يحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمنطقة تل الرميدة الأثري وسط مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة أشجار الزيتون ويعيق قطافها.

ولا تزال عشرات أشجار الزيتون التي يبلغ عمرها نحو 2400 عام في تل الرميدة الأثري شاهدة على تمسك الفلسطيني بأرضه.

يقول المسن محمد صادق اقنيبي: "لتل رميدة الذي يقابل الحرم الإبراهيمي الشريف، حكاية صمود وذكريات طفولة، ولشجرها بركة وخير وفير"،

ويضيف: "الاحتلال الإسرائيلي يحاول منذ زمن بعيد السيطرة على هذه التلة التي سكنها إبراهيم ويعقوب وغيرهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويحاول طردنا منها عنوة، إلا أننا متمسكون بها ولن نرحل منها".

اقنيبي ينتظر سماح سلطات الاحتلال التي منعته من إكمال قطاف الزيتون في أرضه التي تبلغ ثلاث دونمات ونصف، مزروعة بأربعين شجرة زيتون رومية يقدر عمرها بـ2400 عام.

وأوضح اقنيبي أن موسم الزيتون له أهمية في حياته، حيث يعيد ذكريات طفولته، قبل أن يأتي الاحتلال لينغص عليهم حياتهم، ويغيب ما كان يعرف "بالفزعة" التي كانت تملأ المنطقة بالصراخ، وأصوات الأطفال، ورائحة الشاي، والطعام الذي كان يعد بين أشجار الزيتون.

ويقول اقنيبي، "إن شجرة الزيتون هي شجرة مقدسة، وتمثل جذورنا وارثنا وتاريخنا ولن نفرط فيها"، مضيفا أن الاحتلال ومستوطنيه يواصلون الليل والنهار في استفزازنا، ويطاردون أرضنا، ويسرقون ثمار زيتوننا، ويحرقون أشجارنا، ويعتدون علينا، من أجل الاستيلاء على أرضنا عنوة.

عماد أبو شمسية، أحد سكان تل الرميدة، والناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان، يعتبر حارسا لأراضي المواطنين وممتلكاتهم، كعادته في كل صباح، يصطحب كاميرته، ويقوم بجولة في المنطقة وحواجزها، ليرصد الانتهاكات الإسرائيلية، ويساند الفلسطينيين في العناية بأرضهم، ويشاركهم قطاف زيتونهم.

ويعتبر أبو شمسية شاهدا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في هذه المنطقة التي يطمع الاحتلال بالاستيلاء عليها لتوسيع مستوطنة "رمات يشاي" التي أقيمت على أرضها قبل 4 عقود.

ويوثق أبو شمسية الذي يعتبر وجوده في المنطقة مستفزا لقوات الاحتلال التي اعتقلته أكثر من مرة، وهددت عائلته بالقتل والاعتقال.

أم تامر التي تقيم في تل الرميده، تصارع أيضا الاحتلال الإسرائيلي من أجل البقاء في هذه المنطقة، لا سيما أنها أرملة لا معيل لها، تنتظر موعد السماح لها بقطف ثمار الزيتون، الذي اوقفه الاحتلال بحجة الأعياد اليهودية.

وتبدي أم تامر مخاوفها في هذا الموسم من هجمات المستوطنين الإسرائيليين في ظل غياب المتضامنين الأجانب الذين كانوا يساندونها في قطف الزيتون، ويوفرون لها نوعا من الأمن والأمان.

وتقع منطقة تل الرميده التي تنتشر فيها الحواجز العسكرية الإسرائيلية بكثافة على مداخلها وبين أحيائها، تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، واستوطنها عنوة عشرات المستوطنين الذين لم يتوانوا يوما عن عمليات الترويع والتخريب وملاحقة الفلسطينيين المتجذرين في أرضهم.

عضو إقليم حركة فتح وسط الخليل، مسؤول ملف البلدة القديمة مهند الجعبري،

أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف لتضييق الخناق على المزارعين، ويمنعهم من قطف ثمار أشجارهم، أو فلاحة أرضهم ورعايتها، لا سيما في تل الرميده الأثري، والأراضي القريبة لمستوطنة كريات أربع القريبة من الحرم الإبراهيمي الشريف، وذلك لإجبارهم على تركها والرحيل منها لضمها لصالح البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي المواطنين.

وفا