يحيي الأردن والعالم، في الخامس من تشرين أول/ أكتوبر من كل عام،  "اليوم العالمي للمعلمين"، في وقت زادت فيه جائحة "كوفيد-19" من حجم الصعوبات التي تعاني منها النظم التعليمية المجهدة أصلاً في العالم.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، فإن موضوع احتفال عام 2020 باليوم العالمي للمعلمين، سيكون بعنوان "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصوّر جديد للمستقبل". ليكون فرصة للاحتفال بمهنة التعليم في جميع أنحاء العالم، وإجراء تقييم شامل لما أُنجز، ولفت الانتباه إلى المعلمين الذين يمثلون نواة الجهود المبذولة من أجل بلوغ الهدف العالمي للتعليم القائل بعدم ترك أي أحد خلف الركب.

وقالت جلالة الملكة رانيا العبدالله، عبر حسابها في تويتر: "إلى حملة رسالة الأنبياء، إلى من يعلمون طلابهم الخير والمحبة، ويحملون أحلام أطفالنا وشبابنا بين أيديهم، إلى كل معلم ومعلمة، كل عام وأنتم بألف خير".

ووجّه وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال، تيسير النعيمي، رسالة إلى المعلمين والمعلمات، بهذه المناسبة، قائلا: "يا صروحا للبذل والعطاء والإخلاص، في يومكم وكل يوم لكم وأنتم في محراب التدريس المباشر، أو تتابعون طلبتكم في تعلمهم عن بعد في ظروف هذه الجائحة، أزف إليكم من القلب كلمة محبة وتبجيل لجهودكم الطيبة، وهمتكم العالية في تعليم هذا الجيل مقدرا ما بذلتموه في سبيل إنارة طريقهم بالعلم والمعرفة".

وأضاف النعيمي أن كل الدساتير والمواثيق والعهود الدولية كفلت الحق في التعليم، لانه حق أساسي للتنمية البشرية والتطوير الاجتماعي والاقتصادي، وعنصر أساسي لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، وأداة رئيسة في تطوير الإمكانات الكاملة للجميع وتعزيز الرفاهية للفرد والمجتمع، مبينا ان التعليم يسهم في حماية الانسان من الجهل والفقر وتنمية شخصيته، ووسيلة أساسية لفهم الحقوق والواجبات.

وقال "العالم اليوم يقف عند مفترق طرق، وعلينا أن نعمل جميعاً بدون كلل، وأكثر من أي وقت مضى لحماية حق التعليم والحفاظ على قيمته في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية التي يعاني منها العالم في حدث غير مسبوق"، مشيرا الى أن تعرض البشرية لجائحة كورونا جعلنا نقف جميعاً صفاً واحداً للحفاظ على مكتسباتنا في قطاع التربية والتعليم، إلى جانب زملائنا في القطاعات الأخرى لمجابهة هذه الجائحة، ما يؤكد على الدور القيادي الذي قام به المعلمون وبذل جهود استثنائية حتى يستمر أبناؤنا بمتابعة تعليمهم وفق ما تعكسه الظروف وبأنجع السبل وأفضلها.

وأضافت يونسكو أن "جائحة فيروس كورونا المستجد جاءت لتزيد من حجم الصعوبات التي تعاني منها النظم التعليمية المجهدة أصلاً في العالم، وليست هناك مبالغة في القول إنّ العالم يقف عند مفترق طرق، وعلينا أن نعمل الآن، وأكثر من أي وقت مضى، مع المعلمين لحماية الحق في التعليم وتطبيقه في ظلّ الظروف الجديدة التي فرضتها الجائحة".

وتابعت أن "الدور القيادي الذي اضطلع به المعلمون عند التصدي لأزمة كورونا، لم يكن مناسباً وحسب، وإنّما كان حاسماً أيضا من ناحية الإسهامات التي قدمها المعلمون لتوفير التعلّم عن بعد، ودعم الفئات الضعيفة وإعادة فتح المدارس وضمان سدّ الثغرات التعليمية.

وزارة التربية والتعليم، قالت إن نحو 90 ألف معلم ومعلمة التحقوا بمدارسهم منذ 23 آب/ أغسطس الماضي، للعام الدراسي 2021/2020، حيث عاد نحو مليونين و145 ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم في الأول من أيلول/ سبتمبر إلى مدارسهم ضمن اعتبارات وشروط صحية؛ منعا لتفشي فيروس كورونا المستجد.

ويستمر تعلُّم الطلبة في الصفوف من الرابع إلى الحادي عشر حاليا، إلكترونيا عن بُعد عبر منصَّة "درسك" وقنوات التلفزيون الأردني لمدة أسبوعين إضافيين، حتى 16 تشرين الأول/أكتوبر 2020، واستمرار دوام الإدارات المدرسية والمعلمين والكوادر الإدارية في المدارس؛ لمتابعة دوام الطلبة عن بُعد، فيما اقتصر التعليم الوجاهي على الصفوف الأساسية الثلاثة الأولى والثاني ثانوي.

وتتطّلب جائحة "كوفيد- 19" وحالات الطوارئ السابقة والمحتملة إعادة تقييم أساسي لدور المعلمين وكيف يمكنهم التخفيف من أسوأ عناصر حالات الطوارئ وتأثيرها على التعليم والتعلم، إضافة إلى استجابات مختلفة للدور القيادي للمعلمين على المدى القصير والمتوسط والطويل، بحسب يونسكو.

وأوضح النعيمي، ان جهود وزارة التربية والتعليم كانت وما زالت منذ بداية الأزمة مستمرة لتمكين جميع الكوادر التعليمية من آليات المتابعة لطلبتنا وهم في منازلهم والتواصل معهم من خلال أفضل التقنيات التي تم توفيرها، ووضعها أمام المعلم، لافتا الى أن جميع هذه الجهود جاءت بشراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص للخروج بمنجز وطني نفخر به ويمكّن طلبتنا من متابعة تحصيل تعليمهم دون انقطاع.

وقال إن مساهمة المعلمين في هذا المنجز الوطني جاء من خلال تحضير وتسجيل الدروس في المنصات التعليمية وتجويد المحتوى التعليمي، ايماناً منهم بدورهم الهام والرئيسي في رسم ملامح مستقبل التعليم وتطويره في ظل هذه الظروف.

وخاطب وزير التربية والتعليم المعلمين قائلا "اننا ونحن على موعد بالاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، ما زلنا نعمل سوياً في قطاع التربية والتعليم من أجل نهضة الوطن والحفاظ على مكتسباته التي تحققت عبر مسيرة عطرة بالإنجازات والبناء، فأنتم المرتكز الرئيس تساهمون في إعداد وبناء نشء متعلم ومنتم لوطنه، وتنمون فيهم الاعتزاز به، موالين لقيادته، وهذا لن يتحقق إلّا بكم وبجهودكم وبحرصكم على مواصلة كتابة حاضر ومستقبل الأردن".

وقال النعيمي، إن الرعاية الملكية السامية والمستمرة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم قطاع التعليم والاهتمام بالمعلمين وتوفير الدعم، ما هي إلا ايماناً من جلالته بمكانة المعلم ودوره في النهوض والبناء، مبينا ان جلالته يؤكد في رسائله الى المعلمين والمعلمات والطلبة في بداية كل عام دراسي، أنهم ركن اساسي في معادلة الانجاز الوطني بجانب أخوتهم في هذا الوطن.

وجدد النعيمي، الثقة بالمعلمين والمعلمات في الأردن، مؤكدا انهم سيبقون درع الوطن الحصين، ويعملون على تقوية الجبهة الداخلية بالعلم والوعي، والاستمرار في عطائهم وبذل الجهود سويا لمواصلة تعليم أبنائنا في جميع الظروف التي تمر بنا ، لنتجاوز سويا هذه الظروف.

وكرمت وزارة التربية والتعليم، الاثنين، 40 معلمة ومعلمًا و4 مديريات تربية من مختلف مناطق المملكة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمُعلم، حيث تقدم النعيمي، في احتفال عقدته الوزارة عبر تقنية "زووم"، بخالص الشكر والتقدير لكل معلمي الأردن، في يوم المُعلم العالمي، موضحًا أن التكريم جاء لمُبادرات المعلمات والمعلمين الخلاَّقة في "التعليمِ عن بعد".

وأكد أن الوزارة تنتهجُ نهج الدعم والمُساندة، والتمكين والحرص على تكريم المعلمين ورفع مكانتهم الاجتماعية، وتمكينهم مهنيًا، لأنهم أصحاب مهنة ويمارسون مهنةً لا وظيفة، مُجددّا الثقة بالمعلم الأردني المبدعٌ حيثُ كان وفي أي ظرف كان.

المملكة