فاز الرئيس البرتغالي المنتهية ولايته مارسيلو ريبيلو دي سوزا بولاية رئاسيّة جديدة الأحد في الدورة الأولى من الاقتراع الذي أقيم وسط إغلاق عام تشهده هذه الدولة المتضرّرة بشدّة جرّاء الأزمة الوبائيّة، وذلك وفق نتائج جزئيّة.

وحصل دي سوزا على 61.6% من الأصوات، حسب النتائج الجزئيّة التي تغطّي 98% من الدوائر الانتخابيّة.

وحلّت عضو البرلمان الأوروبّي السابقة، الاشتراكيّة آنا غوميش، في المرتبة الثانية بحصولها على 12.24% من الأصوات، متقدّمةً على المرشّح اليميني المتطرّف أندريه فينتورا الذي حصل على 11.9% من الأصوات.

وبلغت نسبة المشاركة 35.4% عند الساعة الرابعة بالتوقيتين المحلّي وغرينتش، في معدّل سجّل انخفاضاً طفيفاً مقارنةً بالانتخابات الرئاسيّة الأخيرة عام 2016 (37.7% في التوقيت نفسه)، في حين كان المرشّحون والمراقبون يخشون مقاطعة قياسيّة تقارب 70%.

وفي كلّ أنحاء البلاد، توجّب على الناخبين الوقوف في طوابير عند مداخل مراكز التصويت، مع التزام مسافة آمنة بين شخص وآخر.

وقال لويس أروجو لوكالة فرانس برس أثناء توجّهه إلى مركز للاقتراع أُقيم في مدرسة في لشبونة، "حتّى لو أنّ من المهمّ التصويت في ظلّ الإغلاق، إلا أنّه لا معنى للخروج من المنزل والتجمّع مع آلاف الأشخاص".

عدد وفيات قياسي

في الداخل، كان الطابور يمتدّ حتّى السلالم، في وقت كان عمّال يرتدون بزّات واقية يعقّمون المكان.

وفي محاولة للحدّ من تفشّي الفيروس، يخضع سكّان البرتغال البالغ عددهم 10 ملايين نسمة إلى إغلاق عام ثان لمدّة تفوق عشرة أيّام.

بعد إغلاق المتاجر والمطاعم قبل عشرة أيّام، فرضت الحكومة إقفالاً للمدارس الجمعة لمدّة 15 يوماً. 

وسجّلت البلاد الأحد عدداً قياسياً من الوفيات جرّاء كورونا، رفع حصيلة الوفيات الإجماليّة في البلاد منذ بدء تفشّي الجائحة إلى قرابة 10500. 

وسجّلت البرتغال 85 ألف إصابة وقرابة 1500 وفاة خلال الأسبوع الفائت، ما يجعلها في الصف الأوّل عالمياً من حيث عدد الإصابات الجديدة نسبةً إلى عدد السكّان، ولا تتخطّاها في هذا المعدّل سوى منطقة جبل طارق البريطانيّة، وفق بيانات جمعتها فرانس برس من السلطات الوطنيّة.

في آخر خطاب له في حملته الرئاسية، دعا الرئيس المنتهية ولايته الناخبين للتصويت له بهدف تفادي إجراء دورة ثانية في 14 شباط/فبراير، وبالتالي "تجنيب البرتغاليين إطالة الانتخابات لثلاثة أسابيع حاسمة" بالنسبة إلى مكافحة الوباء. 

تزايد شعبوية اليمين 

وقال دي سوزا البالغ 72 عاماً والأستاذ السابق في الحقوق الذي اكتسب شهرة بصفته معلّقاً سياسيّاً على التلفزيون "يكفي فقط أن تكون نسبة الامتناع 70% لتصبح الدورة الثانية أمراً لا مفرّ منه". 

وسرت تكهّنات خصوصاً حيال النتيجة التي سيُحقّقها مرشّح اليمين المتطرّف فينتورا الذي يأمل في تثبيت تزايد شعبية التيار الشعبوي اليميني في البلد الأوروبي الذي بقي حتّى الآن استثناءً في هذا الإطار. 

وكان هدفه المعلن هو الحلول في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية أمام النائبة الأوروبية السابقة الاشتراكية آنا غوميش، وهي دبلوماسية تبلغ 66 عاماً، أصبحت ناشطة في مجال مكافحة الفساد.

أ ف ب