نددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقرار واشنطن قطع المعونة عنها، رافضة الانتقادات الأميركية الموجهة إليها، بحسب ما أفاد المتحدث باسمها ليل الجمعة.

وكتب المتحدث باسم أونروا كريس غونيس على تويتر أن الوكالة "تعرب عن أسفها العميق وخيبة أملها لإعلان الولايات المتحدة أنها ستتوقف عن توفير التمويل للوكالة بعد عقود من الدعم السياسي والمالي الثابت".

وقال "نرفض بأشد التعابير الانتقاد الموجه إلى مدارس أونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة الطارئة بأنها منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".

وقال المتحدث الرسمي باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سامي مشعشع السبت إن قرار واشنطن قطع المعونة عنها سيؤثر "كماً وكيفاً" على خدمات المنظمة الدولية، خاصة الطارئة في قطاع غزة وسوريا.

مشعشع وصف القرار الأميركي في تصريحات لقناة المملكة بـ "الصعب والسياسي"، مضيفاً ان القرار "يبدو نهائيا"، لكنه طالب واشنطن بإعادة النظر فيه.

"لن ننتظر حتى يعاد النظر في القرار، فنحن نتحرك على كل الأصعدة، وفتحنا العام الدراسي ولا نريد إقفاله، " وفقل لمشعشع، الذي أضاف: "نتحرك على أساس أنه لا يوجد أموال قادمة من أميركا في 2019".

مشعشع رحب بـدور الدبلوماسية الأردنية قائلاً إنها “تميزت منذ بداية العام بهجمة شرسة من طرفها لحماية الوكالة وحشد الموارد، وكان لوزارة الخارجية دور محوري..."

وأعلن مشعشع أن المفوض العام لأونروا، بيير كرينبول، "سيكون متواجداً في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية في القاهرة، وسيكون له كلمة مهمة في محاولة لرفع مستوى التبرعات العربية."

"نريد من الدول العربية أن تزيد من مستوى تبرعاتها، ونريد من الدول التقليدية المتبرعة أن تتبرع أكثر،" حسب مشعشع. "هناك أمور مبشرة من بعض الدول أنها ستزيد من مستوى تبرعاتها."

وقال مشعشع أنه "بالرغم من كل هذه التحديات ستستطيع أونروا اجتياز هذه العقبة" معتبراً أن "الوكالة ليست للبيع، والقرار الأميركي ليس قدراً محتماً".

وكان مشعشع قال في بيان وصل موقع المملكة الإلكتروني نسخة منه "إن هذه البرامج تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية وأبهرها نتائجا في الشرق الأوسط."

وأضاف "أن مجتمع البلدان الدولي، ومانحينا والبلدان المستضيفة لنا قد أشادوا باستمرار بالأونروا لما تقدمه من إنجازات ومعايير. وقد وصف البنك الدولي أنشطتنا بأنها "مصلحة عامة عالمية" واعترف لنا بإدارتنا لواحد من أكثر النظم المدرسية فعالية في المنطقة والتي غالبا ما يتفوق طلبتها على أقرانهم في المدارس العامة".

وبحسب البيان "في يناير 2018، أبلغت الولايات المتحدة عن تخفيض قدره 300 مليون دولار في الدعم الذي تقدمه لميزانية أونروا، إذ قدمت 60 مليون دولار مقارنة بـ364 مليون دولار في عام 2017. وبعد إعلان اليوم، ستواصل أونروا بمزيد من التصميم التواصل من أجل حشد الدعم مع الشركاء الحاليين - 20 منهم حتى الآن ساهموا بمزيد من المال مقارنة بعام 2017، بما في ذلك دول الخليج وآسيا وأوروبا - ودول أخرى جديدة".

كما قال مشعشع "نحن ممتنون للغاية للتضامن الواسع النطاق الذي عمل وضعنا غير المسبوق على خلقه وممتنون أيضا لسخاء العديدين من المانحين والذي مكننا من البدء بالعام الدراسي في موعده المقرر من أجل 526 ألف فتاة وصبي في هذا الأسبوع."

وأضاف "أن هذا هو ما تعنيه أونروا، وبوصفنا جهاز تابع للجمعية العامة للأمم المتحدة فإننا سنواصل تقديم خدمات ومساعدات عالية الجودة لأكثر من 5,4 مليون لاجئ من فلسطين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا".

كذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "أسفه" لقرار واشنطن، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان.

وأكد البيان أن "أونروا تحظى بثقة الأمين العام الكاملة" مشيرا إلى أنها "تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين وتساهم في إحلال الاستقرار في المنطقة".

ودعا "الدول الأخرى إلى المساعدة في سد العجز المالي" الذي تواجهه أونروا حتى "تتمكن من الاستمرار في تقديم مساعدتها الحيوية" للفلسطينيين، منوها بالجهود التي بذلتها المنظمة للتكيف بعد خفض التمويل الأميركي في مطلع العام.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت أعلنت الجمعة في بيان أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب بعدما "درست بعناية المسألة، قرّرت أن الولايات المتحدة لن تقدّم بعد اليوم مساهمات إضافية إلى أونروا".

وأضافت "عندما قمنا بمساهمة أميركية قدرها 60 مليون دولار في يناير، قلنا يومها بوضوح إنّ الولايات المتحدة لا تعتزم تحمّل النسبة غير المتكافئة بالمرّة من أعباء تكاليف أونروا والتي تحمّلناها سنوات عديدة".

ولاحقاً استنكرت السلطة الفلسطينية قرار الولايات المتحدة، مطالبةً دول العالم بـ"رفض هذا القرار وتوفير كلّ ما هو ممكن من دعم للوكالة".

وقال أمين سر اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين صائب عريقات في بيان "نحن نرفض ونستنكر هذا القرار الأميركي جملة وتفصيلاً، فلا يحقّ للولايات المتحدة الأميركية إلغاء وكالة أونروا التي تشكلت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وطالب عريقات دول العالم بـ "رفض هذا القرار، وتوفير كلّ ما هو ممكن من دعم لوكالة أونروا احتراماً لقرار الأمم المتحدة المنشئ لوكالة أونروا، إلى حين حلّ قضية اللاجئين من جميع جوانبها كما نص قرار" إنشاء الوكالة الأممية.

من جهتها رحبت إسرائيل السبت بقرار الولايات المتحدة قطع التمويل عن أونروا، متهمة إياها بإطالة أمد النزاع في الشرق الأوسط.

والولايات المتحدة التي كانت على مدى عقود المساهم الأوّل في موازنة أونروا، خفّضت في يناير بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ إنّها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في العام 2017.

وأضاف بيان الخارجية الأميركية أنّ "الولايات المتحدة لن تُقدّم مزيداً من الأموال لهذه الوكالة المنحازة بشكل لا يمكن إصلاحه"، متهمة أونروا بأنها تزيد "إلى ما لا نهاية وبصورة مضخّمة" أعداد الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم وضع اللاجئ.

المملكة + ا ف ب