفيروس".

أ ف ب