باتت أميركا اللاتينية والكاريبي السبت، المنطقة الأكثر تضرراً جراء فيروس كورونا المستجدّ مع أكثر من عشرة ملايين إصابة مسجّلة في وقت يُرغم ارتفاع عدد الإصابات بشكل مقلق في أنحاء أوروبا، السلطات على اتخاذ تدابير جديدة بما في ذلك فرض قيود صارمة في برلين.

وسجّلت منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي عشرة ملايين و3822 مصابا توفي منهم 366 ألفا و702، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.

وأصبحت المنطقة الأكثر تضرراً في العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات وتواجه "النتائج الأسوأ صحياً واقتصادياً" في العالم بسبب الوباء كما قال البنك الدولي الجمعة، متوقعاً انخفاضاً بنسبة 7.9% بإجمالي الناتج الداخلي للمنطقة في 2020.

وسُجّلت أكثر من نصف الإصابات ضمن القارة، في البرازيل (5.055.888 إصابة و150.198 وفاة) تليها كولومبيا (894.300 إصابة و27595 وفاة) ثمّ الأرجنتين (871.455 إصابة و23225 وفاة) والبيرو (843.355 إصابة و33158 وفاة).

أكثر من 150 ألف وفاة في البرازيل

تجاوز عدد الوفيات في البرازيل 150 ألفاً، بعد نحو 8 أشهر من تسجيل أولى الإصابات، في حين يواصل عدد الوفيات اليومية التراجع ببطء. 

وسجّلت البرازيل البالغ عدد سكانها 212 مليونا، ما لا يقل عن 150.198 وفاة بكوفيد-19 فضلا عن أكثر من خمسة ملايين اصابة، حسب أرقام وزارة الصحة، ما يجعلها ثاني أكثر الدول تضررا من الجائحة بعد الولايات المتحدة.

وتعتزم البيرو التي تسجّل أكبر عدد وفيات بالنسبة إلى عدد السكان مع 101 وفاة لكل مئة ألف نسمة، فتح مواقع أثرية عدة أمام الزوار في منطقة كوزكو، العاصمة السابقة لحضارة الإنكا، في 25 تشرين الأول/أكتوبر، باستثناء ماتشو بيتشو.

في أوروبا التي تعدّ أكثر من 6.2 مليون إصابة بالمرض وقرابة 240 ألف وفاة، تتكثف القيود الجديدة في مواجهة الوضع الذي يواصل تفاقمه.

في ألمانيا، سينبغي على المتاجر وكل المطاعم إغلاق أبوابها اعتباراً من السبت من الساعة 23.00 حتى الساعة 06.00، حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر على الأقل.

ومع تسجيل أكثر من أربعة آلاف إصابة جديدة كل يوم، حذرت المستشارة أنغيلا ميركل من أنه في حال لم يستقر عدد الإصابات الجديدة خلال الأيام العشرة المقبلة، فستخضع البلاد لقيود جديدة. 

وسيُمنع بيع الكحول في محطات الوقود والمتاجر اعتباراً من الساعة 23.00.

وفي السادس من تشرين الأول/أكتوبر، قال رئيس بلدية العاصمة مايكل مولر "ليس هذا وقت السهر".

من جهته قال مسؤول القضاء في برلين ديرك بيرندت "بعد ثلاثة كؤوس من النبيذ، يضعف احترامنا لقواعد التباعد الجسدي". 

وقررت أيضاً البلدية اليسارية فرض قيود مشددة على التواصل الاجتماعي. وبات ينبغي أن لا تتخطى التجمعات في الخارج الخمسة أشخاص بين الساعة 23,00 و06,00. وخلال اليوم، لا يمكن أن تتخطى الخمسين. 

وسجّلت الجمهورية التشيكية من جهتها، لأربعة أيام على التوالي ارتفاعاً في عدد الإصابات اليومية بالمرض، ما قد يدفع السلطات إلى فرض عزل جديد. وسُجلت الجمعة 8618 إصابة جديدة في هذا البلد الذي يعدّ 10.7 ملايين نسمة، وفق وزارة الصحة.

في المقابل، أعلنت بولندا المجاورة التي تعدّ 38 مليون نسمة، السبت أنها سجّلت عدد إصابات قياسياً بلغ 5300 إصابة جديدة خلال 24 ساعة.

استراتيجية جونسون المنتظرة 

سجّلت في المملكة المتحدة الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا، 42679 وفاة و575,679 إصابة. وسجّلت في مدينة نوتينغهام الأكثر تضرراً في انجلترا، 760.6 إصابة لكل مئة ألف نسمة - وهي زيادة حادة مقارنة بالمعدل المسجّل في الأسبوع الأخير من أيلول/سبتمبر (158.3 إصابة لكل مئة ألف شخص).

ويُتوقع أن يعرض رئيس الوزراء بوريس جونسون استراتيجيته أمام النواب الاثنين.

وكتب مستشاره الاستراتيجي إدوارد ليستر إلى نواب شمال غرب انجلترا، المنطقة المتضررة بشكل خاص جراء الوباء، لتنبيههم إلى أنه "من المرجح جداً" أن تُطبق قواعد أكثر صرامة في "بعض المناطق".

وأُرغمت المقاهي في خمس مناطق اسكتلندية تضمّ مدينتين أساسيتين هما غلاسكو وادنبره، على إغلاق أبوابها الجمعة لمدة تتجاوز الأسبوعين.

ويزداد الوضع خطورةً في فرنسا، ولم يستبعد المجلس العلمي التابع للحكومة فرض إغلاق محلي في بعض المناطق "إذا ما كان ذلك ضرورياً". 

وسجّلت فرنسا السبت رقما قياسيا في عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19، بلغ نحو 27 ألف إصابة خلال أربع وعشرين ساعة، في وقت تستمر الزيادة في أعداد المرضى الموجودين في أقسام الإنعاش، على ما أعلنت الوكالة الوطنية للصحة العامة.

وارتفع مجددا في شكل طفيف عدد مرضى كوفيد-19 في أقسام الإنعاش ليبلغ 1.456 شخصا، بزيادة 17 شخصا مقارنة باليوم السابق، وهو المعدل الأعلى منذ أيار/مايو.

وأعلنت من جهتها الحكومة الإسبانية حال الطوارئ الصحية في منطقة مدريد من أجل احتواء ارتفاع عدد الإصابات (أكثر من 10 آلاف إصابة يومياً كمعدل في الأيام الأخيرة)، معيدةً فرض إغلاق جزئي في العاصمة كان القضاء قد ألغاه في اليوم السابق. 

خطر "الالتباس" 

في كوريا الشمالية، أكد الزعيم كيم جونغ أون من جهته خلو بلاده من الإصابات بكوفيد-19.

في الولايات المتحدة، يستأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت حملته الانتخابية التي توقفت بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، قبل تجمع انتخابي الاثنين في فلوريدا، وذلك فيما يتقدم عليه خصمه الديمقراطي جو بادين في استطلاعات الرأي، ومع إلغاء المناظرة الرئاسية. 

واعتبر الدكتور أنطوني فاوتشي كبير أطباء الإدارة الأميركية، أن تصريحات ترامب التي رحّب فيها بتعافيه من الفيروس بفضل علاج تجريبي، قد تثير "الكثير من الالتباس".

وبعد مفاوضات استمرت أكثر من شهرين واتسمت بتغيير ترامب مواقفه بشكل جذري، وضع البيت الأبيض الجمعة مبلغ 1800 مليار دولار على الطاولة من أجل خطة إنعاش اقتصادي جديدة، على أمل التوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية.

أ ف ب