قال مدير عام مركز الحسين للسرطان عاصم منصور، الأربعاء، إن مكافحة مرض السرطان تتطلب استراتيجية شاملة للتعامل معه بدءا من الوقاية والتوعية إلى الكشف المبكر والتشخيص السليم والعلاج الشمولي وانتهاء بالرعاية التلطيفية والرعاية.

وبين منصور أن اليوم العالمي للسرطان يأتي هذا العام، والعالم تحت جائحة كورونا التي لم تترك جانباً من جوانب الحياة إلا وأصابته بما فيه السرطان، وجرى توجيه معظم المقدرات لمُحاربة هذه الجائحة على حساب الأولويات الأخرى.

"رغم الظرف الاستثنائي الذي نمر به بسبب جائحة كورونا، والإغلاقات التي اتخذتها الحكومة في مطلع العام الماضي للحد من انتشار الوباء، إلا أن مركز الحسين للسرطان لم يتوقف عن تقديم خدماته لمرضى السرطان، وابتكر طرقاً لإدامة واستمرارية التواصل مع المرضى أثناء الحظر الشامل، واستحدث العيادات الطبية التي تعمل عن بعد، ولم يتوقف علاج المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي والإشعاعي، وعملت الصيدلية على إيصال الأدوية للمرضى إلى أماكن سكنهم".

وأشار إلى أن السرطان هو السبب الثاني للوفيات بعد أمراض القلب والشرايين محليا، ومسؤول عن 15.7% من الوفيات في الأردن، والبالغة 3084 سنوياً.

وأوضح أنه في الوقت الذي يواجه الغرب فيه جائحة كورونا بكل الإمكانات المتوفرة، فإن الدول النامية بمقدراتها الاقتصادية والطبية المتواضعة، لا تواجه هذه الجائحة فحسب، بل ما زالت تعاني من ضعف البنية التحتية وغياب الخطط الاستراتيجية لمكافحة السرطان، الذي يشكّل عبئاً اقتصادياً ضاغطاً على هذه الدول والأفراد الذين أصبحوا عاجزين عن تحمل الكلفة المالية العالية لهذا المرض.

ووفقاً لآخر تقرير للسجل الوطني للسرطان للعام 2016، بلغ عدد الحالات الجديدة 8152، منها 5999 لمرضى أردنيين، و2153 حالة من الدول العربية المجاورة، أي بمعدل 85.3 حالة لكل مئة ألف نسمة من السكان، وبلغ متوسط العمر عند التشخيص لدى الإناث والذكور 56 عاماً.

وأشار إلى أن سرطان الثدي ما زال على رأس القائمة كأكثر أنواع السرطان انتشاراً في الأردن ويشكل 39% من مجموع أنواع السرطان المشخصة لدى النساء، يليه سرطان القولون والمستقيم.

أما عند الرجال، فيشكل سرطان القولون والمستقيم 13% من مجموع الإصابات، يليه سرطان الرئة، ثم سرطان الغدد الليمفاوية.

أما عند الأطفال، فبلغ مجموع الحالات للأعمار ما دون 15 عاماً 236 حالة، إضافة إلى 44.1% من الحالات المسجلة هي لأطفال دون سن الخامسة.

أما أكثر أنواع السرطان شيوعاً في الفئة العمرية ما دون سن 15 عاماً، هو سرطان الدم 25.2%، ثم السرطانات الليمفاوية 17.1%، وسرطان الدماغ والأعصاب 15.8%، وسرطان العظم بنسبة 6.8%، وسرطان الكلى 5.9%.

وأكد منصور أن السرطان يستنزف من 5% إلى 7% من تكاليف الرعاية الصحية في البلدان ذات الدخل المرتفع، إذ بلغت 290 مليار عام 2010.

وقدّر الأثر الاقتصادي للوفاة والعجز اللذين يسببهما السرطان على مستوى العالم بـ895 مليار دولار.

وحسب آخر إحصائية عالمية لحالات السرطان المسجلة لعام 2018، سجلت حوالي 18 مليون حالة جديدة سنوياً، و9.6 ملايين وفاة بالسرطان، ومعظم حالات الإصابة والوفيات كانت في الدول النامية.

بترا