بدأ وزراء الخارجية العرب، اجتماعهم في مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية في القاهرة، لتأكيد الثوابت تجاه القضية الفلسطينية.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن القضية الفلسطينية كانت وستظل في قلب الضمير العربي، مهما شاب العملية التفاوضية من ركود وتعطيل، والممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب ومشروعات الاستيطان في الضفة الغربية.

وتحدث شكري عن مواجهة القضية ظروفا شديدة الصعوبة خلال السنوات الماضية، إلا أن القضايا العادلة لا تموت، وتظل تحظى بالشرعية طالما أنها لم تجد للحل وللتسوية العادلة سبيلا، وطالما لم يقم المجتمع الدولي بعد بمجابهة اتجاهها بحثا عن الاستقرار عبر إنفاذ القانون الدولي.

وقال إن العالم العربي واجه العديد من التحديات خلال العقد الماضي، حيث عانت شعوبنا في عدد من البلاد من انهيار مؤسسات الدولة، وويلات الانقسامات العقائدية والفكرية والسياسية.

وكذلك ظهور شبح الإرهاب وتنظيماته التي انتهزت حالة الفراغ السياسي والأمني في بض الدول للانقضاض على ما تبقى منها، وصولا لجائحة كورونا التي اجتاحت المنطقة والعالم بأسره لتضيف المزيد من الأعباء والتحديات أمام الاقتصادات والمجتمعات.

"ظن البعض أن العالم العربي في ظل تلك الظروف الدقيقة قد انشغل عن قضيته الرئيسية العادلة وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 4 يونيو 1964 وعاصمتها القدس الشرقية قد انزوت على أجندات الأولويات الدولية والعربية"، وفق شكري الذي أضاف أنه "ظن يجانبه الصواب لأن القضية الفلسطينية كانت وستظل في قلب الضمير العربي".

وقال إن مصر لم تدخر يوما أي جهود من أجل دعم كافة الجهود الرامية لحلحلة الجمود المسيطر على عملية السلام منذ سنوات، وهو ما ظهر جليا خلال الفترة الماضي حيث قامت مصر بتكثيف اتصالاتها ومشاوراتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، ما أسفر عن استضافة القاهرة لاجتماع تنسيقي مصري أردني فلسطيني في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

ثم عن استضافة اجتماع دول صيغة ميونخ في بداية العام الحالي بمشاركة وزراء خارجية مصر والأردن وفرنسا وألمانيا، سعيا إلى فتح الطريق أمام استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية ووساطة دولية نزيهة، وحتى كافة الأطراف الفاعلة في مقدمتها الإدارة الأميركية الجديدة والرباعية الدولية على الاطلاع بجهد صادق لتحقيق السلام وفقا للثوابت المتفق عليها دوليا، وعلى أساس المقررات الدولية والعربية وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية لعام 2002، بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.

وقال إن مصر واصلت جهودها المستمرة والحثيثة لإنهاء الانقسام الفلسطيني ولم تبخل بتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة للفلسطينيين لاستعادة اللحمة وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني إيمانا بأن تحقيق المصالحة الفلسطينية سينعكس بصورة إيجابية على قدرة الشعب الفلسطيني على تسيير عملية التفاوض من جديد وتحقيق أهدافه وطموحاته المشروعة.

وأشار الوزير إلى أن اللقاءات التي تستضيفها القاهرة خلال هذه الآونة لتفعيل الحوار بين مختلف الفصائل الفلسطينية ومناقشة سبل عقد الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية ثم المجلس الوطني المقررة في منتصف الشهر الحالي وآليات إنجاحها حسب ما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأكدت مصر مجددا على ضرورة احترام الوضع القائم في القدس الشريف والعمل على حمايته والحفاظ عليه وتجنب أي إجراءات يكون من شأنها تأجيج الصراع، أو اتخاذ لملامح أو أبعاد دينية سيكون لها تداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

ويعقد الاجتماع بمبادرة أردنية مصرية مشتركة تهدف إلى تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك.

المملكة