وصلت إلى مطار الملكة علياء الدولي في عمّان، مساء الجمعة، طائرة قادمة من كوريا الجنوبية تحمل 144 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca/SK Bioscience) الواقي من فيروس كورونا المستجد، والتي تصل ضمن اللقاحات التي يوفرها مرفق كوفاكس.

وقدم الاتحاد الأوروبي ما مجموعه 8 ملايين يورو لدعم شراء وزارة الصحة للقاحات كوفيد – 19 من خلال مرفق كوفاكس من خلال "برنامج الصحة الأردني للاجئين السوريين والأردنيين الأكثر ضعفاً"، الذي تنفذه منظمة الصحة العالمية وبتمويل من صندوق مدد. ومن المتوقع وصول شحنة ثانية من لقاحات كوفيد – 19 من مرفق كوفاكس إلى الأردن في شهر نيسان/أبريل المقبل.

وقال وزير الصحة نذير عبيدات في البيان، "نرى الآن نتائج الشراكة مع مرفق كوفاكس، حيث يشارك الأردن كدولة ذاتية التمويل بالكامل. ويأتي هذا الإمداد في الوقت المناسب لدعم جهودنا لتسريع عملية التطعيم الوطنية ضد كوفيد - 19. وسنواصل تقديم لقاحات كوفيد – 19 للفئات السكانية الأكثر ضعفاً".

وقال وزير الصحة نذير عبيدات، إن الأردن الدولة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تتسلم لقاحات واقية من الفيروس عن طريق مرفق كوفاكس.

أما سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن ماريا هادجيثيودوسيو، قالت في البيان، "يقود الاتحاد الأوروبي الجهود الدولية لضمان المساواة في اللقاحات وإيصالها إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ومن خلال مساهمة الاتحاد الأوروبي البالغة 2.2 مليار يورو في مرفق كوفاكس، ونهدف إلى ضمان حصول جميع شركائنا على لقاحات آمنة وفعالة. لا يسعنا إلا أن نضيف صوتنا إلى صوت الحكومة الأردنية في تشجيع الناس على التسجيل في منصة وزارة الصحة لتلقي اللقاح، حيث أصبح متاحا بشكل تدريجي".

ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن ماريا كريستينا بروفيلي ذكرت أن "لقاح كوفيد – 19 هو أداة رئيسة في السيطرة على الجائحة. وكشريك رئيسي في كوفاكس، تقدم المنظمة الدعم الكامل لوزارة الصحة في تخطيط وتنفيذ ومتابعة عملية التطعيم الوطنية".

ممثلة يونيسف في الأردن تانيا شابويزات.قالت بدورها "بعد مرور عام على إعلان كوفيد -19 كجائحة، تجلب كل عملية تسليم لقاحات الأمل في التعافي وتقربنا خطوة واحدة من عودة الحياة الطبيعية لملايين الأطفال في الأردن. وتفخر يونيسف بدعم وزارة الصحة وشركائنا ليكونوا جزءًا من هذا التوزيع العالمي العادل للقاحات".

المؤسسة العامة للغذاء والدواء، أعلنت في شباط/فبراير، إعطاء الإجازة الطارئة للقاح أسترازينيكا الواقي من فيروس كورونا المستجد، وفي 2 آذار/مارس، تحدث عبيدات عن وصول 194 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" خلال الشهر الحالي عبر مرفق كوفاكس.

وأعلن مرفق كوفاكس في الثاني من آذار/مارس، عن آلية توزيع الدفعة الأولى من اللقاحات، مشيرا إلى أن حصة الأردن تشمل 436800 جرعة من لقاح أسترازينيكا، على أن تصل ضمن الفترة الممتدة من فبراير/شباط وحتى أيار/مايو.

ومرفق كوفاكس، هو إطار عالمي للتعاون يهدف إلى تسريع استحداث اختبارات كوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته وإنتاجها وإتاحتها بشكل منصف. ويشترك في قيادة مبادرة كوفاكس كل من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (غافي)، والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، ومنظمة الصحة العالمية. وترمي المبادرة إلى تسريع استحداث وتصنيع لقاحات مضادة لمرض كوفيد-19، وضمان إتاحتها بشكل عادل ومنصف لكل بلدٍ من بلدان العالم.

"تقنية تقليدية"

ويعتمد لقاح أسترازينكا الذي طورته جامعة أكسفورد البريطانية وشركة أسترازينيكا السويدية البريطانية على "تقنية تقليدية تجعله أقل كلفة وأسهل للتخزين من اللقاحات المنافسة التي تعتمد تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال مثل لقاحي فايزر وموديرنا، ما يجعله أداة أساسية في حملات التلقيح المكثفة بما في ذلك في الدول الفقيرة".

"لقاح أسترازينيكا/أكسفورد يعتمد على نسخة موهنة من فيروس شائع لدى القرود تم تعديله جينيا. ويعمل الفيروس بطريقة وصفت بـ"حصان طروادة"، فيمدّ الخلايا بمواد جينية تعطيها أمرا بمهاجمة فيروس كورونا المستجد".

وكانت بريطانيا أول دولة ترخص اللقاح في كانون الأول/ديسمبر 2020، الذي يعتمد على إعطاء جرعتين كاملتين منه.

وتعد كلفة اللقاح "ضئيلة" وتقارب 2.5 يورو للجرعة الواحدة، وهو سهل التخزين إذ يتطلب حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافا للقاحي موديرنا وفايزر/بيونتيك اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جدا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني.

وأعلن المختبر البريطاني في تشرين الثاني/نوفمبر لدى كشف النتائج المرحلية للتجارب السريرية، أن لقاحه فعال بنسبة متوسطة قدرها 70%، في مقابل أكثر من 90% للقاحي فايزر/بيونتيك وموديرنا.

لكن هذا المتوسط كان ينطوي على تباين كبير بين طريقتين متّبعتين، إذ ترتفع نسبة الفاعلية إلى 90% لدى المتطوعين الذين تلقوا في المرة الأولى نصف جرعة وبعد شهر جرعة كاملة، وينخفض إلى 62% لدى مجموعة ثانية تم تلقيحها بجرعتين كاملتين.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنه لا يوجد سبب للتوقف عن استخدام لقاح شركة أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد، بعدما علقت العديد من الدول عمليات نشره وسط مخاوف من تسببه بتجلط في الدم وفيما أضاف الأوروبي فرط الحساسية إلى الآثار الجانبية المحتملة.

وقالت شركة تصنيع الأدوية أسترازينيكا ومقرها المملكة المتحدة، الجمعة، أن لقاحها آمن.

عبوة تحتوي جرعات من لقاح أسترازينيكا الواقي من فيروس كورونا المستجد. (أ ف ب)


المملكة