تعهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تلقيح مئة مليون شخص في الولايات في الأيام المئة الأولى من ولايته بعدما أصبحت بريطانيا الثلاثاء أول دولة غربية تبدأ عمليات التطعيم.

وأتى وعد بايدن فيما أحصت الولايات المتحدة الثلاثاء نحو 220 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، وهي حصيلة قريبة من أعداد الإصابات التي كانت سُجّلت خلال الأيام الأخيرة في البلاد، حسب تعداد لجامعة جونز هوبكنز.

وقالت الجامعة التي تُحدّث بياناتها باستمرار إنّ عدد الوفيات الجديدة جرّاء الفيروس في البلاد خلال الفترة الزمنية نفسها (24 ساعة) بلغ نحو 2500.

ويواصل عدد الأشخاص الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب كوفيد-19 في الولايات المتحدة الارتفاع. وهناك حاليا أكثر من مئة ألف في المستشفيات. 

في المجموع، أصيب أكثر من 15 مليون شخص بكوفيد-19 في الولايات المتحدة منذ بدء الجائحة. وتوفي أكثر من 286 ألفا في البلاد من جراء الفيروس.

ونبَّه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى أنّ عدم توصّل الكونغرس سريعا الى توافق على الصعيد الماليّ لمكافحة الوباء سيؤدي إلى تأخّر في حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد وربّما توقّفها.

وتعهد بايدن أن إدارته ستنجز ما لا يقل عن مئة مليون عملية تلقيح في الأيام المئة الأولى من توليه السلطة.

في المقابل، وقّع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب مرسومًا يمنح بلاده أولوية في تسلّم اللقاحات المنتجة في الولايات المتحدة، قبل تصديرها إلى بلدان أخرى، لافتا الى أن البلاد قد تفتقر الى جرعات كافية بعد مرحلة التلقيح الأولى.

وتبدو الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير (أف دي إيه) مستعدة للترخيص في الأيام المقبلة للقاح فايزر/بايونتيك ضد فيروس كورونا المستجد، ويبدو اللقاح فعالا من الجرعة الأولى بحسب بيانات جديدة.

- على جبهة اللقاحات -

وباشرت بريطانيا الثلاثاء حملة تلقيح واسعة النطاق لتكون بذلك أول دولة غربية تقدم على ذلك.

وأصبحت مارغريت كينان البالغة تسعين عاماً، أول شخص في العالم يتلقى اللقاح الذي طوّره تحالف فايزر/بايونتيك الأميركي الألماني، بعد قرابة أسبوع من إعطاء الضوء الأخضر لتوزيعه في بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في أوروبا مع قرابة 61500 وفاة.

وحتى الآن يتم اختبار 51 لقاحا محتملا على البشر وصل 13 منها إلى مرحلة التجارب النهائية، على ما تفيد منظمة الصحة العالمية.

وبلغت ثلاثة لقاحات خصوصا مرحلة متقدمة وهي فايزر/بايونتيك المستخدم في بريطانيا، ولقاح مختبر موديرنا الأميركي، وذلك الذي تنتجه استرازينيكا بالتعاون مع جامعة اكسفورد البريطانية.

وأصبح الأخير أول لقاح الثلاثاء تثبت مجلة "ذي لانسيت" العلمية المرجعية فاعليته بنسبة 70 %، كمعدل  وسطي.

وأعلنت الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير الثلاثاء أن لقاح فايزر/بايونتيك لا يطرح أي مخاوف محددة حول سلامته على البشر ويرجح ان ترخص له خلال الأسبوع الحالي.

ويتوقع أيضا ان ترخص في وقت لاحق للقاح موديرنا.

وقال رئيس الوزراء الكندي إن شركة فايزر/باينوتيك ستسلم بلاده أولى الجرعات في غضون أسابيع.

في الهند، ثاني أكثر دول العالم تضررا من الجائحة  بعد الولايات المتحدة، سعت شركتان للصيدلة، إحداهما "سيروم إنستيتوت"، أكبر مصّنع للقاحات في العالم، للحصول على ترخيص معجل للقاحهما.

وباشرت روسيا السبت إعطاء لقاح "سبوتنيك-في" الروسي للعاملين الاجتماعيين والطواقم الطبية والمدرّسين في موسكو، فيما بدأت بكين حملة تلقيح طارئة مع لقاح صنع في الصين.

في البرازيل، ستباشر ولاية ساو باولو، أحد مراكز انتشار الوباء في أميركا اللاتينية، حملة تلقيح في كانون الثاني/يناير مع توفير لقاح "كورونافاك" الصيني لأفراد الطواقم الطبية والمسنين والفئات الضعيفة.

وأعلنت الإمارات الأربعاء تسجيلها رسميا لقاح شركة "سينوفارم" الصينية ضد فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن النتائج الأولية أظهرت فعاليته بنسبة 86%.

- قيود جديدة -

وسُجلت في الإجمال في أوروبا أكثر من 20 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد رسميًا منذ وصول الفيروس إلى القارة مطلع العام 2020، وفقًا لتعداد لوكالة فرانس برس حتى الثلاثاء، استناداً إلى تقارير السلطات الصحية.

وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و545 ألفا و320 شخصا، في العالم فيما أصيب أكثر من 67 مليونا و540 آلاف و770 شخصا تعافى منهم 42 مليونا و919 ألفا و500 على الأقل حتى اليوم.

ومنذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر، تُسجّل يومياً أكثر من عشرة آلاف وفاة في العالم، وهو مستوى قياسي.

ورغم بدء حملات التلقيح، استمر فرض قيود جديدة في العالم.

فقد دعي 30 مليون شخص في ولاية كالفورنيا الأميركية الى ملازمة منازلهم.

في تونس، تنطلق أيام قرطاج السينمائية بدورتها الحادية والثلاثين في 18 كانون الاول/ديسمبر، في نسخة "استثنائية" بسبب جائجة كوفيد-19، لا سيما بعد إعلان السلطات الأحد تمديد حظر التجول الساري منذ تشرين الأول/أكتوبر للحد من تفشي الوباء حتى 30 كانون الأول/ديسمبر في كل أنحاء البلاد. وسيكون عدد الحاضرين محدودا خلال المهرجان الذي كان يستقطب سنويا جمهورا غفيرا.

في ألمانيا، حثت المستشارة أنغيلا ميركل المناطق التي تشهد نسبة إصابات عالية إلى تشديد القيود، فيما أعلنت الدنمارك إغلاق المدارس الثانوية والتكميلية والحانات والمقاهي والمطاعم في نصف مناطق البلاد.

أ ف ب