شاركت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان ورئيسة المجلس العربي للسكان والتنمية عبلة عماوي، في جلسة عالمية حول التنوع الديمغرافي والسياسات الناجحة لتحقيق وكسب ثمار العائد الديمغرافي، نظمها صندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الإفريقي وحكومة المانيا، بمشاركة صانعي السياسات والخبراء من البلدان المتنوعة ديمغرافيا في إفريقيا وآسيا والمنطقة العربية وأوروبا الشرقية.

وهدفت الجلسة التي عقدت الاثنين، إلى تمكين التبادل الاقليمي حول دروس السياسات والممارسات المبتكرة لتعزيز الإمكانات البشرية والتخطيط الجيد للتغيير الديمغرافي، من خلال إجراء مناقشة عملية من أجل التعلم المشترك والتعاون.

وأكدت عماوي خلال مشاركتها في الجلسة كمندوبة عن الدول العربية، أن الأردن يمر حالياً بمرحلة تحول ديمغرافي ستقود لتحقيق الفرصة السكانية المتوقع بلوغ ذروتها عام 2040، والتي تظهر عندما يبدأ معدل نمو الفئة السكانية في أعمار القوى البشرية للأفراد من 15-64 عاما، بالتفوق بشكل كبير على معدل نمو فئة المعالين في الأعمار دون 15-64 عاما فأكثر.

ولفتت أن تحقيق واستثمار الفرصة السكانية يتطلب استجابات على مستوى السياسات الاجتماعية والاقتصادية الكلية والقطاعية، وإدماج البعد السكاني وقضايا الفرصة السكانية في الاستراتيجيات والخطط والبرامج التنموية، وتخصيص الموارد المالية اللازمة.

وبينت عماوي أنه خلال النصف الأول من القرن 21 ستنتقل نسبة كبيرة وغير مسبوقة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى فترة سنواتهم الأكثر إنتاجية في حياتهم، ما بين عامي 2018 – 2040، حيث ستكون أدنى نسبة إعالة فيها وتشكل نسبة الأطفال والشباب من (0-24 سنة) حوالي نصف سكان المنطقة، مبينة أن نسبة الإعالة (الأطفال دون 15 سنة وكبار السن 65 سنة فأكثر) ستنخفض إلى 50 شخص معال لكل 100 شخص في سن العمل (15-65 سنة).

ولفتت عماوي النظر أنه وبحلول عام 2050 سيتجاوز عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر على مستوى ‏العالم عدد المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (15 -24 عامًا)، وبالتالي يجب على البلدان التي بها شيخوخة سكانية أن تتخذ خطوات لتكييف البرامج العامة مع النسبة المتزايدة ‏لكبار السن.

وأشارت إلى أن بطالة الشباب تعد أحد أهم التحديات أمام تحقيق الفرصة السكانية في المنطقة العربية، حيث تحقق أعلى معدلاتها على مستوى العالم بنسبة 25%، وترتفع هذه النسب عند الاناث في نفس المرحلة العمرية بنسبة 41 %، مؤكدة على ضرورة الاستثمار بتنمية مهارات الشباب وتطوير قطاع التدريب المهني ودعم ريادة الأعمال بالتركيز على ادماج الفتيات لخوض سوق العمل ورفع نسب مشاركتهن الاقتصادية.

وبينت عماوي أن أبرز المعيقات التي تحول دون تحقيق العائد الديمغرافي في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تتمثل في أن حوالي 37% من شباب المنطقة يعيشون أوضاعا هشة ومتضررة من النزاعات، كما أن 57,5% من اللاجئين في العالم متواجدين في هذه المناطق، إلى جانب عدم إيلاء الاهتمام لآراء الشباب على مستوى الأسرة والمجتمع المحلي والحكومات، ووجود حالات عدم الإنصاف والتحديات ضمن الأنظمة والقوانين وانتهاك الحقوق، وعدم توفر الأماكن الآمنة للتعبير والإبداع.

وأضافت عماوي أنه خلال الفترة 2000-2015 شهدت معظم الدول تحسينات في المستوى الأساسي لرفاه الأطفال, وخاصة في الأردن ومصر وفلسطين, لكن ما زال هناك تحديات قائمة فيها، مبينة انه يوجد انتشار واسع لسوء التغذية، حيث أن هناك 44% من الأطفال يعانون احد أشكال الحرمان الصحي، كما أن الأطفال الأشد فقرا هم أقل حظا بـ 3,6 مرات على الأقل للالتحاق بالمدرسة، وأقل حظا بـ 5 مرات لإنهاء المدرسة الابتدائية من الأطفال الأكثر ثراء، كما أن الشباب المنحدرين من أسر اشد فقراً هم أقل حظا في الحصول على التعليم الكافي وفرص تطوير مهاراتهم، حيث إن 25% من الشباب العاملين في شمال أفريقيا و28% من الشباب العاملين في الدول العربية يعيشون في فقر معتدل أو فقر مدقع.

وفي مجال دعم المجلس العربي للسكان والتنمية لخارطة طريق لاستثمار الفرصة السكانية في الدول العربية، أكدت عماوي على أهمية التشبيك مع مؤسسات جامعة الدول العربية المختلفة في تعزيز الإصلاحات بمختلف المجالات في المنطقة العربية لضمان استثمار الفرصة السكانية في هذه الدول، والعمل على بناء قدرات الأجهزة الإحصائية الوطنية لتمكينها من تزويد صانعي السياسات بالبيانات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية اللازمة لاتخاذ القرارات الصائبة فيما يتعلق بالهيكل العمري للسكان، إلى جانب اهمية المساعدة في وضع اليات للمتابعة وتقييم أثار السياسات بهدف الاستفادة من تحول الهيكل العمري للسكان.

المملكة