شدّد الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس المحتلة الشهر الماضي، وخاصة المسجد الأقصى، حيث جرى اقتحامه 23 مرة من قبل مستوطنين متطرفين يهود، وقوات شرطة الاحتلال.

وشهد الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل مخططات تهويدية خطيرة، ومنع الاحتلال رفع الأذان فيه 47 وقتا، وأغلقه ليومين؛ بحجة الأعياد اليهودية.

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في تقرير لها، الثلاثاء، قالت إن المتطرف "يهودا غليك" وبرفقة مستوطنين اقتحموا أكثر من مرة الأقصى من باب المغاربة، بحراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أعقبها اقتحام مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للأقصى.

وعلى المستوى السياسي، اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي السابق أوري أرئيل، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق موشيه فيغلن الأقصى، وتنوعت الاقتحامات بين مستوطنين متطرفين، وطلبة معاهد، وجنود وعناصر مخابرات، ولأول مرة حراس يرتدون زيا موحدا رافقوا مستوطنين اقتحموا الأقصى.

وشهد الشهر الماضي تطورات مهمة وخطيرة، حيث مدّد الاحتلال فترة الاقتحامات للمسجد الأقصى لمدة 45 دقيقة إضافية، وإبعاد نائب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ ناجح بكيرات، ومدير مركز ترميم وحفظ المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو، وطلب مؤسسة "تراث جبل المعبد" إلى ما يسمى وزير الأمن الداخلي السماح لأتباع المدارس الدينية بأن يقضوا كامل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة، وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى.

وحسب التقرير، نفذت سلطات الاحتلال عدة مخططات، منها: تغيير اسم باب العمود إلى اسم عبري ، والمخطط الخطير الآخر هو "وادي السيليكون"، وهو من أضخم المشاريع الإسرائيلية، الذي يعد لتنفيذه في مدينة القدس، وصادقت بلدية الاحتلال على تنفيذه على أنقاض المنطقة الصناعية في حي وادي الجوز، لتحويلها إلى منطقة جذب واستثمار استيطانية على حساب أراضي المقدسيين.

والمخطط الآخر يتمثل بتحويل شارع صلاح الدين في مدينة القدس إلى شارع مخصص للمشاة فقط، دون إيجاد أي بديل، ويأتي ضمن مشروع كبير يهدف إلى تفريغ القدس من أهلها، والحد من التكاثر الديمغرافي في المدينة المقدسة، وخطوة لتغيير ملامح مدينة القدس ومرافقها، ويواصل الاحتلال أيام الجمع منع الكثير من المصلين من الوصول للمسجد الأقصى، ومن حالفه الحظ بالوصول سلك طرقا بعيدة وعبر سلسلة من الحواجز، والتفتيش، والتدقيق.

وهدمت بلدية الاحتلال درجا قرب المقبرة اليوسفية يؤدي إلى باب الأسباط أحد أبواب الأقصى، وشرع الاحتلال بمسح أراضي المقبرة هناك، ووضعوا علامات في المكان، ولم تعرف أهداف هدم الدرج، أو ما يجري في منطقة باب الأسباط.

وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت أنها ستضع أعمدة إسمنتية خاصة بمشروع "تل فريك" تهويدي تنوي إقامته قرب البلدة القديمة، وصولا لجبل الزيتون الذي يطل على الأقصى.

وأكدت الوزارة أن جميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية المسجد الأقصى والبلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها والمواقع الملاصقة لها لن تنجح بفعل الصمود الأسطوري لأبناء شعب فلسطين.

بترا