ذكرت شبكة سي أن أن الأميركية، الجمعة، أنه تم حظر الطيران فوق منزل المرشح الديمقراطي جو بايدن في ديلاور، الذي يقترب من الفوز في الانتخابات الرئاسية. 

وتقدم بايدن بفارق طفيف على منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب في ولاية جورجيا الحاسمة الجمعة، وازداد اقترابا من الفوز في سباق محتدم إلى البيت الأبيض، فيما يستمر فرز الأصوات في بضع ولايات متأرجحة.

وتقدم المرشح الديمقراطي على منافسه الجمهوري في ولاية بنسلفانيا (20 صوتا) بعد فرز أكثر من 95% من الأصوات، وفق وسائل إعلام أميركية.

ووفقا لمعظم شبكات التلفزيون الكبرى، حصل بايدن على 253 صوتا في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز في الانتخابات مقابل 214 صوتا لترامب.

وإذا نجح بايدن في الفوز بجورجيا والحصول على أصواتها الستة عشر، فسيصل إلى عدد الأصوات المطلوبة في المجمع الانتخابي لإعلان الفائز بالرئاسة وهو 270 صوتا.

وسيصبح بايدن (77 عاما) الرئيس المقبل للولايات المتحدة إذا فاز بولاية بنسلفانيا أو باثنتين من الولايات الثلاث: جورجيا ونيفادا وأريزونا. وتبدو فرص ترامب أصعب إذ يحتاج للفوز بكل من بنسلفانيا وجورجيا وكذلك هزيمة بايدن في نيفادا أو أريزونا.

وتقدم بايدن على ترامب بواقع 1097 صوتا في جورجيا حيث يستمر فرز الأصوات الجمعة.

وجاء تحول الوضع في جورجيا بعد ساعات من ظهور ترامب في البيت الأبيض وقوله إن الانتخابات "سُلبت" منه دون أن يقدم دليلا.

وأخذ تقدم ترامب يتقلص باطراد في جورجيا، تلك الولاية الجنوبية التي لم تعط صوتها لمرشح رئاسة ديمقراطي منذ وصول بيل كلينتون إلى البيت الأبيض في 1992، في حين يعكف المسؤولون على فرز عشرات الآلاف من الأصوات جاء العديد منها من مناطق نفوذ للديمقراطيين مثل مدينة أتلانتا.

ولا يزال يتعين على الولاية أيضا فرز أصوات أفراد الجيش والمقيمين في الخارج وكذلك بطاقات التصويت المؤقتة لناخبين أدلوا بصوتهم في يوم الانتخابات لكنهم واجهوا مشكلات تتعلق بالتسجيل أو الهوية.

ويواصل بايدن تقليص الفارق مع منافسه الجمهوري المتقدم في بنسلفانيا. وأصبح الفارق بينهما لا يتجاوز 18 ألف صوت ومن المتوقع أن يستمر تناقص الفارق نظرا لأن الكثير من الأصوات التي تنتظر الفرز جاءت من مناطق يسيطر عليها الديمقراطيون.

وحافظ بايدن على تقدم طفيف في ولايتي أريزونا ونيفادا. ففي أريزونا تقلص تقدمه على ترامب إلى حوالي 47 ألف صوت وفي نيفادا كان متقدما بنحو 11500 صوت.

تقدم ترامب يتقلص

سعى ترامب (74 عاما) لتصوير عملية الفرز البطيئة للأصوات الواردة بالبريد على أنها مشوبة بتلاعب. وقد زاد اللجوء لهذا الشكل من التصويت تجنبا للتعرض لمخاطر التقاط عدوى كورونا عند الحضور الشخصي لمراكز الاقتراع. ولدى إحصاء هذه الأصوات، قوضت تقدم ترامب القوي الذي ظهر في البداية في ولايات مثل جورجيا وبنسلفانيا.

وعادة ما يستغرق إحصاء كل الأصوات وقتا بعد يوم الانتخاب.

وأطلق ترامب عدة تغريدات في الساعات الأولى من اليوم الجمعة ردد فيها من جديد الشكاوى التي أعلنها في وقت سابق في البيت الأبيض. وكتب "أفوز بسهولة برئاسة الولايات المتحدة بالأصوات القانونية التي تم الإدلاء بها"، دون أن يقدم أي دليل على وجود أي أصوات غير قانونية.

ووضع موقع تويتر تحذيرا على تغريدة ترامب تشير إلى احتمال حملها معنى مضللا، مثلما فعل مع العديد من منشورات ترامب منذ يوم الانتخابات.

وفي هجوم غير معتاد على العملية الديمقراطية، ظهر ترامب في قاعة المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض مساء الخميس وادعى دون دليل أن الانتخابات "سُلبت" منه.

وهاجم ترامب دونما سند العاملين بالانتخابات وانتقد بشدة الإدلاء بالأصوات قبل يوم الانتخابات والذي قال إنه كان يهدف للنيل من عملية التصويت ذاتها لصالح بايدن.

"التلاعب في الانتخابات"

تحدث ترامب في قاعة المؤتمرات الصحفية بالبيت الأبيض وقال "يحاولون التلاعب في الانتخابات ولا يمكن أن نسمح بهذا". ثم غادر القاعة دون أن يتلقى أسئلة.

أما بايدن الذي حث في وقت سابق من اليوم على التحلي بالصبر لحين الانتهاء من فرز الأصوات فرد على تويتر "لن يسلبنا أحد ديمقراطيتنا، لا الآن ولا في أي وقت".

من ناحية أخرى تقدمت حملة ترامب بمجموعة من الطعون القضائية في عدة ولايات على الرغم من أن القضاة في جورجيا وميشيجان سرعان ما رفضوها. وقال خبراء قانونيون إن هذه الطعون ليس لها فرصة تذكر للتأثير على نتيجة الانتخابات، ووصفها بوب باور كبير المستشارين القانونيين بحملة بايدن بأنها جزء من "حملة تضليل أوسع نطاقا".

ويكشف تقارب السباق مدى الانقسام السياسي في الولايات المتحدة، في حين يلقي فرز ملايين الأصوات المرسلة بالبريد الضوء بشدة على جائحة كورونا التي تلقي بغيومها على البلاد.

رويترز