حمل الحوثيون في اليمن، الاثنين، على الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب بعد قرارها تصنيفهم جماعة "إرهابية"، فيما عبرت منظمات إغاثية عن خشيتها من أن تؤدي الخطوة الأميركية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم، وفق الأمم المتحدة.

اليمن

ورحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف الداعم لها بقيادة السعودية، بالقرار الأميركي.

وستدخل العقوبات المترتبة على التصنيف حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، أي قبل يوم من تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه، إلا إذا عرقل الكونغرس الأميركي ذلك.

واتخذ القرار قبل 10 أيام من انتهاء ولاية ترامب.

وقالت وزارة الخارجية اليمنية من جهتها في بيان، إن "الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط لأعمالهم الإرهابية ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم".

السعودية

رحبت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن منذ عام 2015، بقرار الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن الخطوة "منسجمة مع مطالبات الحكومة الشرعية اليمنية بوضع حد لتجاوزات تلك الميليشيا المدعومة من إيران".

وأعربت الرياض عن تطلعها في "أن يسهم ذلك التصنيف في وضع حد لأعمال "ميليشيا الحوثي الإرهابية وداعميها"، في إشارة الى إيران التي تتهمها السعودية بتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة.

وتضم القائمة السوداء الأميركية 3 حوثيين بينهم زعيمهم عبد الملك الحوثي. 

وقال  وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنّ القرار اتخذ من أجل "محاسبة (الحوثيين) على أعمالهم الإرهابية بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".

وأدى النزاع في اليمن الذي نشب قبل أكثر من 5 سنوات، إلى مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، فيما بات نحو 80% من السكان يعتمدون على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب الأمم المتحدة.

الإمارات

رحب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اليوم، بتصنيف الولايات المتحدة جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية أجنبية.

وقال قرقاش على تويتر "نرحب بقرار الإدارة الأميركية تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب"

البحرين

رحبت وزارة خارجية البحرين بقرار الإدارة الأميركية تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، ووضع قياداتها على قائمة الإرهاب، باعتبارها خطوة ضرورية لوضع حد للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها ضد الشعب اليمني، ومواجهة إصرارها المستمر على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة تنفيذًا لأجندة النظام الإيراني الذي يدعمها.

الأمم المتحدة

حذرت الأمم المتحدة اليوم، من أن خطة أميركية لتصنيف حركة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية أجنبية "ستكون لها على الأرجح تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة".

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك إن من الضروري أن "تسارع الولايات المتحدة في منح التراخيص والإعفاءات اللازمة لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية لجميع المواطنين.. دون عراقيل".

وأضاف أن الأمم المتحدة "قلقة من أن يكون للتصنيف تأثير ضار على الجهود الرامية لاستئناف العملية السياسية في اليمن وأن يزيد من استقطاب مواقف طرفي الصراع".

نواب في الولايات المتحدة

دعا نواب أميركيون بارزون إلى التراجع سريعا عن قرار وزير الخارجية مايك بومبيو تصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن جماعة "إرهابية"،  قائلين إنّه يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال السناتور كريس مورفي، العضو البارز في الحزب الديموقراطي، إن "تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية هو حكم بالإعدام على آلاف اليمنيين". 

وكتب على تويتر "سيقطع ذلك المساعدات الإنسانية ويجعل محادثات السلام شبه مستحيلة ويعزز موقع إيران. على جو بايدن إلغاء هذه السياسة في يومه الأول".

وقال النائب الديمقراطي غريغوري ميكس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب "لن يكون هناك أي حل مستدام في اليمن ما لم يشارك الحوثيون. من خلال تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، تدفع إدارة ترامب فقط الحل السياسي للصراع بعيدًا من متناول اليد".

وحضّ ميكس على "التراجع السريع"عن القرار، لكنه تدارك "حتى لو تم التراجع سريعا من قبل إدارة بايدن، فإن الضرر سوف يحدث".

وقال السناتور تود يونغ، وهو جمهوري لا يوافق على سياسة الرئيس المنتهية ولايته بشأن اليمن، إن تحرك بومبيو "سيزيد من زعزعة استقرار دولة مزقتها الحرب" ويمنع جماعات الإغاثة من تقديم المساعدات الحيوية. 

وتابع "أتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب بايدن وفريقه لإلغاء هذا القرار المضلل". 

وبموجب القانون الأميركي، أمام الكونغرس 7 أيام لمراجعة ورفض تصنيف جماعة إرهابية.

"عقاب جماعي"

وحذرت منظمات إغاثية من أنّ هذا القرار قد يشلّ عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.

إذ قد تعيق هذه الخطوة التواصل مع المسؤولين الحوثيين واستخدام المنظومة المصرفية ودفع الأموال للعاملين في المجال الصحي وشراء الأغذية والوقود وحتى القدرة على الوصول إلى شبكة الإنترنت.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد.

وقال بومبيو، إن "الولايات المتحدة تقرّ بأن هناك مخاوف بشأن وطأة هذه التصنيفات على الوضع الإنساني"، مضيفا "نعتزم اتخاذ تدابير للحد من انعكاساتها على بعض النشاطات والإمدادات الإنسانية".

وعلّق مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في اليمن محمد عبدي بأنّه "يجب أن تضمن الحكومة الأميركية ألا تعيق أي عقوبات دخول الطعام أو الوقود أو الأدوية إلى بلد يعاني من كارثة إنسانية كاملة".

وحذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" من أن آلاف الأطفال سيكونون عرضة لخطر الجوع والأمراض. وأكدت في بيان أن "الجهات الإنسانية الفاعلة حذرت لأسابيع من أن عواقب هذا القرار ستكون كارثية لعدد لا يحصى من الأطفال وعائلاتهم في اليمن".

في صنعاء، عبر أحمد سنان عن خشيته من "أن يدفع المدنيون الثمن".

وقال لفرانس برس: "ستوقف المنظمات الإنسانية عملها، وستتضاءل المساعدة الإنسانية بشكل كبير، علما أنها تضاءلت أصلا".

وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبوري في تغريدة على موقع تويتر إنّ التصنيف الأميركي الجديد قد يؤدي إلى "عقاب جماعي لليمنيين من خلال التسبب بمجاعة مع إلحاق ضرر ضئيل بالحوثيين إن لم يكن دفعهم (أكثر) إلى جنب إيران".

أ ف ب