أعلنت المفوضية الأوروبية، الاثنين، أنها ستغيّر استراتيجيتها لحملة التلقيح المبكرة ضدّ كوفيد-19، بحيث تخفض اعتمادها على استرازينيكا، وذلك بعد تخلف الشركة البريطانية-السويدية عن التزامها بتسليم الجرعات المتّفق عليها مع الاتحاد الأوروبي.

وقالت رئيسة إدارة الصحة في المفوضية، ساندرا غالينا، أمام البرلمان الأوروبي، إن الشركة ضمنت تسليم 25% فقط من أكثر من 100 مليون جرعة تعهّدت بها، لافتة النظر إلى أنّ هذا يمثل "مشكلة حقيقية" لدول التكتل البالغ عددها 27.

وأضافت أن "استرازينيكا كان سيشكل اللقاح الجماعي للربع الأول"، أي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، لكنّها اعتبرت عدم قدرة استرازينيكا "على تسليم الكميات المنصوص عليها في العقد أمراً إشكالياً لكل الدول الأعضاء".

وأكّدت غالينا، أنّ المفوضية تتطلّع الآن إلى اللقاحات التي تصنعها شركتا فايزر/بيونتك وجونسون اند جونسون لردم الفجوة.

كميات مضاعفة

وقالت "سيكون هناك المزيد من الكميات في الربع الثاني، لأنه عقد جديد سيدخل حيّز التنفيذ. لذا لن يكون لدينا بيونتك وموديرنا فقط، بل بيونتك لكن مع عقد جديد، أي أنّ الكميات ستكون مضاعفة".

وسلّطت تعليقات غالينا، الضوء على التوتّر المتنامي بين أسترازينيكا وبروكسل، منذ أن أعلنت الشركة البريطانية في 22 كانون الثاني/يناير، وبشكل غير متوقّع عدم تمكّنها من الالتزام بتسليم الكميات المتفق عليها.

وصرح رئيس مجلس إدارة استرازينيكا، أن شركته وعدت فقط "ببذل أقصى الجهود" للوفاء بالالتزام في العقد.

لكنّ غالينا اعتبرت أنّ "جداول التسليم ملزمة تماماً عندما يتعلق الأمر بدولة عضو في الاتحاد الأوروبي تطلب اللقاح من الشركة. لذا لا أرى الكثير من جهودك القصوى هناك".

وألمحت إلى شكوك أوروبية بأن استرازينيكا مرّرت بعض إنتاجها المخصّص للاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا التي أبرمت عقداً منفصلاً مع الشركة، مؤكّدة أنّ "التدقيق" جارٍ بهذا الخصوص.

وكشفت غالينا أنّه بموجب عقود الاتحاد الأوروبي مع صانعي اللقاحات، "يحقّ لنا إما استلام المواد أو استعادة (...) المبالغ التي دفعناها".

وخصّصت المفوضية الأوروبية، 336 مليون يورو (405 مليون دولار) لشركة استرازينيكا، لكن لم يتم دفع المبلغ بالكامل بسبب شروط متعلّقة بالتسليم.

ولخّصت غالينا الموقف بالقول "إذا لم نستلم اللقاح، لن تستلموا المال من المفوضية".

زيادة الإنتاج

وأشادت غالينا، بتقنية "ام آر ان آيه" الجديدة المستخدمة في لقاح فايزر/بيونتك، وتقنية مماثلة من قبل موديرنا، بسبب مستويات الفعالية "المدهشة" التي تزيد عن 90%.

أما أسترازينيكا التي تستخدم تقنية أدينوفيروس فلديها فعالية بنسبة 60%، وفقاً للبيانات السريرية التي تمّ تحليلها من قبل وكالة الأدوية الأوروبية.

وأشارت غالينا، إلى إمكانية تكثيف إنتاج لقاحات فايزر/بيونتك باستخدام منشآت شركات الأدوية الأخرى مثل شركة سانوفي الفرنسية، التي يواجه لقاحها الخاص ضدّ كوفيد-19 عقبات.

لكنّها شدّدت على أنّ "المشكلة لن تكمن في الحصول على اللقاحات، بل في إعطاء اللقاحات (...) نحتاج إلى النظر بسرعة في كيفية تسريع عمليات التلقيح بمجرد توفر الجرعات".

أ ف ب