بحث رئيس الوزراء بشر الخصاونة مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد، سبل تعزيز التعاون والتنسيق انطلاقاً من العلاقات الأخوية الراسخة والروابط الوثيقة التي تربطهما.

الخصاونة، الذي وصل العراق الخميس على رأس وفد وزاري، اتفق مع نظيره العراقي على تجديد مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين لاستيراد النفط الخام من العراق لعام اخر بعد التوافق على التعديلات المطلوبة، والاتفاق على المضي قدماً بتنفيذ خط النقل الهوائي الكهربائي مزدوج الدائرة بطول حوالي 300 كم يربط بين محطة تحويل الريشة (الجانب الاردني) مع محطة تحويل القائم (الجانب العراقي).

وأشادت الحكومتان بإبرام عقد بين شركة الكهرباء الوطنية الأردنية مع الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/المنطقة الوسطى بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر 2020، كما تم الاتفاق على ايجاد الية التعاون ما بين القطاع الخاص العراقي والاردني وخاصة في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة.

وبخصوص مشروع أنبوب تصدير النفط العراقي- الأردني، فقد اتفق الجانبان على استكمال المحادثات الثنائية للوصول الى توقيع اتفاقية اطارية بين البلدين.

واتفق الجانبان على العمل على تيسير التجارة وزيادة حجم المبادلات التجارية الثنائية ومعالجة عوائق تواجه انسياب التجارة البينية.

الوفد الأردني، أشاد بقرار مجلس الوزراء العراقي بالإبقاء على تطبيق قراري مجلس الوزراء العراقي رقم (25) لسنة 2019 ورقم (145) لسنة 2019، استناداً لاتفاقية التجارة الحرة الثنائية الموقعة في العام 2009 والتي دخلت حيز النفاذ في عام 2013، مؤكداً حرصه على تعزيز التبادل التجاري في المنتجات المحلية لكلا البلدين.

"مدينة اقتصادية مشتركة"

واتفق الجانبان على استثناء المنتجات العراقية والأردنية من أي نظام تسجيل للواردات يطبق لدخول اسواق كلا البلدين.

واتفق الجانبان أيضا على تسريع استكمال الخطوات التنفيذية لإنشاء المدينة الاقتصادية المشتركة، وأبرزها تحديد الامتيازات التي ستمنح للمدينة الاقتصادية، وإجراءات تخصيص قطعة الأرض للشركة العراقية و الاردنية للصناعة وتحديد كلفة بدل الإيجار للأراضي المخصصة للمدينة الاقتصادية المشتركة.
 
وفي مجال التعاون والتكامل الصناعي، أكد الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون والتكامل الصناعي في القطاعات الصناعية الدوائية (الأدوية واللقاحات البيطرية، المبيدات الزراعية، الملابس، الصناعات الكيماوية والأسمدة) من خلال التدريب والاستثمار وتوريد المواد الخام والسلع نصف المصنعة وإعادة تأهيل المصانع، إضافة إلى تعظيم استفادة الجانب العراقي من مراكز الدراسات المتخصصة في مجال التكافؤ الحيوي المتاحة في الأردن وتسهيل إجراءات تسجيل الأدوية الاردنية في العراق والاعتراف بشهادات تحليلها الصادرة عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردنية.

وفي مجال النقل، جرى الاتفاق على عقد اجتماع اللجنة الفنية للنقل البري المشتركة وتكليفها بإعادة دراسة الإجراءات على منفذ طريبيل/ الكرامة بهدف تسهيل الإجراءات على التبادل التجاري، وعقد مباحثات ثنائية في مجال النقل الجوي خلال هذا العام لتحديث المذكرة التنفيذية الموقعة بين البلدين لغاية زيادة عدد الرحلات اليومية وإضافة رحلة شحن على مقطع عمان/النجف وبالعكس، ورحلتين شحن على عمان/السليمانية وبالعكس.

"رقمنة القطاع الزراعي"

وفي المجال المالي، اتفق الجانبان على استكمال تشكيل اللجنة الفنية المشتركة لتسوية القضايا العالقة والمبالغ المطلوبة من كل طرف للأخر وإيجاد حلول توافقية لإنهاء الملفات المالية العالقة بين البلدين.

وفي المجال الزراعي، اتفق الجانبان على تقديم التسهيلات الممكنة كافة لزيادة حجم التبادل التجاري في مجال السلع الزراعية، وإعطاء الأولوية لتبادل السلع في مجال الثروة الحيوانية والنباتية وحسب حاجة البلدين، وتسهيل تسجيل الأدوية البيطرية والمبيدات الزراعية في كلا البلدين.

ورحب الجانب العراقي باستعداد الأردن بنقل التجربة الأردنية في مجال رقمنة القطاع الزراعي، وتدريب الكوادر العراقية في مجالات الاستخدام الامثل للمياه والزراعات المائية والحصاد المائي واكثار البذار المقاومة للملوحة والمكافحة الحيوية واستخدام المبيدات الصديقة للبيئة والتنمية الريفية وتمكين المرأة.

وأكد الجانبان على أهمية مشاركة العراق كدولة مؤسسة في منظومة المركز الإقليمي للأمن الغذائي المقترح من الأردن.

وفي مجال الصحة، أكد الجانبان على ضرورة تقديم التسهيلات الممكنة كافة لزيادة أعداد المرضى العراقيين للعلاج في الأردن وتبادل الخبرات في مجال علاج أمراض السرطان، وتسهيل إجراءات الحصول على البورد الأردني للأطباء العراقيين، وتسهيل إجراءات تسجيل الأدوية البشرية، وتوريد ما يتم انتاجه من الأدوية الاردنية للأمراض المزمنة، ونقل التجربة الأردنية وتبادل الخبرات في مجال إدارة واحتواء جائحة فيروس كورونا المستجد.

ورحب الجانب العراقي باستعداد الأردن لتسخير كافة إمكانياته وخبراته الفنية والإدارية لتقديم أي مساعدة يحتاجها العراق في كافة المجالات الصحية.

وفي مجال المياه والري والصرف الصحي، أشاد الجانب العراقي بمبادرة الأردن بوضع الإمكانيات والخبرات المتراكمة في هذا المجال تحت تصرف الجانب العراقي للاستفادة من التجربة الأردنية بهذا القطاع.

"تجربة التعليم عن بعد"

وفي مجال التربية والتعليم، رحب الجانب العراقي بنقل تجربة الأردن وتبادل الخبرات في مجال التعليم عن بعد لكافة المستويات التعليمية وإنشاء منصات تعليمية وتحويل المناهج إلى صيغ رقمية سهلة الاستخدام للجانب العراقي وزيادة التعاون والتنسيق في مجال تأليف وإعداد المناهج الدراسية وطباعتها.

وفي مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، رحب الجانبان باتفاق زيادة سعات الانترنت التي يتم تزويد العراق بها عبر المنافذ الحدودية مع الأردن، واستخدام مراكز البيانات في الأردن لتكون بنية تحتية رديفة للحكومة والقطاع الخاص في العراق، وإنشاء محطة بحرية للألياف الضوئية في العقبة، لتكون نقطة لنقل الانترنت للعراق والحصول على السعات الدولية بشكل كبير، كما تم الاتفاق على نقل التجربة الأردنية وتبادل الخبرات في مجال ريادة الأعمال، والعمل على وضع آليات تتيح التعاون بين القطاع الخاص في البلدين في مجال تكنولوجيا المعلومات وعمليات التحول الرقمي.

وفي مجال التعاون بين القطاع الخاص، اتفق الجانبان على تكثيف لقاءات بين ممثلي القطاع الخاص والمشاركة في الفعاليات الاقتصادية وتشبيك المؤسسات وأصحاب الأعمال العراقيين والأردنيين لغرض دراسة وتعظيم الاستفادة من فرص الاعمال المتاحة في كلا البلدين تحقيقا للتكامل الاقتصادي والصناعي والتجاري المنشود.

وبشأن التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق، أكد الجانبان على ضرورة الإسراع بتنفيذ مخرجات القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية المنعقدة في العاصمة الأردنية عمان في أب/ أغسطس الماضي، اجتماع القادة الثالث.

وأكد الجانبان على ضرورة عقد الاجتماعات على المستوى الوزاري بين الدول الثلاث في مجالات التكامل الصناعي والأمن الغذائي والطاقة والنقل والإسكان والزراعة والإسراع بإعداد حزمة من مشروعات التعاون الاستراتيجي وبما يخدم تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث.

وأشاد الجانبان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين، وأكدا على أهمية مواصلة العمل على تعزيز مستوى التنسيق وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة في كلا البلدين لتحقيق التكامل في المصالح الاستراتيجية وفي كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.
 
وأعرب الخصاونة عن تأكيده على المكانة الحضارية لجمهورية العراق ودورها الريادي والطبيعي في طليعة دول المنطقة ووقوف الأردن بجانب الجمهورية العراقية لمواصلة مسيرة البناء والتقدم وبما يخدم تطلعات الشعب العراقي بالرخاء والازدهار.

واستعرض رئيسا وزراء البلدين المستجدات الإقليمية وأكدا استمرار العمل على حل أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار وادانة الإرهاب بكافة اشكاله واستمرار العمل معا على محاربته، كما ناقشا عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي.

وفي ختام اللقاء تم توقيع مذكرتي تفاهم في مجال الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي من قبل وزراء حكومة البلدين.

المملكة