أدلى ملايين الأميركيين بأصواتهم الثلاثاء، في مراكز الاقتراع بالمكتبات العامة والمدارس والساحات وسط جائحة فتاكة، وذلك في استعراض منظم لأداء الواجب المدني تناقض تماما مع التوتر الشديد الذي خيم على واحدة من أكثر الحملات الانتخابية الرئاسية استقطابا في تاريخ الولايات المتحدة.

وكانت الكمامات التي حرص كثير من الناخبين على وضعها والمتاجر التي غطت واجهاتها بألواح خشبية في بعض مراكز المدن بمثابة مؤشر واضح على قضيتين رئيسيتين رسمتا خطوط انتخابات 2020، إذ ما زال كوفيد-19 يجتاح مناطق من البلاد بعد صيف من الاحتجاجات التي شابها العنف أحيانا ضد وحشية الشرطة والعنصرية.

وفتح مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.أي) ومكتب المدعي العام في نيويورك تحقيقات في سلسلة من المكالمات الآلية المجهولة التي حثت الناس في عدة ولايات على البقاء في منازلهم.

وأمر قاض اتحادي هيئة البريد الأميركية بإجراء تفتيش لبعض المرافق في مختلف أنحاء البلاد بحثا عن أي بطاقات اقتراع بالبريد لم يتم تسليمها وشحنها على الفور إلى مراكز الانتخابات ليتم فرزها.

وكانت جماعات الحريات المدنية وأجهزة إنفاذ القانون في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي تدخل للتأثير على الناخبين في مراكز الاقتراع، لكن لم يتم الإبلاغ عن مشاكل تذكر خلال اليوم.

وفي واقعة أثارت القلق في ولاية نورث كارولاينا، التي تشهد منافسة محتدمة، ألقي القبض على رجل يحمل سلاحا ناريا ووجهت إليه تهمة التعدي على مركز اقتراع في مدينة تشارلوت بالولاية.

وفي مدينة نيويورك امتدت بعض طوابير الناخبين حول البنايات. لكن في أماكن كثيرة من لوس انجليس إلى ديترويت وأتلانتا كانت الطوابير قصيرة أو غير موجودة أصلا، وهو ما تكهن موظفو الانتخابات بأنه بسبب موجة غير مسبوقة من التصويت المبكر، حيث تم الإدلاء بعدد قياسي من الأصوات قبل يوم الانتخابات.

وفي مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، اصطف حوالي 12 ناخبا قبل شروق الشمس. وكانت ناخبة تُدعى جيني هاوس أول الواقفين في الصف انتظارا للتصويت وهي ترتعد من البرد.

وقالت هاوس (22 عاما) "لن أفوت فرصة هذه الانتخابات".

وقالت إنها ستصوت لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن وهو نائب الرئيس السابق وينافس الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب.

وفي مركز اقتراع في هيوستون، كان آندي فالاديز ينفخ الشوفار، وهو بوق مصنوع من قرن كبش يستخدم في الاحتفالات اليهودية وبعض الاحتفالات المسيحية.

وقال فالاديز إن البوق وسيلة للدعاء من أجل فوز ترامب.

وأضاف "نريد الصلاة من أجل انتخابات نزيهة... نؤمن بأميركا ونريد لكل شخص تجربة تصويت آمنة".

أجواء متوترة من تايمز سكوير إلى تكساس

قالت إدارة الحقوق المدنية بوزارة العدل الأميركية إنها نشرت موظفين في 18 ولاية لضمان عدم ترويع الناخبين أو التأثير عليهم.

وقال عاملون في لجنة المحامين للحقوق المدنية بموجب القانون، وهي جماعة حقوقية مقرها واشنطن، للصحفيين إنهم قلقون بشأن آلات التصويت التي لا تعمل في ثلاث مقاطعات في جورجيا، مما يجبر الناخبين على ملء أوراق الاقتراع ويثير مخاوف من نفاد النسخ الاحتياطية الورقية.

وقام أصحاب المتاجر في بعض المدن بتثبيت ألواح خشبية على واجهاتها خشية اندلاع أعمال عنف لا سيما إذا تم تأجيل إعلان نتيجة الانتخابات.

وفي مدينة نيويورك، كان متجر ميسيز الكبير وناطحة السحاب التي يقع فيها مقر قناة فوكس نيوز من بين المباني التي غطت واجهاتها. وفي شارع روديو درايف، أحد أرقى شوارع التسوق في منطقة بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا، أزال الباعة المجوهرات من نوافذ العرض في متجري تيفاني آند كو وفان كليف آند آربلز.

وفي حين بدا أن التصويت في يوم الانتخابات سار بسلاسة في معظم الأماكن، كانت هناك بعض المشكلات المتفرقة.

فقد مدد مجلس انتخابات ولاية نورث كارولاينا الثلاثاء التصويت في أربعة مراكز اقتراع فتحت أبوابها في وقت متأخر. ونتيجة لذلك، ستتأخر نتائج التصويت المبكر والبريد على مستوى الولاية إلى أن يتم إغلاق جميع مراكز الاقتراع، حسبما ذكرت صحيفة رالي نيوز آند أوبزرفر.

وقالت أيضا مقاطعة هيدالجو بولاية تكساس على موقع تويتر إن جميع مواقع الاقتراع وعددها 74 ستبقى مفتوحة لمدة ساعة إضافية بعد أن واجهت 10 مواقع "مشكلات في تسجيل الوصول إلى الكمبيوتر المحمول".

وحتى بمجرد الإدلاء بالأصوات، يشعر بعض الأميركيين بالقلق من طول فترة فرز الأصوات في الولايات المحورية، مما يجبر البلاد على الانتظار لأيام أو أكثر قبل ظهور فائز واضح إذا كانت النتيجة متقاربة.

وقال ترامب، الذي لا يعطيه منصبه أي سلطة على فرز الأصوات الخاضع لسلطة الولايات، إنه يعتقد أنه يجب على الولايات ببساطة التوقف عن فرز الأصوات بمجرد انتهاء الثلاثاء.

رويترز