وافقت الهند الأحد، على الاستخدام الطارئ للقاحين ضد فيروس كورونا المستجد الذي يواصل تفشيه الحاد في الولايات المتحدة حيث تتسارع حملات التلقيح مع إعطاء 500 ألف جرعة يومياً بعد انطلاقة شابها بطء.

ووافقت الهند، ثاني أكثر الدول المتضررة من الوباء، على استخدام جرعات اللقاح الذي طورته شركة أسترازينيكا وجامعة أكسفورد، وكذلك على لقاح شركة الصيدلة المحلية بهارات بايوتيك، وفق ما أعلنت الهيئة الناظمة للأدوية الهندية.

وكانت شركة سيروم أنستيتيوت أوف إنديا (معهد الهند للأمصال)، أكبر مصنّع للقاحات في العالم، قد أعلنت أنها بصدد إنتاج  50 إلى 60 مليون جرعة في الشهر من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد، المعروف بأنه أرخص ثمنا من لقاح فايزر/بايونتيك وأكثر سهولة من ناحية التخزين والنقل.

ووضعت الهند هدفا طموحا يتمثل بتطعيم 300 مليون من سكانها البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة، بحلول منتصف 2021.

وتأمل دول العالم أن يؤدي نشر اللقاحات إلى السيطرة على وباء كوفيد-19 الذي أصاب 84,6 مليون شخص وأودى بأكثر من 1,8 مليون منذ إعلان ظهوره للمرة الأولى في الصين قبل أكثر من سنة.

لكن هناك نقصا في القدرة الإنتاجية للقاح، وفق ما أعلنت كبيرة مسؤولي الصحة في الاتحاد الأوروبي، وعرضت تقديم المساعدة إلى شركات أدوية وسط قلق إزاء سرعة عمليات التلقيح في أنحاء أوروبا.

وعزا رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان هذا الأمر إلى "نسق" حصول الاتحاد الأوروبي على اللقاحات. وقال الأحد، إنّ ثمة منتجات "كانت متوافرة في وقت سابق في كندا والمملكة المتحدة وإسرائيل".

 "مليون جرعة يومياً" 

والارتفاع الكبير في أعداد الإصابات يعني أن السباق إلى التلقيح سيهيمن على الأرجح على العام.

وأجرت الهند تجارب على مستوى البلاد استعدادا لأحد أكبر برامج التلقيح في العالم والمتوقع أن يبدأ في الأسابيع المقبلة.

وفي الولايات المتحدة، أقرّ كبير خبراء الأمراض المعدية الأميركيين أنطوني فاوتشي أثناء حديث إلى قناة "إيه بي سي" بمواجهة "أوجه خلل" أثناء حملة التلقيح التي أثارت بدايتها الكثير من الانتقادات.

ولفت فاوتشي إلى أنّه "بمقدورنا بلوغ مليون (جرعة) في اليوم"، مضيفاً "أنجزنا برامج تلقيح ضخمة في تاريخنا. لا شيء يبرر العجز حالياً (...) بإمكاننا إنجاز الأمر".

بدوره، أعلن الجرّاح العام (رئيس هيئة الصحة العامة الاميركية) جيروم آدامز عبر شبكة "سي إن إن" آدامز أنّ "الخبر السار هو أننا نرى (الإيقاع) يتسارع بفضل شركائنا في الولايات"، مضيفاً أنّ "1,5 مليون شخص تلقوا الجرعة الأولى في الساعات الـ72 الأخيرة (...) ما يعادل 500 ألف يومياً".

وفي ألمانيا، تلقى اللقاح أكثر من 238 ألف شخص حسب معهد روبرت كوخ، بينهم 56,197 تخطوا الثمانين عاماً.

إلا أنّ الأمر يقتصر على 700 شخص فقط في بلجيكا حيث تبدأ حملة تلقيح في الخامس من الشهر الحالي.

وفي روسيا، قال وزير الصحة ميخائيل موراشكو، إن أكثر من 800 ألف شخص تلقوا اللقاح محلي الصنع "سبوتنيك-في"، مؤكدا توزيع 1,5 مليون جرعة في أنحاء البلاد التي تعد قرابة 147 مليون نسمة.

وفي مصر، اعتمدت هيئة الدواء الحكومية لقاح شركة سينوفارم الصينية ضد الفيروس وفق ما أعلنت وزيرة الصحة هالة زايد مساء السبت. وأكدت الوزيرة أن مصر التي يتجاوز عدد سكانها 100 مليون نسمة، ستشتري 40 مليون جرعة من اللقاح الصيني، و20 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد و40 مليون جرعة عبر منظمة الصحة العالمية.

 "تشديد التدابير" 

وفيما يبدو أن إنتاج اللقاحات وتطبيق برامج تلقيح واسعة سيستغرق أشهرا، قامت دول بتشديد القيود للحد من طفرة جديدة للفيروس، في وقت توقع الخبراء ارتفاعا حادا في أعداد الإصابات بعد أسابيع على اللقاءات العائلية في فترة أعياد رأس السنة.

ومن فرض حظر تجول محلي إلى حظر على بيع الكحول، وتدبير إغلاق تام، تسعى الحكومات للتصدي لارتفاع أعداد الإصابات.

وحذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد، من أنه قد تُتّخذ إجراءات أكثر صرامة في إنجلترا لمكافحة الزيادة السريعة في عدد الإصابات.

وقال جونسون لشبكة "بي بي سي"، "قد نضطر إلى تشديد التدابير في الأسابيع المقبلة في أجزاء عدة من البلاد".

وفي النرويج حيث يعدّ معدل الإصابات من بين الأدنى في أوروبا فرضت السلطات قيوداً جديدة الأحد، يستمر العمل بها حتى 18 كانون الثاني/يناير.

وبرزت من بين التدابير التي أعلنتها رئيسة الوزراء أرنا سولبرغ حظر تقديم المشروبات الكحولية في الحانات والمطاعم (التي ما زالت أبوابها مفتوحة)، منع تجمّع أكثر من خمسة أشخاص في المناسبات الخاصة داخل الأماكن المغلقة، وعشرة للمناسبات العامة، إضافة إلى إغلاق الجامعات.

وجاء ذلك عقب اكتشاف خمس إصابات بالفيروس المتحوّر الذي اكشتف بداية في المملكة المتحدة.

وتجاوزت كندا الأحد عتبة 600 ألف إصابة بالفيروس فيما سجلت 15 ألفا و860 وفاة. وكانت بعض المقاطعات بينها أونتاريو وكيبيك فرضت إغلاقا في مناطق عدة خلال فترة الأعياد.

في بانكوك، توقفت الحياة الليلية عقب فرض حظر على الحانات والنوادي وبيع الكحول في المطاعم، من بين مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى وقف ارتفاع عدد الإصابات بعد تفش للفيروس في سوق سمك الشهر الماضي.

ومن المتوقع أيضا إغلاق المدارس العامة في العاصمة التايلاندية لأسبوعين.

وفي طوكيو، طلبت حاكمة المدينة من الحكومة اليابانية الإعلان عن حالة طوارئ جديدة في وقت تكافح السلطات موجة ثالثة مع عدد قياسي من الإصابات الجديدة.

أما كوريا الجنوبية، فقد مددت تدابير الحد من الفيروس لغاية 17 كانون الثاني/يناير في منطقة سول الكبرى، تشمل حظرا على التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص الذي سيتم توسيعه ليشمل كل أنحاء البلاد.

من جهتها، تأمل جنوب إفريقيا بالحصول على أول اللقاحات في شباط/فبراير، لكن الجدول الزمني يبقى رهنا بنتيجة المفاوضات القائمة مع العديد من شركات الصيدلة، وفق ما أعلن وزير الصحة زويلي مكيزي الأحد.

أ  ف ب