أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس الثلاثاء، عزمه خوض الانتخابات العامة المقررة في آذار/مارس، على الرغم من الانشقاقات داخل حزبه الوسطي "أزرق ابيض" وتراجع التأييد له بين الناخبين وفق ما تظهر استطلاعات الرأي.

وستكون هذه هي المرة الرابعة في أقل من عامين التي يسعى فيها غانتس الى الاطاحة ببنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الذي بقي في منصبه أطول مدة في تاريخ اسرائيل.

ولا يزال نتنياهو على رأس السلطة بعد انشقاق أعضاء كنيست عن حزب "أزرق أبيض" واستقالة وزير للحزب من الحكومة، في حين ينادي كثيرون بضرورة تنحي غانتس عن رئاسة "أزرق أبيض" من اجل المحافظة على مستقبل الحزب. 

لكن مساء الثلاثاء ظهر غانتس بمظهر المتحدي في حديث تلفزيوني قائلا "انا أسست (...) أزرق أبيض وأنوي الاستمرار فيه".  

الا انه بدا مقرا بصعوبة ان يكون على رأس أي تحالف يمكن أن يخلف تحالف نتنياهو الحالي، وبالتالي قد لا يكون على رأس الحكومة. 

وقال "في الانتخابات المقبلة هناك حزب واحد وقائد واحد سيخسر، واحزاب كثيرة وقادة كثيرون سيفوزون وينضمون الى بعضهم البعض لتشكيل الحكومة المقبلة".

وشكلت الانتخابات المبكرة التي تمت الدعوة لها الأسبوع الماضي تفككا فوضويا للتحالف السياسي بين غانتس ونتنياهو اللذين تواجها في ثلاث جولات انتخابية سابقة غير حاسمة في نيسان/أبريل وايلول/سبتمبر 2019 وآذار/مارس 2020.

وفي أعقاب الانتخابات الأخير أبرم الطرفان اتفاقا يتولى بموجبه نتنياهو رئاسة الحكومة لمدة 18 شهرا على ان يشغل غانتس وزارة الدفاع بالاضافة الى منصب أنشىء خصيصا له هو "رئيس الوزراء البديل".

وكان من المقرر ان يتناوب الرجلان على رئاسة الحكومة.

وحذر نقاد غانتس من أنه من غير المرجح ان يحترم نتنياهو الاتفاق، في الوقت الذي اتجه فيه حلفاء سابقون الى المعارضة لرفضهم العمل تحت قيادة نتانياهو الذي يحاكم بتهم الرشوة والاحتيال وسوء الأمانة، وهي اتهامات ينفيها الاخير بشكل قاطع. 

حزب وسطي جديد

وكان وزير العدل آفي نيسنكورن آخر المنشقين عن "أزرق أبيض"، حيث انضم الى حزب وسطي جديد أسسه رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي.

وتولى خولدائي رئاسة بلدية المدينة عام 1998، وقد انتخب عام 2018 لولاية خامسة مدتها 5 سنوات.

وأعلن خولدائي مساء الثلاثاء في بث حي عن تأسيس حزبه "الإسرائيليون"، في الوقت الذي تخضع فيه إسرائيل لاجراءات الاقفال العام بسبب فيروس كورونا.

ومن المرجح ان يتسبب هذا الحزب بمزيد من الاضعاف لـ"ازرق ابيض" كونه يتوجه الى نفس الناخبين. 

وتعهد خولدائي مثل غانتس في الانتخابات الماضية بمحاربة الفساد معالجة التصدعات داخل المجتمع الاسرائيلي.

وقال "جئت الى هنا هذا المساء لأعلن عن تأسيس حزب جديد"، مضيفا "من الممكن إدارة إسرائيل بشكل مختلف، ونحن في أمس الحاجة الى إدارة إسرائيل بشكل مختلف".

كما يواجه نتانياهو تحديا سياسيا جديدا يتمثل باليميني جدعون ساعر الذي انشق عن الليكود ايضا لتشكيل حزبه "الأمل الجديد".

وتشير استطلاعات الرأي الى أن "الأمل الجديد" سوف ينافس الليكود بشدة، فقد توقع استطلاع للقناة الثانية عشرة الاسرائيلية الأحد، امكان ان يحصد 19 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، ليحتل المركز الثاني بعد الليكود الذي سيفوز بـ28 مقعدا.

وسيتراجع حزب "أزرق أبيض" وفق الاستطلاع الى المركز الثامن مع توقع فوزه بخمسة مقاعد فقط.

أ ف ب