تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار، الرامي إلى وضع حد للقتال في إقليم ناغورني كارباخ، بعد وقت قصير من موعد دخوله حيّز التنفيذ الاثنين.

وقالت وزارة الخارجية الأذرية، إن القوات الأرمينية قصفت بلدة ترتر وقرى مجاورة في "انتهاك جسيم" للهدنة، التي أعلنتها واشنطن الأحد، وكان من المقرر أن تبدأ الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي (04:00 ت غ).

بدورها، قالت وزارة الدفاع الأرمينية، إن القوات الأذرية ارتكبت "انتهاكا جسيما" لوقف إطلاق النار كذلك عبر قصف مواقع لمقاتلين في مناطق مختلفة عند الجبهات الأمامية.

أرمينيا وأذربيجان اتفقتا الأحد مجددا على التزام "هدنة إنسانية" في النزاع الدائر في إقليم ناغورني كارباخ، تدخل الاثنين حيّز التنفيذ وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، بعدما باءت بالفشل محاولات سابقة لوقف المعارك في المنطقة.

ومنذ أسابيع يبذل قادة دوليون جهود وساطة لإرساء هدنة في النزاع الذي أوقعت معاركه في الأسابيع الأخيرة نحو 5 آلاف قتيل.

وكان قد تم التوصّل سابقا إلى هدنة بوساطة فرنسية، وأخرى بوساطة روسية، لكنّهما لم تصمدا.

وجاء في بيان مشترك لوزارة الخارجية الأميركية ومجموعة "مينسك" أن "الهدنة الإنسانية ستدخل حيز التنفيذ في 26 تشرين الأول/أكتوبر الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (4:00 ت غ)".

والأحد رحّبت أذربيجان بالاتفاق في بيان أصدره سفيرها في الولايات المتحدة إلين سليمانوف حمّل فيه أرمينيا مسؤولية انهيار الهدنتين السابقتين.

وقال سليمانوف "نحض أرمينيا على التقيّد بوقف إطلاق النار ووقف استفزازاتها العسكرية وفق ما اتفق عليه. إن أذربيجان ملتزمة بقوة تحقيق السلام، والعدد الكبير للقتلى في صفوف المدنيين الأذربين في الأسابيع الأخيرة يبيّن من هو المعتدي".

وتخوض أرمينيا وأذربيجان نزاعا حادا حول إقليم كارباخ منذ أن سيطر انفصاليون أرمينيون مدعمون من يريفان على المنطقة الجبلية في تسعينيات القرن الماضي في حرب أوقعت 30 ألف قتيل.

وأعلن الانفصاليون استقلال الإقليم الذي لم تعترف به أي دولة، حتى أرمينيا، ولا تزال المنطقة وفق القانون الدولي جزءا من أذربيجان.

ويتبادل البلدان الاتّهامات باستهداف المدنيين منذ 27 أيلول/سبتمبر حين بدأ التصعيد الأخير في المنطقة.

وجاء الإعلان غداة لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نظيريه الأذري جيهون بيرموف والأرميني زُهراب مناتساكانيان، كما وممثلي فرنسا وروسيا في مجموعة مينسك.

ومجموعة مينسك مكلفة منذ العام 1992 التوسط في ملف ناغورني كارباخ.

وجاء في تغريدة لبومبيو أن المفاوضات كانت "مكثّفة".

"الأمر سهل"

وكان بومبيو قد التقى على حدة كلا من بيرموف ومناتساكانيان، وحضّهما على "وضع حد لأعمال العنف وحماية المدنيين".

والسبت تواصلت المفاوضات في واشنطن بعيدا من الأضواء، وقد التقى مساعد وزير الخارجية ستيفن بيغون وزيري خارجية البلدين، كما اتّصل مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين برئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذري إلهام علييف.

والأحد، جاء في تغريدة لأوبراين "أهنئ الجميع على اتفاقهم بشأن التقيّد بوقف إطلاق النار اليوم".

وبعد 27 أيلول/سبتمبر سيطرت قوات أذرية على أراض كانت منذ التسعينيات خارج سيطرة باكو.

وفشلت الوساطات الدولية السابقة في إرساء هدنة دائمة، وإيجاد حل سلمي للنزاع. والأربعاء استبعدت أرمينيا "أي حل دبلوماسي".

وأعلنت الخارجية الأميركية أن ممثلي مجموعة مينسك ووزيري الخارجية "اتفقوا على الالتقاء مجددا في فيينا في 29 تشرين الأول/أكتوبر" لبحث "كل الخطوات اللازمة من أجل إيجاد تسوية سلمية للنزاع في ناغورني كارباخ".

ووعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كثّف حملته الانتخابية مؤخرا والمتأخر في الاستطلاعات، بحل النزاع.

وهو قال في تجمّع انتخابي في نيوهامشر "إنهم أشخاص رائعون. إنهم يخوضون قتالا عنيفا"، في إشارة إلى المقاتلين الأرمن.

وتابع المرشّح الجمهوري للرئاسة "أتعلمون؟ سنفعل شيئا ما"، مشيرا إلى مشاركة مجموعة أرمينية في تجمّع انتخابي نظّمه في أوهايو السبت.

وقال ترامب، إن "المشاكل التي يعانونها، الموت والقتال وكل ما هنالك من أمور أخرى، سوف نسويها. هذا ما سيحصل، أعتبر أن الأمر سهل"، من دون إعطاء أي تفاصيل.

وأعلنت الولايات المتحدة حيادها في هذا النزاع، لكن بومبيو وصف مؤخرا في مقابلة سلوك أرمينيا بالدفاعي.

أ ف ب