قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة الثلاثاء، إن اللجنة العليا الأردنية-  المصرية المشتركة هي الأكثر انتظاما على مستوى التنسيق العربي المشترك وتبحث السبل الكفيلة بالعلاقات الاستراتيجية والعميقة بين البلدين.

وقال الخصاونة في تصريحات صحفية في رئاسة الوزراء، عقب لقائه نظيره المصري مصطفى مدبولي، إنه جرى توقيع اتفاقيات بين البلدين في مجالات عدة، في مجال مراقبة الشركات والموارد المائية وتبادل الخبرات في مجال التخطيط والآثار والإسكان والتطوير الحضري والربط الكهربائي والاتصالات.

اختتمت اللجنة العليا الأردنية - المصرية المشتركة أعمال دورتها 29 بالتوقيع على 7 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في عدد من المجالات، والتوقيع على محضر اجتماع اللجنة التي ترأسها عن الجانب الأردني رئيس الوزراء بشر الخصاونة ونظيره المصري.

أضاف الخصاونة، أن المواقف المشتركة والمتطابقة للبلدين تجاه منظومة الأمن القومي العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل لها على أساس حل الدولتين يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على خطوط 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب شعوب ودول المنطقة. 

ولفت الخصاونة إلى أن رئيس الوزراء المصري نقل رسالة شفهية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى جلالة الملك عبدالله الثاني.

وتحدث عن تقدير الأردن لمواقف جمهورية مصر العربية وإسنادها الدائم للدور والمسؤولية المنوطة بجلالة الملك عبدالله الثاني باعتباره الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات.

وشدد الخصاونة على وقوف الأردن إلى جانب مصر في تصديها لكل ما من شأنه أن يمس الأمن الوطني المصري، مشيرا إلى أن المحافظة على الأمن الوطني المصري هو جزء من المحافظة على منظومة الأمن الوطني العربي والأردني، مضيفا "نحن في الأردن نعتبر أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الامن القومي الأردن ونحن نساند بالكامل الموقف المصري ازاء القضايا المركزية المصرية ومنها المقاربة المصرية المرتبطة بسد النهضة والافاق والكيفية المطروحة للحل وفق هذا التصور الذي تقدمه القيادة المصرية باعتباره يمثل مقاربة حصيفة لتسوية هذه القضية دون أي مساس بحقوق الدول المتشاطئة وخصوصا جمهورية مصر العربية الشقيقة مثلما تتطابق مواقفنا تجاه القضايا الاقليمية والدولية".

وأضاف أن العلاقات بين البلدين ترتكز على أننا دوما في مركب واحد، قائلا"سنستمرّ بالتنسيق الدائم مع مصر وتبادل الزيارات لتعزيز التعاون الثنائي وإزالة أيّ معيقات تعترض ذلك." وفق الخصاونة.

وأكد الخصاونة أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزّأ من الأمن القومي للأردن، مشددا على أن العلاقات الأردنيّة - المصريّة نموذجيّة واستثنائيّة ومثال يحتذى به.

وأشار إلى أن اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة تعقد والعالم أجمع يعيش في ظلال أزمة فرضتها جائحة كورونا، أدت إلى تغييرات هيكلية في بنية الاقتصاد العالمي وأثرت على المنظومة الصحية الدولية وحتى على المزاج العام للشعوب وعلى حركة الترانزيت والشحن والتبادل التجاري وحركة الأشخاص، "ولكن عجلة الحياة يجب أن تستمر وسيكون لنا مقاربات ثنائية وحتى ثلاثية للتغلب على الجائحة وصولا إلى صيف أمن تعود فيه شبكة العلاقات الإقليمية والعجلة الاقتصادية إلى الدوران".

وأشار الخصاونة إلى أن المباحثات تناولت الآلية الثلاثية التي تجمع الاردن ومصر والعراق والتي كان أخر اجتماعات القمة لقادتها في شهر آب/أغسطس من العام الماضي والتي استضافها جلالة الملك في عمّان بحضور الرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والاتفاق على مأسسة هذه الآلية لتبدأ بوجود سكرتاريا دائمة انتقالية تحتضنها وزارة الخارجية في الدولة التي تستضيف القمة معلنا ان قمة ثلاثية سيتم عقدها في وقت قريب بين قادة الدول الثلاث الشقيقة، مشيرا إلى أن عمّان تحتضن حاليا اجتماعات للوزراء القطاعيين الأردنيين والمصريين والعراقيين تحضيرا للقمة الثلاثية في إطار هذه الآلية الهامة والاساسية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وفي مجال البترول والغاز والمعادن والثروات الطبيعية وتحديد مشاريع معينة لتبدأ المباشرة بها بما ينعكس بالفائدة على الدول الثلاث وشعوبها.

"اتفقنا على الاستمرار بالتنسيق الدائم وتبادل الزيارات بعيدا عن الإطار المؤسسي للجان المشتركة ومعالجة أي قضايا أو عوائق تعترض مسيرة التعاون الثنائي أو حتى الثلاثي عبر حلول مباشرة من الوزراء والمسؤولين"، وفق رئيس الوزراء.

وأعرب عن الشكر للأشقاء في جمهورية مصر العربية على الاستجابة الفورية والمباشرة لبعض احتياجات الاردن الدوائية والتي تكرم الأشقاء بتلبيتها على الفور وتيسير بعض الاجراءات التي تؤدي إلى انسيابية حركة التجارة بين البلدين.

وأكد الخصاونة أن الأشقاء المصريين في الأردن هم محط الرعاية والاهتمام والمحبة النابعة من اواصر العلاقات الأخوية وهم في بلدهم الثاني.

وأعرب رئيس الوزراء، عن الأمل بأن تكون هذه الاجتماعات بناءة ومثمرة تعود بالنفع والفائدة على البلدين والشعبين. 

وقال مدبولي، إنه جرى توجيه الوزراء المصريين لحلّ أيّ إشكاليّات أو معيقات تعترض طريق التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات بشكل مباشر.

وأضاف مدبولي، أن العلاقات الوطيدة بين البلدين تنعكس دوما على التنسيق بين الدولتين بهذه الفترة التي يشهدها العالم من تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.

وأكد أن هناك تطابقا في مواقف البلدين في مختلف القضايا الإقليميّة وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة، مشيرا إلى التنسيق المشترك للبلدين تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحرص البلدين وسعيهما لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

"حريصون على تعميق التبادل التجاري ومضاعفته بعد انتهاء الجائحة مع الأردن والعراق" وفق مدبولي.

وشدد على ضرورة تجاوز الآثار والتحديات التي تفرضها جائحة كورونا وعودة حركة التبادل التجاري بين البلدين إلى سابق عهدها، لافتا إلى أن المنتجات والسلع الأردنية مرحب بها في السوق المصرية بذات القدر الذي تحظى به المنتجات والسلع المصرية في السوق المصرية.

بدوره، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة هي من أهم اللجان الدولية التي تعقد بين بلدين، وتعكس مدى حرص الأردن ومصر على انتظام واستمرار عمل هذه الاجتماعات وتفعيل المشروعات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين.

وأكد مدبولي متانة العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تعكس مدى التواصل المستمر والتنسيق الكامل بين الدولتين في هذه الفترة الاستثنائية التي يشهدها العالم نتيجة جائحة كورونا والتحديات التي فرضتها على المنطقة والعالم.

ولفت إلى تأكيد رئيسي وزراء البلدين خلال اجتماعات اللجنة العليا على قيام وزراء الجانبين الأردني والمصري باستمرار وإدامة اللقاءات الثنائية، وحل المشاكل والمستجدات التي تطرأ على القضايا المتعلقة بين البلدين في مختلف المجالات وبصورة مباشرة.

وأشار إلى أن الاجتماعات ناقشت أيضا العديد من الأمور المتعلقة بالتعاون الثنائي في مجالات النقل وتبادل السلع التجارية بين البلدين، لافتا إلى أن هناك تخطيطا بين الأردن ومصر والعراق لمضاعفة التبادل التجاري بعد انتهاء جائحة كورونا.

وأوضح رئيس الوزراء المصري أن الاجتماعات تناولت آلية تعزيز التعاون الثلاثي بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، كاشفا عن عقد قمة ثلاثية مرتقبة بين زعماء الدول الثلاثة خلال الفترة المقبلة، لمناقشة عدد من المشروعات المهمة المشتركة بين الأردن ومصر والعراق.

كما أشار مدبولي إلى اللقاء الذي جمعه مع جلالة الملك عبدالله الثاني، ونقل لجلالته رسالة من أخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدت على دعم مصر للأردن في جميع المجالات وخصوصا الصحية منها.

وأضاف أن رسالة السيسي أكدت أهمية العمل المشترك والتنسيق الثنائي والكامل بين البلدين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.

وبين رئيس الوزراء المصري أن جلالة الملك أكد خلال اللقاء على دعم الأردن الكامل لكل القضايا المصرية، وتأكيد جلالته على أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الأردني، لافتا إلى أن جلالته حمله رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح المصري تؤكد دعم الأردن الكامل لمصر في قضية سد النهضة.

ووقع البلدان في ختام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة 7 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية شملت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مراقبة الشركات والبرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم للتعاون في مجال الموارد المائية والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال تبادل الخبرات بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة التعاون الدولي المصرية.

كما شملت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاثار والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال الاسكان والتطوير الحضري للأعوام (2021- 2022) واتفاق اطاري لتعزيز قدرات الربط الكهربائي بين البلدين ومذكرة تفاهم في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين حكومتي البلدين. ووقع رئيسا الوزراء في البلدين على محضر اجتماعات الدورة التاسعة والعشرين للجنة العليا الاردنية المصرية المشتركة.

وعقدت في عمّان الثلاثاء، اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة في أعمال دورتها التاسعة والعشرين وترأسها عن الجانب الأردني الخصاونة، وعن الجانب المصري، مدبولي.

وكان الخصاونة عقد لقاء ثنائيا مع مدبولي جرى خلاله استعراض العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة على المستويين الثنائي وفي إطار الآلية الثلاثية التي تربط الأردن مصر والعراق.

ووصل مدبولي إلى عمّان الثلاثاء، في زيارة رسمية على رأس وفد وزاري.

المملكة