أوصت لجنة استشارية أميركية، بوضع عمال الخطوط الأمامية والمسنين فوق سن الـ 75، في الترتيب الثاني في قائمة الفئات الأساسية المقرر تطعيمها ضد فيروس كورونا المستجد، مع بدء توزيع لقاح شركة موديرنا وهو ثاني وسيلة وقاية من الوباء تحصل على موافقة الجهات الصحية.

وأيدت اللجنة التابعة للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بموافقة 13 عضوا واعتراض عضو واحد، منح 30 مليون عامل في الخطوط الأمامية الترتيب الثاني في أولوية التطعيم باللقاح. وتضم تلك الفئة عمال خدمات الطوارئ والمدرسين والعاملين في قطاعات الأغذية والزراعة والتصنيع والبريد والنقل العام وعمال متاجر البقالة.

وتشمل الجولة الثانية للتطعيم 51 مليون فرد في المجمل.

وأوصت اللجنة، بتخصيص الجولة التالية للتطعيم لنحو مئتي مليون فرد في غير الخطوط الأمامية مثل قطاعات الإعلام والمالية والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأفراد في الفئة العمرية بين الـ 65 والـ 74 عاما، وأيضا أصحاب الظروف الصحية شديدة الخطورة.

ويمثل التطعيم ضد المرض، أهمية، لإعادة فتح قطاعات كبيرة من الاقتصاد بشكل آمن وتقليل مخاطر الإصابة بالمرض في معامل تعليب اللحوم المكتظة والمصانع والمخازن. إلا أن هناك اختلافا حول من ينبغي أن تكون له الأولوية في الحصول على اللقاح خلال فترة الوباء.

وقبل تصويت اللجنة، كانت العديد من الشركات والاتحادات العمالية تضغط لوضع أفرادها في ترتيب متقدم للحصول على اللقاح، بعد الفئة الأولى التي تضم العاملين في القطاع الطبي والمسنين في دور الرعاية.

وبدأت بالفعل شاحنات في نقل جرعات اللقاح من مخازنها إلى المستشفيات وغيرها من مواقع التطعيم.

وقال كبير الجراحين الأميركيين، جيروم آدامز، الأحد، إن مسؤولي الصحة الأميركيين يتابعون ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا، مضيفا أن أي تحور في الفيروس يظهر أن على الناس حماية أنفسهم من فيروس كورونا أثناء انتظارهم الحصول على اللقاح.

وقال آدامز في تصريحات لشبكة (سي.بي.اس)، "الفيروسات دائمة التحور ... وإذا كان هذا التحور لسلالة أكثر نقلا للعدوى، فهذا يعني أننا بحاجة لتوخي أقصى قدر من اليقظة ونحن ننتظر الحصول على اللقاح".

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وعلماء، السبت، أن السلالة الجديدة من الفيروس أدت إلى ارتفاع أعداد المصابين بشكل كبير، ما أدى إلى تشديد القيود المفروضة لمواجهة كوفيد-19 في لندن والمناطق القريبة، وتعطيل الخطط التي وضعها الملايين لعطلة عيد الميلاد.

وأثارت سلالة الفيروس الجديدة، التي يقول المسؤولون إنها أكثر انتشارا بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالفيروس الأصلي، مخاوف من تفش على نطاق أوسع. وقالت العديد من الدول الأوروبية بما فيها بلجيكا وإيطاليا وهولندا، إنها تتخذ إجراءات لمنع الناس من القدوم من بريطانيا، بما في ذلك فرض حظر على الرحلات الجوية والقطارات.

وسيوسع توزيع لقاح شركة موديرنا على أكثر من 3700 موقع في الولايات المتحدة، بشكل كبير، عملية طرح اللقاحات التي بدأت الأسبوع الماضي، بطرح اللقاح الذي طورته شركة فايزر الأميركية وشريكتها الألمانية بيونتيك.

وقال منصف السلاوي، كبير المستشارين العلميين ببرنامج الحكومة الأميركية لتطوير لقاح لفيروس كورونا، إن من المرجح تطعيم أول شخص بلقاح موديرنا صباح الاثنين. وكانت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية قد وافقت على استخدام اللقاح، الجمعة.

وقال السلاوي لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية: "نتطلع للقاح. سيكون توزيعه أسهل قليلا لأنه لا يتطلب درجة حرارة منخفضة للغاية مثل (لقاح) شركة فايزر".

وتعتزم الحكومة الأميركية توزيع 5.9 مليون جرعة من لقاح موديرنا، ومليوني جرعة من لقاح فايزر الأسبوع الحالي.

لكن الجنرال في الجيش الأميركي، جوستاف بيرنا، قال، السبت، إن الهدف الطموح لتطعيم 20 مليون أميركي بأول جرعة من جرعتين للقاح قبل نهاية العام، قد يتأخر تحقيقه إلى الأسبوع الأول من كانون الثاني/ يناير.

وسيؤدي بدء تسليم لقاح موديرنا إلى توسيع نطاق توفر لقاحات الوقاية من كوفيد-19 بشكل كبير، مع بلوغ الوفيات بسبب مرض الجهاز التنفسي في الولايات المتحدة أكثر من 316000 في الأشهر الأحد عشر التي تلت اكتشاف أول حالة موثقة في البلاد.

واختارت بعض الولايات استخدام لقاح موديرنا للمناطق الريفية التي يصعب الوصول لها لأنه يمكن تخزينه لمدة 30 يوما في ثلاجات ذات درجة حرارة عادية. أما لقاح شركة فايزر فيتعين شحنه وتخزينه في درجة حرارة 70 مئوية تحت الصفر ولا يمكن الاحتفاظ به سوى لـ 5 أيام فقط في درجات حرارة الثلاجات العادية.

رويترز