عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن عن إحباطه الشديد، الجمعة، من فشل اللجنة الدستورية السورية في البدء في صياغة ميثاق جديد في أحدث جولة من اجتماعاتها بعد أن رفض الوفد الحكومي المقترحات المطروحة.

واللجنة المكونة من 45 عضوا وتضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني لديها تفويض لوضع دستور جديد يقود إلى إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. وعقدت اللجنة هذا الأسبوع في جنيف جلستها الخامسة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وقال بيدرسن إن ممثلي الرئيس بشار الأسد رفضوا مقترحات قدمتها المعارضة السورية فضلا عن الأفكار التي قدمها هو نفسه لدفع العملية قدما.

وأضاف بيدرسن في مؤتمر صحفي "أبلغت أعضاء هيئة صياغة الدستور البالغ عددهم 45 أنه لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال، وأن الأسبوع كان مخيبا للآمال ... لا يمكننا مواصلة الاجتماعات ما لم نغير ذلك".

وتابع المبعوث أنه يأمل التوجه إلى دمشق في القريب العاجل لبحث سبل حل هذه القضية وسوف يجري محادثات مع الأطراف الأخرى.

وبعد نحو عشر سنوات من الحرب، تواجه سوريا أزمة اقتصادية طاحنة مع انهيار العملة والارتفاع الصاروخي للتضخم. لكن القتال توقف إلى حد كبير واستعاد الأسد السيطرة على معظم أنحاء البلاد بفضل الدعم العسكري الروسي القوي.

وقال أحمد الكزبري الرئيس المشارك للجنة الدستورية من جانب الحكومة السورية إن وفده طرح أفكارا "إيجابية"، لكن هادي البحرة الرئيس المشارك للجنة الدستورية من جانب المعارضة اتهم وفد الحكومة بعدم الانخراط في صياغة الدستور الجديد.

وقالت بسمة قضماني عضو وفد المعارضة إن أعضاء اللجنة المناهضين للأسد يأملون في أن تسارع إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بالدخول في العملية في الأسابيع المقبلة حتى يتمكن المشاركون من إبقاء اللجنة الدستورية على قيد الحياة.

وأضافت قضماني لرويترز أن اللجنة الدستورية تعد المسار الوحيد في العملية السياسية الذي ما زال على قيد الحياة، لكن يمكن القول بكل أمانة إنه في الرعاية الفائقة.

كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد فرضت عقوبات على سوريا الشهر الماضي في محاولة لحرمان حكومة الأسد من الأموال ودفعها للسعي من أجل السلام عبر المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.

أ ف ب + رويترز