يحيي العالم في الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام "اليوم العالمي للإيدز"، لإظهار الدعم للأشخاص المصابين والمتأثرين بفيروس نقص المناعة البشرية، وتذكر أولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب هذا المرض.

وفي عام 2020، ركزت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) اهتمام العالم على الصحة، وكيف تؤثر الأوبئة على الحياة وسبل العيش.

وتظهر الجائحة مرة أخرى كيف ترتبط الصحة بالعديد من القضايا الحرجة الأخرى، مثل الحد من عدم المساواة، وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين والحماية الاجتماعية والنمو الاقتصادي. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فقد تم اختيار موضوع اليوم العالمي للإيدز هذا العام تحت عنوان "التضامن العالمي مسؤوليتنا المشتركة".

وأظهر كوفيد-19 أن لا أحد في مأمن حتى يصبح الجميع آمنين. وإهمال احتياجات الناس، وتركهم ليتخلفوا خلف الركب ليس خيارًا إذا أردنا تحقيق النجاحات، كما أصبح جليا أن القضاء على الوصمة والتمييز ووضع الناس في مركز السياسات وإرساء استجاباتنا في نهج حقوق الإنسان، والنُهج المستجيبة للنوع الاجتماعي أمر أساسي لإنهاء الأوبئة مثل فيروس نقص المناعة البشرية وكوفيد-19.

"طوارئ لا تزال قائمة"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بهذه المناسبة، إن الصحة حق من حقوق الإنسان. ويجب أن تكون الصحة أولوية استثمارية عليا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. فلنعترفْ، في هذا اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، بأنه للتغلب على كوفيد-19، والقضاء على الإيدز، يجب على العالم أن يتضامن، ويتقاسم المسؤولية.

"رغم النجاحات الكبيرة التي تحققت، لا تزال حالة الطوارئ المتعلقة بالإيدز قائمة. فما زال فيروس نقص المناعة البشرية يصيب 1.7 مليون شخص كل عام، ويقتل نحو 360 ألف شخص. وتعني أوجه عدم المساواة أن الأشخاص الأقل قدرة على الدفاع عن حقوقهم لا يزالون هم الأشد تضررا" بحسب غوتيريش.

وأضاف: "توفر تجارب التصدي لفيروس نقص المناعة البشرية دورسا عديدة يمكن الاستفادة منها في مكافحة كوفيد-19. ونحن نعلم أنه من أجل القضاء على الإيدز، ودحر كوفيد-19، يجب أن نقضي على الوصم والتمييز، وأن نضع البشر في قلب الاهتمام، وأن نتخذ من حقوق الإنسان والنُهج المراعية لمنظور تمايز الجنسين أساسا لتدابير المواجهة التي نستخدمها".

"ينبغي ألا تكون الثروة العامل الذي يحدد حصول الناس على الرعاية الصحية التي يحتاجونها. فنحن بحاجة إلى لقاح للوقاية من مرض كوفيد-19 وعلاجات لفيروس نقص المناعة البشرية، ورعاية ذات صلة تُتاح كلها للجميع بأسعار معقولة في كل مكان"، بحسب الأمين العام.

"الإصابات تنخفض"

مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، قال: "أحرز العالم تقدما كبيرا على مدار الأعوام العشرة الماضية، وانخفضت الإصابات بمرض الإيدز بنسبة 23% منذ عام 2010، والوفيات المرتبطة بالمرض بنسبة 39%.

وأضاف: "كان لجائحة كوفيد-19 تأثير عميق على الأشخاص الذين يعيشون مع الإيدز، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الأمراض".

وبحسب المنظمة، تشير الدلائل إلى أن المتعايشين مع الإيدز قد يكون لديهم خطر متزايد للإصابة بأمراض خطيرة والوفاة من كوفيد-19.

"حقائق وأرقام"

عالميا، وصل عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية إلى 37.9 مليون شخص.

تلقى 23.3 مليون شخص العلاج المضاد للفيروسات العكوسة، فيما وصل عدد المصابين حديثا بفيروس نقص المناعة البشرية إلى 1.7 مليون شخص، وقضت الأمراض المرتبطة بالإيدز على نحو 770000 شخص.

"تشويش على الخدمات"

وقد تفاقم الخطر المتزايد بسبب الاضطرابات في علاج المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

وقال تيدروس: "في دراسة استقصائية أجرتها المنظمة في 127 دولة في وقت سابق من هذا العام، أفاد أكثر من الربع بحدوث تعطيل جزئي في تقديم العلاج بمضادات الفيروسات للمصابين بالإيدز".

وأضاف: أدخلت دول عديدة المزيد من الاختبارات الذاتية لفيروس الإيدز، لدعم الرعاية الذاتية، وتجنب حاجة الأشخاص إلى زيارة العيادات أو المستشفيات. وحث مدير عام منظمة الصحة البلدان على الحفاظ على هذه الابتكارات كجزء من "الوضع الطبيعي الجديد" والمساعدة في توسيع نطاق اختبار فيروس نقص المناعة البشرية، وعلاجه للأشخاص الذين يحتاجون إليه.

وقال: "علمتنا الجائحة أنه في مواجهة تهديد صحي عاجل، يمكن للعالم أن يتحد معا بطرق جديدة لدحره".

المملكة