عقد المجلس الأعلى للسكان وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، الأربعاء، ورشة عمل حول الإجراءات والأولويات الوطنية للالتزامات العالمية لقمة نيروبي" المؤتمر الدولي للسكان والتنمية + 25- تسريع الوعد"، التي عقدت أواخر عام 2019، بمشاركة ممثلين عن جهات ذات علاقة.

وهدفت الورشة إلى مناقشة آخر المستجدات والإجراءات في مجال تنفيذ التزامات قمة نيروبي، واستعراض الأولويات الوطنية للالتزامات العالمية للقمة وأهداف التنمية المستدامة وتحديد الفجوات في هذا الإطار، ومناقشة التدخلات والإجراءات المتخذة من قبل الجهات الوطنية المعنية والتي شاركت ضمن الوفد الأردني بالقمة.

وأكدت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان عبلة عماوي خلال الورشة على أن قمة نيروبي هدفت لحشد الإرادة السياسية والالتزامات المالية للتنفيذ الكامل لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان التنمية 1994، وتضمنت قائمة التزامات عالمية ركزت على قضايا محددة بشأن التنمية والسكان وبالأخص للفئات الأكثر ضعفاً، والتي تم التأكيد فيها على العمل لتحقيق نتائج تحويلية تتمثل بإنهاء وفيات الأمهات والنفاس والتي يمكن الوقاية منها، وإنهاء الحاجات غير الملباه لوسائل منع الحمل الحديثة، وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة كزواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

وبينت عماوي أن الأردن أكد خلال القمة على التزامه بمحاورها وموضوعاتها والتي من أبرزها، التزامه ببرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وأولويات أهداف التنميةِ المستدامة، واستمراره في الالتزام بتقديم المعلومات والمشورة وخدمات تنظيم الأسرة ذات الجودة المستندة على المنهج الحقوقي وخاصة المناطق النائية والفئات الهشة، وسعيه لخفض مرض ووفيات الأمهات، إلى جانب التزامه بضمان حصول المراهقين والشباب على معلومات شاملة وملائمة للعمر من خلال تطبيق المعايير الوطنية لخدمات الصحة الجنسية والإنجابية الصديقة للشباب وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب (2019-2025).

وأضافت عماوي أن من المواضيع التي تم التأكيد على التزام الأردن بها ايضاً، استمرار العمل على الحد من العنف الجنسي والعنف المبني على النوع الاجتماعي من خلال تطبيق التشريعات الناظمة للحماية من العنف والحد من زواج الأطفال، وتنفيذ الاستراتيجيات والبرامج والخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية، والاستمرار بتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية لاستثمار العائد الديموغرافي.

وبينت عماوي أن أبرز التحديات التي تواجه إنجازات التنمية تتمثل في صعوبة التمويل وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة العربية، ارتفاع نسب السكان في فئات سن الشباب بمعدلات تفوق معدلات النمو الاقتصادي خاصة في ظل جائحة كورونا وتراجع فرصة الحصول على عمل، ضعف بيئة الخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية المقدمة للشباب وذوي الإعاقة واللاجئين، انخفاض معدل المشاركة الاقتصادية للمرأة.

وأوصت عماوي بأهمية الشمولية والعدالة في تقديم خدمات الصحة الإنجابية بالتركيز على فئة المراهقات والشباب وذوي الإعاقة، ودعم الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص وتعزيز الحكم الرشيد ومراجعة الأنظمة التشريعية لزيادة تمكين للمرأة اقتصادياً وتحقيق المساواة وحمايتها من التمييز والعنف، والاستثمار بالفرصة السكانية وتعزيز سياسات الحماية الاجتماعية، والاستهداف الأفضل للحالات الأكثر هشاشة وتقليص الفروقات حسب الأقاليم والحالة الاقتصادية.

واستعرض مدير البرامج في صندوق الأمم المتحدة للسكان / مكتب الأردن بوشتا مرابط خلال الورشة متابعة الصندوق لتنفيذ تعهدات الأردن خلال قمة نيروبي، مبينا أن أبرز تدخلات الصندوق في مجال تنفيذ هذه التعهدات تمثلت في التعاون مع وزارة الصحة وباقي الشركاء لدعم برنامج رصد وفيات الأمهات (MSDR)، وتقديم خدمات الصحة الإنجابية للاجئين السوريين وباقي الفئات الهشة في الأردن من خلال دعم عيادة الصحة الإنجابية والفرق الطبية المتنقلة، ودعم مشاركة الشباب في وضع الاستراتيجية الوطنية للشباب والتحالف الشبابي للأمن والحماية، وتقديم خدمات الوقاية من العنف المبني على النوع الاجتماعي في المراكز الصديقة للنساء والفتيات، والتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة والمجلس الأعلى للسكان لدعم جمع البيانات السكانية الأساسية ومتابعة تنفيذ توصيات وثيقة سياسات الفرصة السكانية.

وجرى خلال الورشة استعراض ومناقشة التدخلات والإجراءات المتخذة في مجال تنفيذ التزامات قمة نيروبي من قبل الجهات الوطنية المعنية والتي مثلها الوفد الأردني الذي شارك بالقمة، كما تم مناقشة التوصيات المقترحة لمواجهة تحديات التنفيذ والخطوات المستقبلية.

المملكة