لا تزال المرأة تواجه تحديات في سوق العمل المحلي، من بينها ارتفاع معدل البطالة، وانخفاض المشاركة الاقتصادية، وهو ما تنامى خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، في وقت يصادف الاثنين، اليوم العالمي للمرأة.

وتحدثت تقارير أصدرتها مؤسسات مختصة، أن معدل النشاط الاقتصادي للمرأة الأردنية وصل إلى 14.9%، وهي "نسبة منخفضة جدا"، مع زيادة في نسبة البطالة فاقمتها جائحة كورونا؛ لتصل خلال الربع الثالث من العام الماضي إلى 33.6% بلغت نسبة الجامعيات منهن 77%.

وبلغ معدل النشاط الاقتصادي للمرأة الأردنية 14.9% مقارنة بـ 53.1% للذكور، في حين بلغ معدل البطالة للإناث 33.6% مقارنة بـ 21.2% للذكور، وذلك بحسب مسح العمالة والبطالة للربع الثالث من عام 2020 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.

ويقدر عدد العاملات اللاتي فقدن أعمالهن خلال الجائحة ما يقرب من 20 ألف عاملة، وذلك بعد أن كان معدل البطالة قبل الجائحة 27%، وفق تقرير لمنظمة بيت العمال للدراسات والأبحاث.

وأشار التقرير إلى "آثار سلبية لجائحة كورونا امتدت إلى مختلف القطاعات الاقتصادية، وتسببت  بفقدان أكثر من 100 ألف عامل وعاملة وظائفهم، وتأثرت أجور أكثر من 400 ألف آخرين، بسبب حالة الانكماش التي دخلها الاقتصاد الأردني، وتراجع مستويات الأجور بشكل ملموس نتيجة اختلال ميزان العرض والطلب على الوظائف".

المرصد العمالي التابع لمركز الفينيق للدراسات الاقتصادية، قال، إن "النساء دفعن ثمناً أكبر من الرجال في سوق العمل، بسبب جائحة كورونا".

وخلصت ورقة نشرها المرصد بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية، إلى أن فرص العمل الخاصة بالنساء التي يولدها الاقتصاد الأردني قبيل جائحة كورونا تقارب ثلث مجمل فرص العمل".

وبلغت نسبة فرص العمل المستحدثة للنساء 35.3% من مجموع الفرص مقابل 64.7% للذكور، وفق الورقة التي استندت إلى بيانات مسح صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة لعام 2019.

منظمة العمل الدولية قالت، إن "معدلات إدماج المرأة في سوق العمل في الأردن من الأدنى في العالم، الأمر الذي يتناقض مع معدلات التخرج الجامعي، إذ تمثل النساء 53% من مجموع خريجي وخريجات الجامعات".

وتضاعف دور المرأة الاجتماعي خلال الجائحة، من أمومة ورعاية الأطفال وأعمال منزلية، "مما شكل إرهاقا وإنهاكا نفسيا وجسديا للمرأة العاملة نتيجة اضطرارها لبذل جهود مضاعفة في الوظيفة وفي خدمة الأسرة في آن واحد"، وفق تقرير لمنظمة بيت العمال، الذي أشار إلى أن هذا الأمر، "ساهم على نطاق واسع في عدم استمرارهن في وظائفهن وانسحابهن من سوق العمل".

وبلغ عدد الأسر الأردنية التي تعيلها امرأة، أكثر من ربع مليون أسرة، بحسب التقرير.

المجلس الأعلى للسكان أكد، "تأثير جائحة كورونا كان أكبر على النساء؛ كونهنّ يقفن في الخطوط الأمامية للتصدي للجائحة كعاملات في مجال الرعاية الصحية".

و"تظهر أرقام نقابة الممرضين الأردنيين، أن أكثر من 36 ألف ممرض وممرضة وقابلة قانونية ينتسبون إليها، في حين تشكّل النساء 60% من العاملات في قطاع التمريض"، وفق المجلس مستندا إلى تقرير حالة التمريض في العالم لعام 2020.

فجوة أجور

المرصد العمالي الأردني تحدث عن "استمرار توسع الفجوة في الأجور لمصلحة الذكور".

ووصل متوسط الأجور الشهرية للعاملين الذكور إلى 514 دينارا، مقابل متوسط أجور النساء العاملات يبلغ 467 دينارا بفارق 47 دينارا لمصلحة الذكور، بفجوة أجور تبلغ 9.1%، وفق المرصد الذي استند إلى أرقام دائرة الإحصاءات العامة لعام 2018.

المملكة