تواجه سجلات أداء تقييم 219 ألف موظف حكومي رأيا علميا أكاديميا فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد، بتحويلها من ورقي إلى الكتروني، الأمر الذي بدأت به الجامعة الأردنية ليصبح جاهزا العمل به منذ العام 2021، لنحو 3 آلاف موظف إداري لديها.

سجلات الأداء خلال العام 2020، ستأخذ بعين الاعتبار عند تعبئتها، انقطاع الموظفين عن العمل جسديا، لكنهم واصلوا تقديم أعمالهم عن بعد. وخلال العام الحالي بدأت فترات العمل عن بعد منذ منتصف شهر آذار/مارس الماضي، ولفترات مختلفة كان أكثرها 90 يوما، مما يفتح الباب واسعا أمام إجراءات جديدة على آلية التقييم في الظروف الاستثنائية.

وتواجه عدد من الوظائف مشكلة التقييم في عملها عن بعد، خاصة تلك التي تعمل في الميدان، ومن بينها العاملون في الحركة والصيانة أو الرياضة والنشاطات المختلفة، لكن مختصين حددوا التقييم فيها سيكون بناء على الإنجاز من الخطة وعدم ربطه بساعات العمل.

وقالت المتخصصة بالإدارة العامة في الجامعة الأردنية، جمانة الزعبي، إن جائحة كورونا تفرض على الإدارة العامة في الدولة الأردنية، تقديم حلول جديدة تأخذ بعين الاعتبار وقف التعامل الورقي بسجلات الأداء لخطورته الصحية مع انتشار الفيروس، وأن الحل اليوم هو بتحويل هذه السجلات من ورقية إلى إلكترونية.

وأضافت أن عملية التقييم لن تختلف كثيرا بل ستزداد دقة وتوفيرا للوقت والجهد في ظل وجود بنية تحتية إلكترونية في مختلف المؤسسات الحكومية أو الخاصة.

"لا ضير في بقاء بعض التقارير ورقية، لكن الأغلب الأعم يجب تحويلهإ إلى إلكتروني، وهناك برامج تتابع كل خطوة في العمل الإلكتروني، وتصبح عمليات التقييم أسرع"، وفق الزعبي، التي اقترحت تشكيل لجنة حكومية تقوم بتحويل سجلات الأداء من ورقية إلى الكترونية ويبدأ العمل بها من العام المقبل.

المدير الإداري في وزارة التربية والتعليم، عبد الله العموش، قال إن "عملية تقييم الأداء في هذه الفترة الاستثنائية من كورونا تقوم على ما تم إنجازه من خطط، وليست مقترنة بساعات عمل، وكان شعار التقييم هو العمل بالإنجاز".

واتفق عموش مع الزعبي على تحويل سجلات الأداء إلى إلكترونيا.

مدير دائرة الموارد البشرية في الجامعة الأردنية، حسان العبادي، قال إن الجامعة أنجزت نحو 90% من مشروع تحويل السجلات الورقية للموظفين الإداريين إلى سجلات تقييم أداء إلكترونية، متوقعا الانتهاء منها نهاية الشهر الأول من العام المقبل.

وأوضح أن التقييم الإلكتروني "سيشمل 2700 موظف إداري في الجامعة، وستنتقل عملية تعبئة النموذج الورقي إلى إلكتروني، وسيضمن السرعة وجمع العلامات بعيدا عن الخطأ".

"العملية في السابق كانت تحتاج إلى نقل كل هذه السجلات إلى الموارد البشرية وتعبئتها، إلا أن الطريقة الجديدة سيتم من خلالها الاستغناء عن كل هذه المراحل، والاكتفاء بمندوب مع موظف الموارد البشرية لتدقيق التقييم قبل تثبيته، إضافة إلى وجود نظام يبين أي تعديل أو تغيير على سجل التقييم في كل مرحلة من مراحله"، وفق العبادي.

ولفت إلى أن "التزوير في التقييم قد يحدث ورقيا وإلكترونيا، لكن عملية ضبطه في النسخة الإلكترونية أكثر دقة وضبطا، وهي عملية ستخضع أيضا للتقييم والمراقبة حتى تستوي بشكل نهائي".

رئيس ديوان الخدمة المدنية، سامح الناصر، أكد أن "الحظر لم يوقف العمل بل تحول عن بعد، وهناك واجبات مطلوبة من الموظفين، ويتم التقييم بناء على هذا العمل من قبل الرئيس المباشر".

وأضاف أن الوسائل التكنولوجية الحديثة "ساهمت بمتابعة الأداء وضبطته بشكل أكبر لدى الموظفين خلال جائحة كورونا، وهناك متابعة للموظفين من خلال عقد اجتماعات عبر تطبيق التواصل المرئي".

"لا تغيير على طريقة التقييم عبر سجلات الأداء خلال العام 2020 الذي شهد ظروفا استثنائية على العالم والأردن بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد"، وفق الناصر الذي قال إن "الديوان بصدد مراجعة هذه الإجراءات بدءا من العام 2021".

وأكد أن "الديوان انتقل من مرحلة تقييم الأداء إلى مرحلة إدارته، وسيكون التعامل نوعي بحيث يتم ربط الحوافز والمكافآت بأداء كل موظف وهذا يتم لأول مرة".

ولفت إلى أن "كل دول العالم اعتمدت العمل عن بعد خلال فترة الجائحة ورغم غياب الموظف الجسدي عن مكان العمل، لكنه يقوم به عبر وسائل الاتصال الحديثة، والأردن متطور جدا في البنية التحتية الإلكترونية في مؤسسات الدولة كافة".

وتشير أرقام ديوان الخدمة المدنية إلى وجود 219 ألف موظف يخضعون لتقييم سجلات الأداء الورقية، بما فيهم موظفو وزارة التربية والتعليم والصحة.

بترا