وصل وفد إسرائيلي يرافقه وزير الخزانة الأميركي إلى البحرين، الأحد، في زيارة تهدف إلى إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات الناشئة، وتوسيع التعاون مع منطقة الخليج الذي روجت له واشنطن بوصفه حصنا في مواجهة إيران ينطوي على إمكانات لتحقيق الازدهار الاقتصادي.

وكانت حكومة البحرين اقتدت بالإمارات بموافقتها الشهر الماضي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ وذلك في قرار أذهل الفلسطينيين الذين يطالبون بإعلان دولتهم قبل أي تقارب إقليمي من هذا النوع.

ويمنح هذا التطور الكبير، الذي أشرف عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دفعة للسياسة الخارجية الأميركية قبل انتخابات الشهر المقبل التي يسعى فيها ترامب للفوز بولاية ثانية. ويرى حلفاء واشنطن الاتفاق فرصة لتوحيد الصفوف في وجه إيران بشكل أوضح.

ويرافق وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين الوفد في رحلته على متن طائرة تابعة لشركة طيران "العال" الإسرائيلية انطلاقا من مطار بن غوريون في تل أبيب.

وفي حضور منوتشين بالمطار، قال آفي بيركويتز المبعوث الأميركي في الشرق الأوسط، إن إسرائيل والبحرين ستوقعان بيانا مشتركا لإقامة علاقات في المجالات السياحية والمصرفية والدبلوماسية.

وقال منوتشين للصحفيين على متن الطائرة "أعتقد أن الفرصة أكبر بكثير من مجرد الاستثمار.. إنها تتعلق بالتكنولوجيا وتأسيس العديد من الأعمال المختلفة - وفي حالة البحرين كذلك، فإنها ستوسع الفرص أمامهم بدرجة كبيرة جدا".

وقعت إسرائيل والبحرين "إعلان السلام والتعاون والعلاقات الدبلوماسية والودية البناءة" في مراسم خاصة بالبيت الأبيض في 15 سبتمبر/أيلول، لكن هذه الوثيقة لم تصل إلى حد المعاهدة الرسمية.

رفع مستوى العلاقات

وقال مسؤول شارك في إعداد الزيارة، إن إسرائيل والبحرين ستوقعان على بيان يرفع مستوى العلاقات.

وتحدث مئير بن شبات مستشار الأمن القومي ورئيس الوفد الإسرائيلي لدى وصوله إلى مطار المنامة بالعربية قائلا "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذا اليوم هو يوم عظيم ... أتطلع إن شاء الله لاستضافتكم في إسرائيل قريبا".

وقال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني "أسلوب التعامل والتعاون هو الأكثر فاعلية، والأكثر استدامة لتحقيق سلام حقيقي ودائم يحمي حقوق شعوب الشرق الأوسط".

وأثارت موافقة البحرين على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل استياءً في الداخل والخارج بين البحرينيين. وقالت المنامة إن الاتفاق يحمي مصالحها من إيران.

وكانت الإدارة الأميركية تحاول إبرام المزيد من هذه الاتفاقات قبيل الانتخابات الأميركية. وقال منوتشين إنه يأمل أن تستمر هذه العملية بصرف النظر عمن سيفوز في انتخابات الرئاسة.

وسافر أعضاء الوفد إلى المنامة في رحلة تابعة لشركة العال تحمل رقم 973، وذلك في إشارة إلى رمز الاتصال الدولي بالبحرين. وعبرت الطائرة المجال الجوي السعودي، وذلك تيسيرا منها التي تقاوم حتى الآن مناشدات واشنطن لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ومن المقرر أن يسافر منوتشين ومسؤولون أميركيون آخرون الاثنين إلى الإمارات التي فتح اتفاقها مع إسرائيل الباب أمام التجارة الثنائية. وسيرافق المسؤولون الأميركيون وفد إماراتي في أول زيارة لإسرائيل الثلاثاء.

وللبحرين أهمية استراتيجية كبيرة؛ إذ تستضيف الأسطول الخامس الأميركي، وذلك رغم أن ثروتها النفطية أقل من الإمارات.

وذكر تقرير أصدرته وزارة الاستخبارات الإسرائيلية في 13 سبتمبر/أيلول أن ثمة فرصا للتعاون الدفاعي مع البحرين التي وصفها التقرير بأنها تتهددها "فتنة سياسية شيعية توجهها إيران ومن يعملون لحسابها".

وقال مصدر بحريني، إن أولوية بلاده ستكون التعاون في مجال أمن الإنترنت بعد أن أصدر الملك مرسوما الأسبوع الماضي بتأسيس مركز وطني لأمن الإنترنت.

رويترز