دعت الأمم المتحدة في الأردن إلى اتخاذ إجراءات فاعلة لإنقاذ مستقبل اللاجئين السوريين الذين يواجهون تحديات متصاعدة، بعد مرور عشر سنوات من الأزمة السورية.

وقالت الأمم المتحدة في بيان، إن الأردن وهو ثاني أكبر مضيف للاجئين في العالم، كان بلدًا مضيفًا مثاليًا للاجئين السوريين على مدار العقد الماضي، حيث وفر السلامة والأمن لمن هم في أمس الحاجة إليه.

لكن الاحتياجات الإنسانية لا تزال قائمة، مع تزايد الفقر الناتج عن جائحة كورونا، ووجود خطر متزايد من تأخر خطط التنمية والتي مكنت اللاجئين من إعادة بناء حياتهم والمساهمة في الاقتصاد الأردني والمجتمعات الذين يعتبرون الآن وطنهم.

وبينما يتطلع الأردن والعالم نحو التعافي الاجتماعي والاقتصادي من الجائحة، تدعو الأمم المتحدة إلى إدراج اللاجئين في هذه الجهود.

منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن أندرس بيدرسن، قال إن "الأردن كان مضيفًا كريمًا للاجئين السوريين على مدى عقد من الزمان وبمساعدة المجتمع الدولي، ويقدم المساعدة للاجئين في المخيمات والمجتمعات المضيفة على حد سواء".

لكن بيدرسن تحدث عن تطلع إلى مواصلة تقديم الخدمات الأساسية، وحاجة إلى إيجاد حلول مستدامة ليس فقط لتوسيع نطاق الجهود الجماعية.

أما ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن دومينيك بارتش قال "في حين أن الحل السياسي الذي سيسمح بعودة اللاجئين إلى سوريا هو الهدف النهائي، لكن أثناء بقائهم في الأردن، يجب علينا ضمان توفر فرص كافية للاجئين، جنبًا إلى جنب مع الأردنيين، حتى يكونوا أعضاء منتجين في المجتمع."

وتحدثت المفوضية في بيان، عن حاجة إلى اتخاذ تدابير فورية وطويلة الأجل بالنسبة للأطفال والشباب، الذين يشكلون نحو 50% من إجمالي عدد اللاجئين، لعكس الأثر التربوي والنفسي للأزمة.

وتضم سجلات المفوضية أكثر من 660 ألف لاجئ سوري، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 80% يعيشون تحت خط الفقر.

ورأت المفوضية أن ضمان الاستمرارية العادلة للتعلم خلال هذا الوقت أمر بالغ الأهمية، بغض النظر عن الجنسية.

ومع تفاقم تأثير جائحة كورونا على النساء والفتيات، بما في ذلك زيادة مخاطر العنف المنزلي وانعدام الأمن الغذائي والضغوط الاقتصادية، يظل الوصول المستدام إلى فرص كسب العيش وخدمات الحماية أمرًا ضروريًا للتخفيف من هذه المخاطر، وفق المفوضية.

ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الأردن تانيا شابويزات، قالت "بعد مرور عشر سنوات، نشأ أطفال سوريا ليصبحوا شبابًا في سوريا، بينما لا يزال الجيل المقبل، المولود كلاجئين، يواجه حالة من عدم اليقين بشأن احتمالية العودة إلى الوطن".

وتواصل يونيسف العمل مع الحكومة الأردنية لمساعدة جميع الأطفال والشباب المحتاجين، بغض النظر عن وضعهم أو جنسيتهم، على البقاء والازدهار، وفق شابويزات.

وأشادت الأمم المتحدة بالأردن لكونه من أوائل الدول في العالم التي قامت بإعطاء اللقاح للاجئين، وأظهرت ريادة عالمية في استضافة اللاجئين.

مديرة شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأردن مارتا لورنزو تحدثت عن "استجابة حكومة وشعب الأردن بالتضامن مع جميع اللاجئين على مدى عقود".

وأضافت لورنزو "دامت الأزمة السورية ما يقرب من ضعف مدة الحرب العالمية الثانية. وأصبح لاجئو فلسطين من سوريا لاجئين للمرة الثانية، أولاً من فلسطين ثم من سوريا. بعد أن أُجبروا على الفقر، وهم يعتمدون على المساعدات النقدية التي تقدمها أونروا وغيرها من الخدمات لتغطية احتياجاتهم الأساسية. ويساعد الجيران الطيبون عندما تكون الأوقات صعبة. أصبح التضامن من المجتمع الدولي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لمساعدة جميع اللاجئين على العيش بكرامة".

ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في الأردن ألبرتو كوريا مينديز قال إن "انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين هو الأعلى الآن منذ أن بدأت العائلات في القدوم من سوريا قبل 10 سنوات؛ وفقًا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يعاني ربع اللاجئين في جميع أنحاء الأردن من انعدام الأمن الغذائي و65٪ على حافة انعدام الأمن الغذائي، وهي زيادة كبيرة منذ بدء الوباء".

وأضافت أن " العائلات تطلب من أطفالها تناول كميات أقل من الطعام، أو إخراجهم من المدرسة، أو إرسالهم إلى العمل أو حتى التسول".

"يجب أن نواصل، لأن العائلات بحاجة ماسة إلى الدعم؛ وتشكل مساعدة برنامج الأغذية العالمي بالفعل 60٪ من إجمالي دخل الأسر "، وفق مينديز.

المملكة