يحيي الأردن السبت، الذكرى المئوية الأولى على وصول الملك المؤسس عبدالله بن الحسين إلى معان، حيث وضعت أسس الدولة الأردنية.

مؤرخون قالوا، إن وصول الأمير عبد الله بن الحسين، آنذاك، إلى مدينة معان الذي شد رحاله بالقطار إليها، الخطوة الأولى لوضع أسس الدولة الأردنية، وإنقاذها من حالة الفراغ الإداري والاستهداف الفرنسي.

وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها الملك المؤسس في معان (3 أشهر)، إلا أنها "كانت ملأى بأحداث مهمة أسست لظهور تيار قومي عربي، وإنشاء الدولة الأردنية المعاصرة"، وفق وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، عادل الطويسي.

مؤرخون تحدثوا عن اتخاذ الملك المؤسس عند وصوله إلى معان، أحد أبنية السكة الحديدية الحجازية التي بنيت عام 1904 ميلادي، مقرا للدفاع الوطني، وقصرا للقيادة والإدارة، وكان القصر مصدر إشعاع فكري وتنويري لأحرار الأمة العربية، وانبثقت منه القرارات السياسية، وأول جريدة في شرق الأردن حملت اسم "الحق يعلو"، ومنه غادر إلى عمان في 28 شباط/فبراير 1921.

وأسبغ الملك المؤسس عبد الله بن الحسين على مقر الدفاع الوطني صفة عسكرية تتوافق مع طبيعة الأوضاع السائدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى وما تبعها من نقض دول التحالف لوعودها للشريف الحسين بن علي والد الملك المؤسس ومفجر الثورة العربية الكبرى في مساعدته لإنشاء المملكة العربية في بلدان المشرق العربي، يضيف الطويسي.

وشهدت معان منذ وصول الملك المؤسس إليها انعقاد أول مؤتمر قومي عربي في مقر الدفاع الوطني، تداعى لحضوره قادة وشيوخ العرب في بلدان بلاد الشام كافة، وصدر عنه بيان أكد تمسك أبناء الأمة العربية بحقوقهم التي حرمهم الأتراك منها وأهمها إنشاء دولة عربية في المشرق العربي، وفق الطويسي.

ومعان تمثل بوابة المد الهاشمي لإنشاء أول دولة عربية بعد الحكم العثماني الذي دام لحوالي 400 عام، كما هي بوابة الفتح الإسلامي إلى شمال الجزيرة العربية وآسيا وأوروبا، يقول الطويسي.

أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية المؤرخ علي محافظة، قال إن القادة السياسيين العرب طلبوا من الشريف الحسين بن علي قبل 100 عام، إرسال أحد أنجاله لقيادة الثورة واسترجاع عرش سوريا من الفرنسيين، بعدما اندلعت الثورات ضد الفرنسيين في مختلف أنحاء سوريا وفي جنوب لبنان.

وكانت الفوضى والاضطرابات تشهد بلاد الشام في أعقاب انهيار المملكة السورية، وبعد هزيمة الجيش العربي في معركة ميسلون أمام القوات الفرنسية التي تقدمت إلى دمشق فاحتلتها في 24 آذار/مارس 1920، وفق محافظة.

بينما كانت شرقي الأردن تشهد في ذلك الوقت، تكون حكومات محلية في شمالي البلاد ووسطها وجنوبها للحفاظ على الأمن والاستقرار في انتظار وصول الأمير الهاشمي.

المؤرخ بكر خاز المجالي، قال إن قدوم الأمير عبد الله إلى معان "يعد نقطة تحول في تاريخ النهضة العربية بعد انتهاء المملكة العربية السورية في دمشق"، حيث كانت منطقة بلاد الشام تعيش حالة من الفراغ الإداري وغياب القيادة العربية.

"القادة السياسيين والمتنورين العرب هرعوا إلى لقاء الأمير عبد الله في معان بعد وصوله إليها، وبحثوا معه مستقبل المنطقة على قاعدة أن تبقى جذوة المقاومة العربية وحركة التحرر العربي هي العنوان الذي أراد العرب الالتزام به والسير مع القائد الأمير عبد الله، فتحولت معان إلى عاصمة عربية كمنطلق لوجه عربي جديد"، وفق المجالي.

المؤرخ محمد عطاالله المعاني قال إن وصول الأمير عبدالله بن الحسين إلى معان خلق ارتباكا سياسيا، لمختلف القوى المحلية والدولية في المنطقة، ما أعطى حركة الأمير عبدالله دفعة إلى الأمام، وأوراقا رابحة إضافية.

ويلفت المعاني إلى أن للملك المؤسس بعد تأسيس الإمارة كان يتابع عن كثب أحوال معان وأهلها ويؤسس لمسارات تنموية عكست الروح الطموحة للملك المؤسس إذ وضع مداميك القوة للسياحة الأردنية عندما حول مطار معان المدني لتقلع منه طائرة كل ثلاثاء لبيروت لتوفير سبل الراحة للسياح ومكن لهم التنقل بين البتراء ومعان عبر سيارات نقل.

إضافة إلى إنشاء مضمار للسباق الخيل والهجن كان يرمي من ذلك توطيد علاقة أبناء معان بالبدو.

بترا