حسمت الدوحة تصويتاً رياضياً جديداً، وفازت بحق استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030 على حساب جارتها الرياض التي نالت استضافة نسخة 2034، بعد انعقاد الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي الأربعاء.

ومنح اتفاق تم التوصل إليه مساء الثلاثاء برعاية رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، الفائز في التصويت حق استضافة 2030، مع إضافة بند غير مدرج يضمن للخاسر في التصويت استضافة نسخة 2034 من الحدث.

وأعلن الفهد "فوز قطر باستضافة ألعاب 2030، والرياض 2034"، بحيث نالت الدوحة 27 صوتا مقابل 10 للسعودية، وامتناع 8 دول عن التصويت بحسب المجلس الآسيوي.

وهذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها الدوحة الألعاب المقامة مرة كل أربع سنوات بعد 2006، فيما ستحتضنها السعودية للمرة الأولى، علماً أن قطر تستضيف أول مونديال كرة القدم في تاريخ الشرق الأوسط عام 2022، وأكدت رغبتها باستضافة أولمبياد 2032.

وتوصل الفهد الذي "استخدم كل مهاراته الدبلوماسية" بتفويض من مجلسه، إلى منح غير مدرج على جدول الأعمال لنسخة 2034 للخاسر في التصويت "صاحب أكبر عدد من الأصوات سيستضيف الألعاب الآسيوية 2030 والثاني في السباق سيحصل على استضافة نسخة 2034. حصل تفاهم أمس، واحتاج إلى دعمكم" لينال اقتراحه موافقة فورية من الجمعية العمومية.

وقارن رئيس اللجنة الاستشارية في المجلس الأولمبي الآسيوي ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السنغافوري ان جي سر ميانغ، ما حصل بقرار اللجنة الأولمبية الدولية، عندما وجدت حلا يقضي بمنح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2024 لباريس، وعام 2028 لمدينة لوس أنجليس الأميركية، لكن مع فارق عدم حصول تصويت في الحالة الأولمبية.

أكثر من تأجيل

وتأجل التصويت الإلكتروني ثلاث مرات؛ بسبب عطل تقني في حاسوب أحد موظفي المجلس الأولمبي بحسب الفهد. وبعد تأخير نحو ساعتين، صوتت 26 لجنة أولمبية وطنية حاضرة في القاعة ورقيا، و19 لجنة، معظمها من شرق وجنوب شرق آسيا، إلكترونيا.

وعلا هتاف الوفد القطري في القاعة احتفالاً بتحقيق الفوز، قبل توقيع عقدي الاستضافة لكل من الدوحة والرياض مع المجلس الآسيوي.

وتشهد الساحة الرياضية سباقاً جديداً بين قطر والسعودية المتنافستين لاستضافة كأس آسيا 2027 في كرة القدم، مع ملفات أخرى للهند وإيران وأوزبكستان.

وقال جاسم بن راشد البوعنين أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية بعد الفوز "واضح إن هناك اكتساحا كبيرا لدولة قطر بهذا الفوز ... أكدت هذه الانتخابات علو كعب الدبلوماسية الرياضية القطرية".

بدوره، قال رئيس اللجنة الأولمبية القطري الشيخ جوعان بن حمد "الفوز لم يأتِ من فراغ، منذ ثلاث أو أربع سنوات نعدّ هذا الملف، وهناك ملف أكبر يليه. أهنئ الزميل عبد العزيز بن تركي على استضافة نسخة 2034، ونتمنى لهم التوفيق".

وافتتح وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كلمات الوفد القطري، تبعه جوعان بن حمد الذي قال، إن "الرياضة تعتبر جزءاً من هويتنا الوطنية، وقمنا ببناء أكثر من 200 منشأة رياضية استضافت أكثر من 50 فعالية رياضية".

رفع بعدها البطل العالمي في القفز بالزانة معتز برشم قميصاً ارتداه عندما كان متطوعاً في آسياد 2006 "احتفظت به والدتي حتى الآن".

واستضافت الدوحة "في آخر 15 عاما أكثر من 500 حدث رياضي كبير بين بطولات ومؤتمرات ومعسكرات تدريبية" بحسب وفدها الرسمي.

"تحوّل كبير"

في المقابل، تقدّم الوفد السعودي وزير الرياضة- رئيس اللجنة الأولمبية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل الذي ردّ التحية لجوعان بن حمد على "تقديره والتزامه بالرياضة".

وشدّد على التحول الكبير في السعودية خصوصا في الرياضة النسائية "اليوم لدينا 25 فريقا نسائياً للألعاب الجماعية في السعودية".

وتابع "شعار ملف الرياض 2030 هو تحوّل المستقبل ... استضفنا فعاليات رياضية كبرى عدة، وشغفنا لاستضافة المزيد من الأحداث الرياضية الكبرى".

وأضاف بعد إعلان النتيجة "ما رجح الملف القطري عامل الوقت، فقد بدأوا قبلنا، والمنشآت جاهزة لديهم. استضافوا الكثير من هذه الفعاليات. كوننا ننافس ملفاً مثل ملف الدوحة، ونلقى إعجاب الكثير من المصوتين فهذا يدل على استعدادنا الجيد".

وتابع "لجنة التقييم أشادت بالملفين، لكنها رجحت نوعا ما ملف الدوحة؛ لأن عندهم إرث استضافة هذه البطولات. كنا نلعب على وتر أن تقام الدورة في سوق جديدة".

وعما إذا كانت هذه النتيجة ستنعكس على تصويت استضافة كأس آسيا 2027 لكرة القدم، أردف "لن يؤثر هذا الأمر على كأس آسيا 2027. بدأنا في وقت مناسب للتجهيز لهذا الملف".

وأضافت سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، عضو اللجنة الأولمبية الدولية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان "يمكنني التأكيد لكم أن المملكة جاهزة. أتطلع لرؤيتكم في الرياض عام 2030".

وأشار تقرير لجنة التقييم إلى أن "القرية الأولمبية في الدوحة سيتم بناؤها في مدينة لوسيل بصرف النظر عن ألعاب 2030، معظم المنشآت الرياضية جاهزة"، مشيراً إلى أن "قطر مساهمة مستمرة في الحركة الأولمبية في آخر 20 سنة".

واعتبر أن "ملف الرياض يتضمن استضافة مدينتين (الرياض والدمام)، في حين أن 57% من المنشآت موجودة والباقي سيتم بناؤها، ولقد بدأ العمل في القرية الأولمبية في مدينة القدية بصرف النظر عن الألعاب".

وجاء في خلاصة لجنة التقييم برئاسة الكزخي أندري كريوكوف "يمثل كلا المرشحين بعض المخاطر والتحديات. على الرغم من أن مخاطر الدوحة أقل بكثير بلا شك حيث يوجد بالفعل مستوى عالٍ من الجاهزية"، مشيرا إلى "ملاءمة الملفين".

وأضافت الخلاصة أن "مفهوم المدينتين في ملف الرياض يعزّز تطوير المنطقة، ويوفّر دعماً وطنياً أوسع للملف. سيحتاج توفيره نفقات أكبر لكل أصحاب المصلحة في كل المراحل ويخلق تحديات للجنة الأولمبية الوطنية في الألعاب".

السيطرة للصين

وتعتبر دورة الألعاب الآسيوية التي تعود فكرة إقامتها إلى رئيس الوزراء الهندي السابق جواهر لال نهرو، أكبر الدورات الرياضية في القارة وثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بحسب المجلس الأولمبي الآسيوي، حيث يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية.

وتقام النسخة المقبلة في مدينة هانغجو الصينية من 10 إلى 25 أيلول/سبتمبر 2022، والنسخة التي تليها في أيتشي-ناغويا باليابان عام 2026، علماً أن النسخة الأولى أقيمت في نيودلهي عام 1951 بمشاركة نحو 500 رياضي من 11 دولة تنافسوا في ست رياضات فقط.

وتُعدّ الصين دورات الألعاب الآسيوية خير إعداد لرياضييها للمنافسة على الميداليات في دورات الألعاب الأولمبية، فتفوقت في النسخ الأخيرة في إنشون الكورية الجنوبية عام 2014، ثم عام 2018 بجاكرتا وبالمبانغ في إندونيسيا، والتي شهدت مشاركة قياسية بلغت نحو 11 ألف رياضي ورياضية.

أ ف ب